أكد أن الاستثمار في طاقاتهم يثمر حلولاً جديدة لقضايا اجتماعية قديمة

سلطان بن طحنون لـ«البيان»: 60 ألفاً استفادوا من برامج «مؤسسة الإمارات» لتنمية الشباب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات، أن إجمالي عدد المستفيدين من برامج المؤسسة التي تم ابتكارها لتنمية الشباب، بلغ نحو 60 ألف شاب وفتاة.

وذكر الشيخ سلطان بن طحنون في حوار مع «البيان» أن من ضمن المشاريع التي تتبناها المؤسسة، توفير فرص للقطاع الخاص للتعاون في مجال إقامة وتنفيذ مشروعات اجتماعية مبنية على الاستثمار في طاقات الشباب، وتوسيع نطاق مشاركتهم التطوعية وإعدادهم للمشاركة سواء كانت داخل الدولة أو خارجها، وتشكيل منصة لتوحيد تبادل الخبرات وتجنب الازدواجية في دعم المشاريع الريادية.

وأكد ضرورة الاستثمار في ريادة الأعمال الاجتماعية والتي تعتبر من أهم القطاعات الواعدة في الدولة، وذلك لدورها في تعزيز النمو الاقتصادي.

مشاريع

ولفت الشيخ سلطان إلى أن أجندة المؤسسة تحوي العديد من المشاريع والمبادرات التطويرية، كتأسيس منظومة مالية خاصة، ببرامج المؤسسة الـ6 لتحقق لها الاكتفاء الذاتي من الناحية المالية لتتمكن من الاستمرار بتقديم قيمة اجتماعية مستدامة.

وأضاف أن من ضمن المشاريع المطروحة تبني برامج في مجال المسؤولية الاجتماعية تماشياً مع إعلان عام 2017 «عام الخير» وتكريساً لمبدأ المؤسسة في العطاء والتطوع والعمل الإنساني.

وفي ما يلي نص الحوار:

ما هو مفهوم الاستدامة المجتمعية الذي تتبنونه، وكيف يمكن تنميتها بالمجتمع المحلي؟

الاستدامة في مؤسسة الإمارات هي المنظور الاستراتيجي والتشغيلي القائم على تعظيم القيمة الاجتماعية لبرامج المؤسسة، ومن أجل تحقيق رسالتنا، قمنا بتبني نهج الاستثمار المجتمعي وهو حركة عالمية متنامية في مجال النفع الاجتماعي يهدف إلى تغيير مفهوم العطاء إلى نهج يتسم بالشفافية، ويركز على النتائج.

عملنا خلال الـ5 سنوات الماضية على التركيز على مشاريع الأعمال ذات المردود الاجتماعي والمستدام مما ساعدنا على تحقيق أثر ملموس في التقدم الاجتماعي والاقتصادي في الدولة.

إن من أهم ما يميّز نهج الاستثمار المجتمعي تركيزه على البحث عن أفكار وحلول جديدة للقضايا الاجتماعية القديمة، ولا تقتصر أهدافه على مجرد التمويل، بل تتجاوز ذلك إلى العمل مع الشركاء لإيجاد مبادرات مستدامة وقابلة للتكرار والقياس، ويمكن أن تستجيب بشكل فعال للتحديات التنموية.

إن برامج النفع الاجتماعي التي تقدمها المؤسسة تعتمد على التعاون القائم مع كل من القطاعين الخاص والعام، وعلى هذا النحو، وكما أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات في بداية العام، فنحن سنستمر بالتزامنا بتقديم مساهمة إيجابية للرؤية الاقتصادية لحكومة أبوظبي لعام 2030، والتي تم وضعها على مبادئ الاستدامة.

وبلا شك فإن العمل التطوعي يلعب دوراً أساسياً في تنمية وضمان الاستدامة المجتمعية وتقدم وازدهار اقتصاد أي دولة، حيث إن الانخراط في العمل التطوعي يبرز الصورة الإنسانية للمجتمع والتضامن والتماسك بين الناس ويقدم الفرصة أمام الجميع وبالذات فئة الشباب بالمساهمة في تنمية الوطن.

