رزان المبارك التقت إعلاميين من 140 دولة:

الإمارات حققت العديد من الإنجازات البيئية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي أن حماية البيئة تمثل أحد أهم أولويات دولة الامارات التي تمكنت خلال 40 سنة الماضية من تحقيق العديد من الانجازات البيئية منها ما تحقق في مجال إعادة توطين المها العربي والتي انتقل تصنيفها مؤخرا من فئة "الحيوانات المهددة بالانقراض" إلى فئة " الوضع الحرج "، وذلك وفقاً للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة أخيرا عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة. وتعد هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتحسن فيها وضع حيوان مهدد بالانقراض في القائمة الحمراء بمقدار ثلاث فئات، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للإعلاميين الذين يزورون الدولة بدعوة من المجلس الوطني للاعلام وعددهم 100 صحفي من 140 دولة بمناسبة اليوم الوطني الـ 40.

وقالت: ان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، مؤسس الدولة كان أول من دعا المواطنين إلى الاحتفال بالبيئة في اليوم الوطني للدولة، لتأكيد الالتزام بحماية البيئة والمحافظة عليها.

وأضافت: ان جهود المحافظة على البيئة كانت أحد المبادئ التوجيهية للأمة حتى قبل الاتحاد، وأصبحت جزءاً أساسياً من مسيرة دولة الإمارات منذ ذلك الحين. ولمعرفة السر وراء الاهتمام بالبيئة نحتاج إلى فهم فسلفة الإنسان الذي رسم خطط المستقبل لهذه الأمة، والذي تعتبر شخصيته نموذجا للهوية الوطنية الإماراتية. وقد لعبت جهود المحافظة على البيئة دوراً أساسياً في رؤيته وقيمه، وتجدر الإشارة هنا إلى تميز التراث الطبيعي بالثراء والتفرد والتنوع.

وذكرت المبارك أن مشروع إكثار وإعادة توطين المها العربي يعتبر أحد أنجح القصص في حماية الانواع والمحافظة عليها حيث ساهمت دولة الإمارات من خلال هذا البرنامج بإكثار وإعادة تأهيل الآلاف هذا الحيوان الجميل بنجاح ، وإعادة توطينه في مناطق انتشار مجموعاته السابقة في المنطقة العربية، بما في ذلك إنشاء منطقة محمية لإعادة توطينه داخل دولة الامارات والتي تعادل مساحتها مساحة لبنان.

وأكدت ان الامارات تشدد على أهمية تبادل المعلومات والبيانات البيئية على المستوى العالمي حيث تشهد الدولة خلال أيام عقد قمة عالمية لتحديد أفضل الممارسات وأبرز المبادرات وأكثرها فعالية في مجال مشاركة البيانات حول العالم يشارك فيها نخبة من الشخصيات القيادية العالمية بالإضافة الى عدد من المتخصصين في مجال المعلومات البيئية والاجتماعية وخبراء من القطاعات المعنية الأخرى.

وأشارت الى ان الأهداف الرئيسية للقمة تتمثل في إصدار إعلان قمة عين على الأرض والذي سيتضمن توصيات المشاركين ليتم رفعها لمؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة (ريو 20+)، والمقرر عقده خلال العام المقبل. وسيرصد الاعلان الثغرات والفجوات في عملية جمع البيانات المطلوبة لتعزيز الجهود المبذولة لمعالجة القضايا البيئية الهامة مثل قضية تغير المناخ. كما تركز القمة على تعزيز إمكانية توفير البيانات البيئية والاجتماعية التي تساعد في اتخاذ القرارات البيئية والتنموية خاصة في الأنظمة الاقتصادية الناشئة التي تعتبر أكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ والكوارث البيئية. ويدعم هذا الحدث الرئيس بيل كلينتون، الذي سيكون ضمن المتحدثين الرئيسين خلال القمة، فضلا عن شركة تكنولوجيا المعلومات العملاقة مايكروسوفت وشركة غوغل.

