أكد لـ «البيان» أن جبال زاغروس وعُمان وصدع مكران الأكثر تأثيرا

الشامسي: 12 محطة لرصد الزلازل تغطي الدولة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف خميس سيف الشامسي مسؤول إدارة الزلازل في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عن وجود 12 محطة للرصد الزلزالي في الدولة وأن المركز بالتعاون مع بلدية مدينة أبوظبي يقوم حاليا بالعمل على إنشاء مركز بيانات ورصد وتحليل للمعلومات الواردة من المحطات ويقوم بإرسال نتائج التحليل إلى عدة جهات معنية من خلال شاشات عرض خاصة لهذا الغرض والذي يهدف إلى إيجاد نظام لمراقبة وإدارة وتقييم المخاطر الزلزالية في إمارة أبوظبي.

كما يساعد في تصميم كودات بناء مقاومة للزلازل ويتضمن بناء 4 محطات إضافية جديدة للرصد الزلزالي إلى جانب 50 محطة أخرى لرصد الحركات القوية وكذلك 10 محطات لمراقبة سلامة المنشآت الحيوية والشاهقة مؤكدا على أن هذا النظام المتكامل يتكون من أجهزة رصد وشبكات مراقبة للنشاط الزلزالي وللمنشآت وأنظمة معلومات تساعد على مراقبة وتقييم وإدارة المخاطر كما يساعد على رسم خرائط للنشاط والتقييم الزلزالي الدقيق في المنطقة

 

12 محطة للرصد

وقال خميس الشامسي لـ «البيان» إن أعلى مستوى للهزات الأرضية التي رصدت تاريخيا من قبل أجهزة الرصد العالمية كانت في عام 1945 بلغت 8 درجات بمقياس ريختر في صدع مكران في بحر العرب (جنوب باكستان) وأحدثت تسونامي متوسطا وصل إلى سواحل عمان، ولفت إلى أن أجهزة وتقنيات الرصد الزلزالي الحديثة لا تستطيع التنبؤ بحدوث الزلازل (لا مكان ولا وقت ولا قوة الزلزال).

لافتا إلى أن اليابان التي تمتلك أحدث ما توصل إليه العلم من أجهزة ومعدات للرصد لم تتمكن من التنبؤ بحدوث أي زلزال وقع في أراضيها بما فيها الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرقي اليابان في 11 مارس 2011 وكشف مسؤول إدارة الزلازل عن وجود 12 محطة للرصد الزلزالي حاليا في الدولة (7محطات خاصة بالشبكة الوطنية و4 لبلدية دبي وواحدة تعليمية بالشارقة) منتشرة في مناطق وجزر الدولة ومزودة بكافة التجهيزات الزلزالية الحديثة والمتطورة التي تعتمد على أحدث التقنيات المتعلقة برصد الحركات القوية والضعيفة ونقل تلك المعلومات عبر القمر الصناعي ومن ثم إعادة إرسالها للمركز لتدخل إلى أجهزة أخرى تقوم بعمليات التحليل والتقييم وعرض النتائج، إضافة إلى معلومات واردة من 16 محطة أخرى منها 12 محطة دولية و4 محطات تابعة للشبكة العمانية لرصد الزلازل.

 

نمو سريع

وأشار إلى أن دولة الإمارات شهدت خلال العقود الماضية نموا سريعا في كافة المجالات ومن ضمنها مجال الأرصاد الجوية والزلازل والذي حرص على تنفيذ برنامج متكامل لتقييم خطر تعرض البلاد للزلازل تقييما كليا دقيقا بهدف وضع الدراسات والآلية التنفيذية اللازمة للحد من هذا الخطر مهما تضاءلت نسبة حدوثه.

وأشار الشامسي إلى أن دولة الإمارات ودول الخليج عموما التي تقع ضمن الصفيحة العربية لديها ثلاثة مصادر من المخاطر الزلزالية: الأول: في جنوب إيران المتمثل في جبال زاغروس، والثاني: منطقة صدع مكران في بحر العرب جنوب باكستان والثالث: منطقة جبال عمان، ودولة الإمارات لديها نشاط زلزالي خفيف إلى متوسط في شمال الدولة تسببه الصدوع المحلية.