كُشف في وقت سابق عن خطة بالمؤسسة لتطوير حلول مستدامة للقضايا الاجتماعية القائمة على المشاريع في عام 2016، ما هو حجم الإنجاز؟

حققت مؤسسة الإمارات خلال العام الماضي 2016 توسعاً كبيراً في نطاق أعمالها لتصل إلى أكبر شريحة من الشباب في كافة مناطق الدولة، حيث أطلقنا العديد من المشاريع والمبادرات والبرامج الاجتماعية التي ساهمت وبصورة مباشرة في تمكين الشباب، وتوفير عدد من الفرص التي ساعدتهم على تطوير مهارتهم، وإطلاق طاقاتهم وإمكاناتهم، وتحقيق تطلعاتهم الشخصية والمهنية.

كيف يمكن تعزيز الاستدامة الاقتصادية في المجتمع، وما هي مقترحاتكم للمؤسسات الاقتصادية في هذا الجانب؟

من أهم الاستراتيجيات في تعزيز الاستدامة الاقتصادية في المجتمع هو الاستثمار في ريادة الأعمال الاجتماعية والتي تعتبر من أهم القطاعات الواعدة في بلادنا، والتي تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، لعدة أسباب، أهمها المساعدة بتطوير روح الابتكار والإبداع في شبابنا وتعزيز روح المبادرة والجرأة على مواجهة التحديات، وهي كلها صفات لا بد من توفرها لمواجهة التحديات الهائلة التي جلبتها رياح القرن 21.

كذلك فإن مشروعات الريادة الاجتماعية تسهم في تعزيز التطور والنمو الاقتصادي في المجتمع من خلال إنشاء مشاريع أعمال محلية فاعلة تساهم في توفير فرص العمل وزيادة العوائد المالية، الأمر الذي يعزز من مفهوم المسؤولية الاجتماعية تجاه الأفراد والمجتمع. ونحن في مؤسسة الإمارات نولي اهتماماً خاصاً بموضوعات الريادة الاجتماعية لأهميتها بتنمية قدرات الشباب.

ومن هنا وضمن استراتيجية برنامج كفاءات سنقوم بدعم ريادة الأعمال الاجتماعية كوسيلة لمواجهة التحدّيات الاقتصادية والاجتماعية، كما سنسعى على تعزيز مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية وجعلها جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع.

أما بالنسبة لاستدامة المشاريع الريادية الاجتماعية، فمن الصعب تحقيق النتائج المرجوة من دون تعميق مفاهيم وثقافة النفع الاجتماعي، وذلك لأن الهدف الأساسي من مشاريع الريادة الاجتماعية هو تقوية النسيج المجتمعي.

ومن هذا المنطلق تحرص مؤسسة الإمارات على فتح الأبواب لكل شرائح المجتمع للمشاركة في برامجها ومبادراتها، بما في ذلك الشراكات الذكية مع القطاعين العام والخاص.

وباعتقادي، يمكن تحفيز البيئات الممكنة لنمو وتطوير مشاريع الريادة الاجتماعية وضمان استدامتها، من خلال مواجهة التحديات والمعوقات الأكثر شيوعاً والتي تتعلق بالأطر القانونية والتنظيمية، والموارد المالية، وإمكانية الوصول إلى الأسواق، ودعم الأعمال وهياكل التطوير والتدريب.

لذلك قمنا بإنشاء «الشبكة الداعمة لمشاريع الشباب المتوسطة والصغيرة» والتي تهدف إلى تشكيل منصة لتوحيد تبادل الخبرات وتجنب الازدواجية في دعم المشاريع الريادية.

ما هي النجاحات المستدامة التي حققتموها على مدار الأعوام الماضية؟

نجاح مؤسسة الإمارات يقاس بناءً على مؤشرات التنمية المستدامة، حيث يقوم كل برنامج بتقديم تقارير بشكل دوري حول مدى تأثير المبادرات بشكل فعلي على أرض الواقع من خلال مؤشرات نوعية وكمية تركز في صميمها على إحداث تأثير حقيقي ومستدام في حياة الشباب.

اليوم، أكثر من 60000 شاب وفتاة استفادوا من برامج المؤسسة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال برامجنا التي ابتكرناها وأوجدناها من أجل تنمية شبابنا وإحداث تأثير اجتماعي وإيجابي ومستدام في حياة المجتمع الإماراتي، فقد كانت رؤية المؤسسة منذ البداية هو الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب في الدولة.

