حمد الرميثي: الوحدة والتآزر مصدر كل قوة ورفعة وفخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة كلمة إلى مجلة "درع الوطن" بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها ..

الثاني من ديسمبر يوم تلاقت فيه الإرادات وتوحدت فيه السواعد وخلصت فيه النيات وتكثفت فيه الجهود وسادت فيه روح التجرد والإيثار ومن ثم تمخضت الاجتماعات عن قرار تاريخي بإعلان قيام اتحاد الإمارات فتحققت بهذا أمنية طالما راودت الآباء وتلاقت عليها إرادة الأبناء فإذا الحلم حقيقة والتطلعات واقع معاش.

واليوم ونحن نحتفي بهذه الذكرى الخالدة نلمس البرهان الساطع على أن الوحدة والتآزر هما مصدر كل قوة ورفعة وفخر وأن الاتحاد كما عبر عنه بحق المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، "ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات في بناء مجتمع كريم يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق".

إن ما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة مرموقة وما تنعم به من طمأنينة ورخاء هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب والفكر الوثاب للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، بمؤازرة من أخوانه الآباء المؤسسين للاتحاد بحكمة وحلم وصبر.

غرس الآباء

وفي هذا الوقت الذي تطوي فيه دولتنا عامها الأربعين والوطن في رخاء وقوة وأمن وقد أتى غرس الآباء أكله خيراً ونطمئن على ما هو آت فسيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يقول وإن قال فعل.."ماضون على أساس من أفضل الممارسات في بناء الدولة وأطرها المؤسسية والقانونية مؤسسين لنظام ديمقراطي متدرج ولاقتصاد (قوي متنوع) وبنية تحتية متطورة وتنمية اجتماعية مستدامة وتتحرك مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية في ثقة تعزيزاً للهوية الوطنية وبناء الإنسان على أرض الوطن العزيز فالإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم وهو أساس نهضة الدول وقد كان الحرص منذ نشأة الدولة على إنماء هذه الثروة بالاستثمار الواعي في أصولها الفتية تنشئة وتعليماً وتدريباً ورعاية إعداداً لجيل مبادر كامل الولاء عميق الانتماء مشارك في إدارة مجتمعه محافظ على تراثه وأهله وستظل قيم الاتحاد ومبادئه هادياً ونبراساً لكل الأجيال ومشروعاً لنهضة وطنية مستدامة وشراكة فاعلة بين الوطن ومواطنيه في بناء المستقبل المشترك".

ونحن إذ نفتح سجل الإنجازات التي تحققت طوال أربعين عاماً نلمس في يسر الفروق الشاسعة بين ما كان وما تحقق ونقرأ فيه المعاني والعبر ونستمد منه القوة والعزم ونقيم من خلاله مسيرة الحاضر ونستشرف منها طريق المستقبل. إن القوات المسلحة إذ تحتفل اليوم مع حكومة وشعب الإمارات بهذه المناسبة الخالدة تتقدم بعظيم الشكر والتقدير والامتنان للآباء المؤسسين الذين كان لهم فضل اتخاذ القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة فكان هذا إيذاناً بمرحلة جديدة في مسيرتها، حيث أطلق هذا القرار الطاقات لعملية تطوير وتحديث شاملة مبنية على أسس علمية بهدف تعزيز قدراتها وتمكينها من أعقد الأسلحة والمعدات واكتساب أفضل المهارات العلمية والميدانية والتنظيمية التي تتفق والمفاهيم العسكرية الحديثة مما مكنها من التعامل مع مختلف النظم الدفاعية المتقدمة في عالمنا المعاصر وحجم التجهيزات وتقنياتها الحديثة مما حقق قفزة نوعية كبيرة وقدرة متميزة في العلم العسكري.

تحفيز

واليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى نتوجه فيها إلى جنودنا البواسل في كل موقع من مواقع المسؤولية وإلى كل قابض على سلاحه وكل رابض خلف مدفعه وإلى كل متحفز متوثب عند الثغور أو من فوق كثبان الرمال وإلى كل من يؤدي واجبه في صمت في الجو أو البحر أو البر، لحماية ذرى وطنه، أن يتخذ من الإنجازات التي تحققت في ظل الاتحاد دافعاً قوياً ومحفزاً لمزيد من العمل والمثابرة ومضاعفة الجهود من أجل الارتقاء مع الحرص على ديمومة اليقظة والقدرة على التفاعل الخلاق مع كافة التحديات والمستجدات تحافظون على أمن الوطن من خلال تعزيز انتمائكم ورص صفوفكم وتقوية وحدتكم واستعدادكم للتضحية في سبيله.

Email