أكدت أنه فرصة لنقاش بنّاء في كل الموضوعات ذات الصلة

نورة العبار: منتدى «الدبلوماسية العامة» أجندة دورية للعاملين في الاتصال الحكومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقام بدبي منتدى «الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي»، الذي سينظم أول دوراته في 12 مارس الجاري، بمشاركة مجموعة من الوزراء والساسة البارزين وخبراء الاتصال الحكومي في دولة الإمارات والمنطقة العربية والعالم.

كشفت نورة العبار، مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في حوار مع «البيان»، عن وجود الكثير من المبادرات التي سيعلنها المكتب خلال المنتدى، والتي ستشكل أجندة دورية سنوية وبرامج وورش عمل تستهدف جميعها تعزيز قدرات العاملين في مجال الاتصال الحكومي الذي بات من أهم دعائم العمل الحكومي، بما يشكله من حلقة وصل مهمة بين الحكومات والشعوب، وهو يستدعي تطوير قدرات القائمين عليه بشكل متخصص تشارك فيها جميع الجهات الحكومية، أما خلال المنتدى فنستعرض أفضل التجارب والممارسات العالمية، وأهم الخبرات الحكومية في المنطقة والعالم في هذا المجال.

وأكدت أن المنتدى يمثل فرصة لنقاش بنّاء وشامل في كل الموضوعات المتعلقة بمجال الاتصال الحكومي، خصوصاً في ضوء تنامي الاهتمام العالمي بالدبلوماسية العامة، والدور الذي أصبحت تؤديه كوسيلة فعالة في نقل الرسالة التي تعتمد على القوة الناعمة للمجتمعات المتحضرة.

وبينت العبار أن المنتدى يأتي في إطار استراتيجية المكتب الإعلامي، ورسالته في اتجاه تعزيز قدرات الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي في دبي، مؤكدةً أن مفاهيم الاتصال قد شهدت تحولات كبيرة في العالم خلال العقد المنقضي، في ضوء المتغيرات السريعة التي شهدها العالم خلال تلك الفترة، سواء على مستوى التطور التكنولوجي وظهور قنوات جديدة أحدثت ثورة حقيقية في عالم الاتصال تبدلت معها العديد من المفاهيم والممارسات التي سادت هذا المجال وقتاً طويلاً، لتحل محلها أسس وقواعد وأطر جديدة لتلك العملية المعقدة التي يدخل في نسيجها العديد من العناصر، وتعد من ركائز العمل الحكومي ومن محددات نجاحه، أو على الأقل وضع هذا النجاح في إطاره الأمثل الذي يكفل له الظهور بالشكل اللائق.

وتالياً نص الحوار:

ما الأهداف التي يسعى منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي لتحقيقها؟

هناك العديد من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من خلال تنظيمنا هذا المنصة الحوارية الجديدة، أهمها تعزيز قدرات الاتصال الحكومي، والاطلاع على أفضل التجارب والممارسات العالمية، وأهم الخبرات في هذا المجال على مستوى المنطقة والعالم، كما نسعى إلى إقامة جسور تعاون على الصعيدين الداخلي والخارجي، بهدف الارتقاء بأدوات الاتصال الحكومي، وتأكيد مواكبتنا للتطور الحاصل في تكنولوجيا الاتصال، لتناسب مع المعايير الدولية ومتطلبات العمل الحكومي الذي باتت منظومة الاتصال جزءاً رئيساً منه، من خلال القدرة على توصيل الرسالة الحكومية بالشكل المطلوب، وبطريقة تمكنها من إحداث الأثر الإيجابي المرجو منها.

كما أن أحد مهام منظومة الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي توظيف وتوصيل الإنجازات الحكومية حتى يستفيد منها الآخرون، ليس على المستوى المحلي فقط، بل إتاحتها وفقاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة للدول الأخرى، حتى تبني على النجاحات التي حققتها دولتنا في شتى المجالات.