ما هي المشاريع المستدامة في المؤسسة، وأين دوركم الميداني سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي؟

خلق قيمة اجتماعية مستدامة ليس بالأمر السهل، فهي تتطلب مستوى من التعاون وتفكيراً طويل المدى من أجل تحقيق تغيير شامل.

ونحن نؤمن أننا تحت قيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، قد حققنا النجاحات المبهرة حتى الآن.

برنامج «كفاءات» مثلاً وجد من أجل الشباب الإماراتي، حيث لاحظنا قلة تواجدهم في القطاع الخاص وما كان علينا بالتالي فعله أن نجد لهم برنامجاً خاصاً من أجل تشجيع إقبالهم على العمل في القطاع الخاص، وأن يكونوا قادرين على إثبات كفاءاتهم.

كنا قد لاحظنا أن بعض الشباب الإماراتي يتمتعون بحس عال من الوطنية، غير أنهم محتاجين لمزيد من التوجيه والإرشاد وفرص المشاركة، ولهذا أنشأنا البرنامج التطوعي الاجتماعي «تكاتف» بهدف ربط الشباب بمجتمعهم، كذلك أنشأنا البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ «ساند» بهدف تأهيل الشباب وتمكينهم من المشاركة في التصدي للكوارث والحالات الطارئة.

لاحظنا أيضاً بأن هناك عدداً لا بأس به من الشباب كانوا قد تركوا المدارس أو الجامعات في وقت مبكر، ولهذا أوجدنا برنامج «كياني» الذي كان الهدف منه منح الشباب، وتحديداً المرأة فرصة ثانية للمساعدة في تمكينها من بناء مستقبل وظيفي أفضل لها ولأسرتها.

أما برنامج «اصرف صح» فقد وجد من أجل مساعدة شبابنا من خلال تعزيز وعيهم حول كيفية إدارة شؤونهم المالية الشخصية بصورة فاعلة وصحيحة وتجنب الوقوع في براثن الديون وما يترتب عليها من آثار اجتماعية سلبية.

وأخيراً قمنا بإطلاق برنامج لتشجيع الشباب على دراسة العلوم والتكنولوجيا، واتخاذها كمسارات للدراسة والتطور المهني والوظيفي، وقد تم ذلك من خلال إطلاق برنامج (بالعلوم نفكر).

ما هي استراتيجية الاستدامة لمؤسستكم؟

جميع برامج مؤسسة الإمارات قائمة على منهج الريادة المجتمعية والتي تم تأسيسها بهدف تنمية الشباب الإماراتي وخدمة المجتمع، ونجاح هذه البرامج على المدى البعيد يعتمد على قدرة كل برنامج من تحقيق عوائد أو أرباح ليتم إعادة استثمارها في خدمة الأهداف الاجتماعية للبرنامج.

ويعتمد عمل جميع البرامج على مفهوم الاستثمار الاجتماعي، والذي يتيح للمؤسسة ابتكار حلول تساهم في حل التحديات الاجتماعية التي تواجه الشباب، وذلك من خلال تأسيس برامج اجتماعية طويلة الأمد تساهم في حل المشكلة على المدى البعيد.

وكل برنامج من برامج مؤسسة الإمارات الــ6 تم تأسيسها وفقاً لهذا المنهج، حيث إنها تهدف إلى تقديم منتجات أو خدمات جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه الشباب في الإمارات، وفي الوقت نفسه يكون لها مردود مالي يساعدها على الاستمرارية والبقاء.

ونهدف لتحقيق الجدوى المستهدفة، وقياس التأثير، وتقديم ما هو «أكثر من المال».

 

شراكات لتبني تجارب رائدة في عام الخير

شدد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات، على تفاعل المؤسسة مع مبادرة عام الخير 2017، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من خلال العمل على تطوير الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص من أجل تبني برامج رائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية وتوفير الفرص للقطاع الخاص للتعاون في مجال إقامة وتنفيذ مشروعات اجتماعية مبنية على الاستثمار في طاقات الشباب، وتعزيز مشاركتهم في بناء مستقبل الدولة، ليس من خلال التمويل فقط، بل من خلال الاستفادة من معارفهم وخبراتهم الفنيّة فضلاً عن إتاحة الفرص لشبابنا للتعامل المباشر مع سوق العمل.