وأشادت بالأداة العلمية فريدة، التي طورها شركاء مبادرة البصمة البيئية في دولة الامارات والتي تعمل على تقييم النتائج المترتبة عن نمو قطاعي الطاقة والماء على انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتساعد الحكومات على خفض انبعاثاتها الكربونية.

العلاقة

وأضافت: من الصعب أن يدرك من يزور دولة الإمارات العلاقة الوطيدة بين الشعب الإماراتي وتراثهم الطبيعي، ومدى التأثير العميق الذي تركته هذه العلاقة على بناء الدولة خلال 40 عاماً. عندما ننظر حولنا، ماذا نرى؟ نرى صحراء رملية ونرى طفرة معمارية وحضارية. ومن السهل معرفة مدى وسرعة عملية التنمية والتطوير، التي أدت إلى تعرض دولة الإمارات إلى الانتقادات بشأن الأداء البيئي. وهذا بالطبع وضع أمامنا المزيد من التحديات الجديدة والمعقدة. لن نخجل من هذه الانتقادات، ونحن ندرك تماماً الحاجة إلى تعزيز الأداء البيئي. ولكن في نفس الوقت، يجب أن نضع في الاعتبار أن الدولة قد بُنِيَت في 40 عاماً فقط بما في ذلك البنية التحتية، والخدمات الصحية، ونظام التعليم، والسياسة الخارجية. وقد كانت الأهداف والمؤسسات البيئية القوية جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء الأمة منذ اليوم الأول.

وقالت ان امارة أبوظبي تتميز بإرث طبيعي غني، ومزيج رائع من الطبيعة الجيولوجية والبيئات الطبيعية والأنواع المختلفة في البر والبحر على حد سواء. فمن الجبال في الشرق إلى الصحراء الرملية، ومن الوديان إلى المسطحات المائية المالحة، بالإضافة إلى الكثبان الحمراء الممتدة في صحراء الربع الخالي (أكبر صحراء رملية في العالم). كل هذا ساهم بجعل الإمارات موطناً لتنوع مذهل من البيئات الطبيعية المتباينة التي تَعُج بأنواع فريدة من الأنواع والسلالات المختلفة. يعتبر النمر العربي أحد أنواع القطط البرية الثلاثة التي تتخذ من الإمارات موطناً لها، يبلغ عدد أنواع القطط البرية حوالي 36 نوعاً منتشرة حول العالم. كما تحتضن بيئتنا حوالي 500 نوعاً مختلفاً من النباتات، يتكيف الكثير منها مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات ملوحة المياه. كما تتزين بيئتنا البحرية بأنواع فريدة من الشعاب المرجانية. حيث يزور الدولة حوالي اثنين إلى ثلاثة ملايين طائر خلال مواسم الهجرة بين أفريقيا وآسيا وشبه القارة الهندية. تتخذ العديد من الأنواع المهددة بالإنقراض البيئة البحرية الإماراتية ملاذاً لها مثل السلاحف، والقروش وأسماك الراي، كما تذخر موائلنا البحرية بأكبر تجمع لأبقار البحر (الأطوم) في العالم.

وقالت المبارك : يعتبر الوالد الشيخ زايد أحد رواد المحافظة على البيئة في العالم. ولا تزال ريادته وتعاليمه البيئية من أهم مصادر الإلهام والإرشاد للأمة، حيث ساهمت توجيهات الشيخ زايد في وضع سياسات وإنشاء مؤسسات بيئية قوية، لعبت درواً هاما في دعم الحكومة الجديدة ومؤسساتها، متفوقة بذلك على الكثير من الدول.

وتستمر الإدارة البيئية الحكيمة بقيادة رئيس دولة الإمارات، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، حيث وضعت قيادتنا الرشيدة القضايا البيئية ضمن أهم أولويات الدولة.

Email