تفاعل

ماذا عن الإعداد للمنتدى وكيف تم اختيار شكله ومحتواه؟

يمكنني القول إن الإعداد لمثل هذه اللقاءات يستغرق وقتاً طويلاً في التجهيز له، لا سيما هذا المنتدى، لما تطلبه من رصد لأفضل ممارسات الاتصال الحكومي، وأنجح التجارب العالمية في هذا المجال خلال السنوات الماضية، وحرصنا في عملية الاختيار على التنوع في تلك التجارب لتغطي كل الموضوعات التي تم انتقاؤها للطرح، هذا من حيث المحتوى، أما من حيث الشكل، فأود هنا أن أشير إلى أن الجلسات وورش العمل ستتسم بأجواء تفاعلية، وبأسلوب يكفل مناقشة الموضوع من جوانبه كافة، كما سيشارك الحضور في النقاش خلال المنتدى، ويطرحون كذلك رؤاهم وأفكارهم في الموضوعات المطروحة أمام المنتدى، سعياً للخروج بتصورات لأفضل صور الاتصال الحكومي القادر على نقل رسائل الحكومات بوضوح، عبر قنوات مؤثرة تكفل سرعة التفاعل من جانب الجمهور المستهدف، وتضمن أن يكون لهذا التواصل مردوده الإيجابي على مجمل بيئة العمل الحكومي، ومن ثم المجتمع بصورة عامة.

من هم أبرز المتحدثين من الإمارات والعالم العربي خلال المنتدى؟

لو تحدثنا عن المستوى المحلي والعربي، فيشرفنا أن يكون في مقدمة المتحدثين خلال المنتدى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث سيستعرض سموه تجربة الإمارات المتميزة في توصيل رسالتها إلى العالم، وأثرها في منحها مكانة متميزة إقليمياً ودولياً، والخلفيات التاريخية التي أسست لهذه القدرة الواضحة في إطلاق الخطاب الرسمي المتوازن القادر على تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بإقرار منطق الحوار البنّاء القائم على الاحترام المتبادل وروابط الصداقة والتعاون مع مختلف شعوب العالم، كما سيستضيف المنتدى معالي عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، للحديث عن الثوابت الأساسية التي أرساها زعماء دول الخليج العربي وشكلت الأرضية الصلبة للعمل الخليجي المشترك، ودور الدبلوماسية الخليجية في التعبير عن مواقف دول المنطقة الثابتة والواضحة حيال القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وكذلك أثر الاتصال الفعال والرسالة ذات المحتوى القوي والواضح في عكس وجهة النظر الرسمية وتقديم الحقائق ودحض الشائعات.

كما سيتحدث، خلال المنتدى، سلطان بن سليم، رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، وسعيد العطر، المدير العام لمكتب الدبلوماسية العامة، في إطار حرصنا على وجود عناصر شابة من أبناء الإمارات، مثل سارة الأميري، رئيسة مجلس علماء الإمارات، والمهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، كما يستضيف المنتدى اللواء جمال الصايغ، الوكيل المساعد لشؤون العمليات، الكويت، للحديث عن إدارة السمعة، من خلال تجربة دولة الكويت الشقيقة في مواجهة العمل الإجرامي المتمثل في تفجير مسجد «الإمام الصادق» في الكويت، وكيف كان للاتصال الحكومي أثره في مؤازرة جهود الحكومة، لتخطي تبعات ذلك الهجوم الآثم، وما يقف وراءه من فكر متطرف، برسالة واضحة تهدف إلى دحض الإرهاب واجتثاثه من جذوره.