 

المناطق النشطة

وأوضح أن دولة الإمارات بعيدة نسبيا عن المنطقتين النشطتين زلزاليا في المنطقة وهما منطقة جبال زاجروس جنوب شرق إيران وحدوده الصفيحتين العربية والأوراسية وهي التي لم يزد فيها قوة أي زلزال أكثر من 7.5 درجات بمقياس ريختر، والثانية صدع مكران في بحر العرب والذي يبعد عن الإمارات بنحو 600 كيلومتر ومعظم الزلازل القوية التي وقعت في المنطقتين كانت في الجانب الآخر من اليابسة في إيران وباكستان ويقتصر التأثر بها في دولة الإمارات ودول الخليج بالإحساس بها فقط، مشيرا إلى أن احتمالية حدوث مد بحري أو تسونامي في الخليج العربي ضعيفة، وإذا حدث سيكون تأثيره ضعيف بسبب ضحالة المياه في الخليج العربي، أما بالنسبة لصدع مكران فتوجد احتمالية حدوث تسونامي بسيط عند حدوث زلازل قوية قد تصل 8 درجات على مقياس ريختر وقد تؤثر على الإمارات الشمالية والساحل الشرقي.

وعادة ما تكون الزلازل القوية التي تحدث في المحيطات والبحار العميقة الشاسعة كالمحيط الهادي تؤدي إلى حدوث التسونامي مثل الذي حدث في زلزال فوكوشيما باليابان. وأضاف أن الزلازل القوية التي تحدث تحت البحار والمحيطات تتسبب بحدوث الظاهرة التي تسمى تسونامي باللغة اليابانية وهي عبارة عن أمواج بحرية تتشكل بفعل تحريك الصخور تحت مياه البحر عند حدوث الزلازل وتنتشر في مياه البحر بسرعات تعتمد على عمق المياه وسرعان ما تصل إلى الشواطئ وتحدث الكوارث.

 

محطة صير بو نعير

وأبدى الشامسي استعداد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل للتعاون مع الهيئة الاتحادية للطاقة النووية لإمدادها بالمعلومات الزلزالية والتقييمات المختلفة للأنشطة والحركات الزلزالية خاصة أنه بصدد إنشاء محطة رصد جديدة في جزيرة صير بو نعير إضافة إلى محطة جزيرة (الجرنين) المتوفرة حاليا بالقرب من محطة الإمارات النووية المزمع إنشاؤها بالمنطقة الغربية حيث ستساعد هاتان المحطتان بالذات في منح وقت تحذيري في حالة الزلازل القوية وتوابعها أو حدوث المد البحري.

ونوه إلى أن محطات الرصد الزلزالي الإماراتية مثلما ترصد الأحداث المحلية حتى لو كانت تفجيرات للكسارات المستخدمة في الجبال فإنها أيضا ترصد الأحداث الإقليمية التي تقع في الدول المجاورة في باكستان وإيران وعمان وغيرها، بالإضافة إلى رصدها للهزات الأرضية على مستوى العالم حيث رصدت محطات الإمارات الزلزال العنيف الذي وقع في مارس الماضي في اليابان بنفس الدقة تقريبا التي رصدت بها المحطات اليابانية والأميركية والأوروبية والهندية.

 

شبكة خليجية لرصد الزلازل

وفيما يخص التعاون بين المركز الوطني والمراكز الأخرى في دول مجلس التعاون المتعلقة بتبادل المعلومات الزلزالية وربط الشبكات الخليجية للرصد الزلزالي وذلك لوقوعها في صفيحة عربية مشتركة أكد الشامسي أن التعاون قائم ويجري حاليا دراسة ربط جميع الشبكات الخليجية بعضها ببعض بهدف دعم وتعزيز خدمات تلك الشبكات وتحقيق أقصى استفادة منها لكافة دول مجلس التعاون الخليجي .

ولفت إلى أن الملتقى الخليجي السابع قام بمناقشة الأخطار الزلزالية في دول الخليج العربي والذي عقد في جدة 22 يناير الماضي وتمت مناقشة إقامة مركز أبحاث إقليمي لرصد ودراسة الظواهر الطبيعية، وتعزيز سبل التعاون وتبادل المعلومات بين دول الخليج، وتدريب المشاركين على أحدث البرامج المتعلقة بالزلازل والبراكين والسيول، ونقل الخبرات والمعرفة من خلال المناقشات العلمية بين العلماء .

وقال إن محاور الملتقى قد تركزت حول تقييم المخاطر الزلزالية، ودراسة الهندسة الزلزالية، وإنشاء شبكات الرصد الزلزالي ومعرفة تحليل بياناتها، وحركة الصفيحة العربية والنشاط الزلزالي المصاحب لها، والهزات التي تحدث في مناطق استخراج النفط.

Email