فضاء الإمارات.. نجاح قبل الإطلاق والأمل يصل المريخ في «اليوبيل الذهبي» لقيام الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسمت وكالة الإمارات للفضاء ملامح مرحلة علمية وتقنية جديدة في تاريخ الدولة منذ تأسيسها رسمياً في شهر يوليو 2014 وفقاً للمرسوم الصادر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

ومنذ تأسيسها اعتمدت الوكالة استراتيجية محددة وخططاً واضحة تتضمن مجموعة من المشاريع على رأسها مشروع إطلاق مسبار استكشاف المريخ عام 2020، الذي سيكون أول برنامج من نوعه تخوضه دولة عربية وإسلامية، حيث ستشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل.

وستكون الإمارات من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف المريخ، وسيسافر مسبار غير مأهول مسافة تزيد على 60 مليون كيلومتر خلال تسعة أشهر، بعد أن يتم إطلاقه، وذلك بالتزامن مع احتفالات الدولة بعيدها الوطني الخمسين «اليوبيل الذهبي».

واعتمدت الوكالة عددا من المبادرات التي تستحوذ على الأولوية نظراً لدورها في بناء القدرات على المستويين المحلي والعالمي، وتطوير القوى العاملة المتنوعة والقادرة، إلى جانب إشراك الأطراف الرئيسية ذات الصلة من أجل تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء، مثل إطلاق مبادرة «المهندس الفضائي الصغير» ومسابقة «صمم مركبتك الفضائية» ومسابقة «كوكب المريخ».

استراتيجية

ووضعت الإمارات خطتها الاستراتيجية للقطاع الفضائي بما ينسجم مع رؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى أن تكون الدولة واحدة من أفضل دول العالم بحلول يوبيلها الذهبي واحتفالها بيومها الوطني الخمسين.

وتبنى الخطة الاستراتيجية على خمس قيم هي: «الوطنية والنزاهة والتميز والتعاون والابتكار».

وطورت وكالة الإمارات للفضاء خطتها الاستراتيجية لدعم مساعيها في تنفيذ ثلاث مهام نص عليها مرسوم تأسيسها الاتحادي؛ والمهام هي تطوير قطاع الفضاء ووضع سياسة وأحكام خاصة للأنشطة المتعلقة بالفضاء وتوجيه البرامج الفضائية الوطنية التي ستعود بالفائدة على اقتصاد دولة الإمارات.

وتندرج في إطار الخطة الاستراتيجية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية أربعة أهداف رئيسية يتمثل أولها في تنظيم وتطوير قطاع فضاء وطني بمعايير عالمية بما يخدم المصالح الوطنية ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ويدعم التنمية المستدامة، فيما يتمثل الهدف الثاني في تعزيز ودعم جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء بما يدعم التقدم العلمي للدولة ويضعها بجدارة على الخريطة الفضائية العالمية، ويتمثل الهدف الثالث في استقطاب وإعداد كوادر وطنية ليصبحوا رواداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء المختلفة، أما الهدف الرابع فيتم التركيز من خلاله على بناء وتقوية العلاقات والشراكات الدولية والعالمية في مجال الفضاء بما يساهم في تطوير قطاع الفضاء الوطني، فضلاً عن ضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية.

مبادرات وبرامج

وحددت الوكالة عدداً من المبادرات والبرامج والأنشطة التي يعمل فريق الوكالة على تنفيذها ضمن مؤشرات أداء ومستهدفات يتم قياسها بشكل دوري، والتي من أهمها العمل مع مركز محمد بن راشد للفضاء وفريق «مسبار الأمل» لإنجاز المشروع في الوقت المحدد وضمان التمويل المعتمد من خلال الاستفادة من أفضل الممارسات المتبعة.

تأسيس بنية تعليمية متكاملة

يعد تشجيع الطلاب على المشاركة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واحداً من الأهداف الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء، وإحدى أولويات رؤية الإمارات 2021، وذلك لضمان بناء رأس المال البشري الضروري للمساهمة في تأسيس اقتصاد عالمي يعتمد على المعرفة وفي سبيل تحقيق ذلك ساهمت الوكالة بتنفيذ عدة ورش عمل وإلقاء محاضرات وإطلاق مسابقات استهدفت فيها فئة الشباب، حيث أطلقت وكالة الإمارات للفضاء وإيرباص جروب مبادرات تعليمية للشباب المواطنين تحت عنوان «المهندس الفضائي الصغير»، والتي تأتي في إطار تعاون مشترك بين الجانبين للمرة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وتسعى هذه المبادرة إلى تحفيز الاهتمام بالعلوم لدى الطالب في سن مبكرة، وتشجيعهم على الدخول في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) من خلال سلسلة من ورش العمل التي تدمجهم في تجارب عملية تستهدف الفئات العمرية من 15-17 عاماً، إذ تقدم فرصاً تعليمية لمحاكاة إطلاق بعثة فضائية، كما تركز على تعريف الطلاب بعالم الفضاء وتعزيز فهمهم لفوائد وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء، ويعمل الطلاب خلالها على تجميع أجزاء الصاروخ وإطلاقه وتركيب قاعدة الإطلاق وبدء الاتصالات وصولاً إلى مرحلة استكشاف كوكب المريخ.