بحث

وماذا عن المتحدثين العالميين.. وعلى أي أساس تم اختيارهم؟

اختيارنا للمتحدثين خضع لعملية دقيقة من البحث في خبراتهم وما سيقدمونه من قيمة مضافة إلى أجندة المنتدى، وهو ما مكّننا من استقطاب مجموعة كبيرة من الأسماء البارزة في مجال الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي على الصعيد الدولي، ممن بينهم: برناردينو ليون، المدير العام لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية، ود. هوارد كلارك، المتخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط وصاحب الخبرة الطويلة في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف المسلح، وآرون شيرينيان، رئيس الاتصال والتسويق بالأمم المتحدة الذي أسهم في الارتقاء بالعديد من برامج الأمم المتحدة الإنمائية خلال السنوات الماضية، كما سيستضيف المنتدى جوش إيرنست، المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، الذي تم اختياره ضمن استطلاع نشرته شركة «بوليتيكو» المتخصصة في مجال الإعلام السياسي، في عام 2015، كـ«أفضل سكرتير صحفي للبيت الأبيض»، إضافة إلى د. باولو بورتاس، نائب رئيس مجلس الوزراء البرتغالي السابق، الذي شغل منصب وزير خارجية البرتغال، كما عمل وزيراً للدفاع الوطني، وحمل عضوية البرلمان البرتغالي مدة 21 سنة، وترأَّس حزب الوسط الديمقراطي الاجتماعي اليميني التابع لحزب الشعب الأوروبي مدة 16 عاماً، 8 أعوام منها كانت خلال عمله في الحكومة حتى عام 2016.

كما سنستضيف أليستر كامبل، المتحدث الإعلامي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، المملكة المتحدة، وهو أحد أهم المتحدثين في العالم في مجالات الاتصالات الاستراتيجية، والقيادة، وبناء فرق العمل وإدارة الأزمات، إضافة إلى توم فليتشر، السفير البريطاني السابق إلى لبنان في جلسة «الدبلوماسية الرقمية»، وهو من أبرز الدبلوماسيين، لكونه وُصف أثناء تأدية عمله في بيروت بأنه أصغر سفير يمثل بريطانيا في الخارج خلال الـ200 عام الماضية، وهو صاحب الكتاب الشهير في عالم الدبلوماسية «الدبلوماسية المُجرَّدة: السلطة والحنكة السياسية في عصر الرقمية» الذي سيتم توقيعه على هامش المنتدى.

أجندة

من بين أهداف المنتدى تعزيز قدرات العالمين في مجال الاتصال الحكومي، هل هناك من مبادرات للمكتب الإعلامي في هذا الشأن؟

بالتأكيد، هناك الكثير من المبادرات التي سيعلنها المكتب الإعلامي لحكومة دبي خلال المنتدى، التي ستشكل أجندة دورية سنوية وبرامج وورش عمل تستهدف جميعها تعزيز قدرات العاملين في مجال الاتصال الحكومي الذي بات من أهم دعائم العمل الحكومي، بما يشكله من حلقة وصل مهمة بين الحكومات والشعوب، وهو يستدعي تطوير قدرات القائمين عليه بشكل متخصص تشارك فيها جميع الجهات الحكومية، أما خلال المنتدى فنستعرض أفضل التجارب والممارسات العالمية وأهم الخبرات الحكومية في المنطقة والعالم في هذا المجال.

ترحيب

هل هناك تعاون إقليمي لتبادل الأفكار والرؤى في دعم منظومة الاتصال الحكومي؟

لا شك أن المكتب الإعلامي لحكومة دبي بوصفه مؤسسة إعلامية معنية بتعزيز الاتصال بين جميع المؤسسات المحلية والعالمية ذات الصلة، ملتزم بتوجيهات قيادتنا الرشيدة الرامية إلى مشاركة الأفكار والتجارب الناجحة حتى يستفيد منها الجميع، وبكل تأكيد نرحب بالتعاون بيننا وبين دول المنطقة في مختلف المجالات، وتبادل الأفكار والرؤى في المنظومة المثالية للاتصال الحكومي، ووضع كل خبراتنا وتجاربنا في متناول دول المنطقة والعالم للاستفادة منها، كما أننا منفتحون على كل التجارب الأخرى، في إطار سعينا الدائم للتطوير المستمر، سواء من خلال برامج مشتركة أو لقاءات دورية، للتباحث وتبادل الرؤى في أحدث التجارب التي وصلت إليها المنطقة العالم في هذا المجال.

Email