وأضاف بن طحنون: «سنركز على تدريب المتطوعين وتطوير مهاراتهم وإمكانياتهم وقدراتهم الشخصية في مجال التواصل والتعامل مع الجمهور، من أجل تأهيل وإعداد الشباب للمشاركات التطوعية المختلفة، سواء كانت داخل الدولة أو خارجها».

تطوع

وقال إنه «وبناء على استراتيجية مؤسسة الإمارات ومنهج عملنا تحت قيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، أدركنا أهميّة التطوع والعطاء الذي لا يقتصر على المستوى الفردي فقط، بل على مستوى المجتمع واقتصاد الدولة بشكل عام.

ورأى بأن التطوع بين فئة الشباب تحديداً يؤثر في بناء الثقة بالنفس، والشعور بالقوة والفخر والإنجاز، والسعادة، وبناء العلاقات والتي تساهم في الحصول على فرص عمل للشباب.

وتابع أن «مبادئ العطاء والتطوع والعمل الإنساني كانت دوماً جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع الإماراتي وسياسة قيادتنا الرشيدة». وختم: «من هنا يأتي «عام الخير» ليؤكد التزام دولة الإمارات بتعزيز الروابط الاجتماعية وتمكين أجيال المستقبل من اجتياز تحديات القرن الحادي والعشرين، واغتنام الفرص المتاحة في عالم سريع التغيّر».

 

تعاون

شباب «تكاتف» قيادات في التسامح

قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات، إن تعاون برنامج تكاتف «الذي أنشئ في العام 2007» مع وزارة الدولة للتسامح، يفتح المجال أمام زيادة نطاق عمل الوزارة، ويساعد الشباب على أن يكونوا قيادات للتسامح والتنوع.

ولفت بن طحنون إلى أن هذا التعاون يعزز من قدرات الشباب لتعزيز التسامح بين أقرانهم، وتحويل تصورات أفراد المجتمع حول التسامح.

وبين أن الجمعية تعمل على الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية لخدمة المجتمع منذ إنشاء برنامج تكاتف، الذي لا يزال يقدم للشباب فرصة حقيقية للتطوع والمشاركة في الخدمة العامة وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في الإمارات، حيث يعتبر البرنامج منصة العمل التطوعي مبتكرة، بمعنى أنه استجابة لاحتياجات المجتمع عبر خلق فرص التطوع التي تستجيب لهذه الاحتياجات.

وينشر البرنامج الذي يضم جائزة «تكاتف» بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التطوع بين طلاب الجامعات بالدولة، ويخلق منصة لمؤسسة الإمارات للتواصل مع طلاب الجامعات.

وأشار بن طحنون إلى أن البرنامج خلق بيئة تعليمية غنية، عملت على إيجاد هيئة طلابية ملتزمة تشارك في خدمة المجتمع.

 

استدامة

الفتيات نصف المستهدفين في مؤسسة الإمارات

أكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، دور المرأة الأساسي في المجتمع الإماراتي، «ولذلك نحن في المؤسسة حريصون على أن تمثل الشابات نصف الفئة المستهدفة لدينا».

وتابع سلطان بن طحنون: «المرأة حاضرة بقوة في كافة المبادرات والبرامج والأنشطة التي قمنا بإطلاقها أو الإشراف عليها، وذلك باعتبارها نصف المجتمع، ومكوناً أساسياً يتم الاعتماد عليه في بناء الاقتصاد الإماراتي، وضمان استدامه التنمية في مختلف قطاعاته».

واعتبر أن «تعزيز دور المرأة لا ينافس بل يكمل مفهوم الاستدامة في مجال ريادة الأعمال، حيث إن المرأة اليوم تلعب دوراً أساسياً في مجال ريادة الأعمال في الدولة، وتعتبر مشاركة المرأة في ريادة الأعمال من أهم الركائز في توفير فرص عمل جديدة في المجتمع وأحد الموارد للانتعاش والنمو الاقتصادي».

وشدد: «نحن ملتزمون في مؤسسة الإمارات على توفير الخدمات الداعمة لتنمية قطاع ريادة الأعمال لكلا الجنسين وتقديم المساعدة لرواد الأعمال الجدد من خلال توفير الإرشاد والتدريب وحلقة وصل للحصول على للتمويل».

Email