تعزيز آفاق التعاون

في إطار تعزيز التعاون والشراكات بين الوكالة وجهات معنية بقطاع الفضاء، نظمت وكالة الإمارات مجموعة زيارات إلى دول مختلفة في أنحاء العالم، وأكدت وكالة الإمارات للفضاء أن هذه الزيارات تسهم في تعريف المجتمع الدولي بإنجازات وكالة الإمارات للفضاء، وتبادل الخبرات مع أقطاب القطاع على مستوى العالم.

وأتاحت هذه الزيارات للوكالة مناقشة سبل التعاون بين الدولة ووكالات الفضاء الدولية، والتي من شأنها أن تلعب دوراً محورياً في تنمية قطاع الفضاء في الدولة والمنطقة، فضلاً عن إبراز مكانة الإمارات كدولة رائدة في العالم في مجال استكشاف الفضاء.

مذكرات تفاهم

وتواصل وكالة الإمارات للفضاء جهودها الرامية إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية الدولية بما يعزز دور دولة الإمارات ومكانتها في قطاع الفضاء الدولي، وفي هذا السياق قامت وكالة الإمارات للفضاء بتوقيع عدة مذكرات تفاهم وعقود شراكات مع عدد من وكالات الفضاء الدولية، وكانت أولى هذه الشراكات مع الوكالة الفرنسية الوطنية، تلا هذه الاتفاقية توقيع دولة الإمارات مذكرة تفاهم مع جمهورية الصين الشعبية لتحديد أسس التعاون في مجالات الأبحاث والتطوير والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.

ووقعت الوكالة مذكرة تفاهم مع وكالة الفضاء الإيطالية، والتي تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك بين الوكالتين خلال المراحل الراهنة والمستقبلية، وتنص مذكرة التفاهم على أن يتم التعاون في مختلف نواحي استكشاف الفضاء بما في ذلك علوم الفضاء والتكنولوجيا والخدمات والتطبيقات وتبادل الخبرات والدراسات والبحوث الفضائية المشتركة.

ومحلياً أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن تعاقدها مع مركز الفلك الدولي بأبوظبي للبدء بتنفيذ وإدارة مشروع إنشاء شبكة لرصد وتصوير الشهب، عبر بناء عدد من المحطات في مدينة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية.

عضويات الوكالة

نالت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، لتكون بذلك أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية المرموقة.

ونالت عضوية «مجموعة مراقبة الأرض»، المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض، والتي تسهم بدورها في خدمة البشرية، وتضم المجموعة التي تأسست عام 2005، أكثر من 100 دولة، وما يقارب العدد ذاته من المؤسسات والجهات الدولية المتخصصة في هذا المجال، في إطار شراكة تطوعية تجمع الأعضاء تحت مظلتها.

ويدعم انضمام وكالة الإمارات لمجموعة مراقبة الأرض الجهود الرامية لدعم القطاع الفضائي في الدولة، وتعزيز حضور دولة الإمارات على المستوى العالمي، وبناء العلاقات الدولية بما يتفق مع مستهدفات استراتيجية الدولة، والمساهمة من خلالها في تطوير القطاع في شتى المجالات.

 

سياسات وتشريعات ولوائح

تدرك دولة الإمارات أهمية الصناعات الفضائية في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، لذا تعمل وكالة الإمارات للفضاء على وضع السياسات والتشريعات واللوائح التي ستحدد عـــــمل قطاع الفضاء في دولة الإمارات.

الأهداف الرئيسية للسياسات والتشريعات واللوائح الفضائية:

ــ دعم الاستقرار والتنمية المستدامة في قطاع الفضاء.

ــ تشجيع الشراكة بين القطاعات الحكومية والتجارية والأكاديمية.

ــ تعزيز دور قطاع الفضاء في التنوع الاقتصادي وتطوير القطاعات الحيوية.

ــ تعزيز مستوى البنية التحتية والإمكانيات التقنية والخدمات المقدمة.

ــ توفير البيئة التنافسية والتنظيمية الملائمة والجذابة للقطاع الخاص.

ــ الارتقاء بمستوى التعليم والمعرفة وبناء الكفاءات البشرية الوطنية المبدعة.

ــ تعزيز القدرات والإمكانيات الوطنية للبحوث العلمية المتقدمة.

ــ تعزيز دور وقدرات القطاع في مجالات الأمن والسلامة وادارة الطوارئ والأزمات.

ــ تعزيز دور قطاع الفضاء في المحافظة على البيئة ومراقبة تغير المناخ.

ــ تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء ودعم الشفافية والامتثال لكافة المعاهدات.

Email