10 مسؤوليات من الآباء تجاه الأبناء في «التعليم الهجين»

أفاد تربويون بأن جائحة (كوفيد 19) فرضت على أولياء الأمور أن يؤدوا دور المعلمين لأبنائهم في منظومة التعليم عن بعد أو «الهجين»، وكسرت حواجز الانعزال بين الطرفين وجعلتهم أقرب من أبنائهم، حيث بات ولي الأمر متابعاً ومراقباً عن قرب للعملية التعليمية وشريكاً أساسياً في إنجاحها.

وأشاروا إلى مسؤوليات تقع على الآباء تجاه الأبناء في منظومة التعليم الجديدة ومسؤوليات أخرى فرضتها عوامل التطوير للتنشئة الاجتماعية والمساهمة في الجانب الوطني تجاه ما تقدمه الدولة، وحددوا 10 مسؤوليات لأولياء الأمور تجاه تعليم أبنائهم وهي:

تشجيع الأبناء على الاطلاع، والاستفادة من المواد التعليمية عبر الإنترنت وهي متاحة للجميع ومجانا مثل منصة (مدرسة) و(نهلة وناهل) وغيرهما، واستخدام أساليب التحفيز، وزرع روح الإحساس بالمسؤولية تجاه الانضباط في الحصص، وتأدية المهام والتكليفات بمفردهم دون تدخل الوالدين، ومراقبة الانضباط السلوكي.

والاعتماد على النفس في استخدام المنصات الذكية في عملية التعليم والتعلم، وتوفير كافة الإمكانات التقنية اللازمة التي تدعم التعليم الهجين، وتقديم وسائل دعم لمتابعة الأبناء أثناء وجودهم في العمل، والتواصل المباشر مع المدرسة للوقوف على كافة الاحتياجات التي تضمن تلقي الأبناء عملية التعليم بشكل منتظم.

وأوضحوا أن أولياء أمور أثبتوا ريادتهم في تعليم أبنائهم منذ ظهور الجائحة، فمنهم الذي التحق بدورات في التعامل مع التكنولوجيا وآخرون التحقوا بورش عمل نظمتها وزارة التربية والتعليم ومدارس خاصة للتعامل مع الأنظمة الحديثة في التعليم وكيفية التعامل مع المنصات الرقمية، وهناك فئة ما زالت تحاول اللحاق بالركب حتى تضمن تعليم أفضل لأبنائها.

ومن جهتها، قالت هيام الحمادي مديرة مدرسة باحثة البادية للتعليم الثانوي، إن المتابعة التي يقدمها الوالدان لأبنائهما في العملية التعليمية ليست جديدة عليهما، وإنما اختلفت الأساليب والطرق لتواكب الثقافة المجتمعية السائدة والتي يتمتع بها الصغير والكبير، فدخول الثورة الرقمية في مسار الحياة أحدثت تغييراً وواجبنا مواكبة هذا التغيير حتى ولو كانت هناك بعض صعوبات فنذللها.

وأوضحت أن لدى البعض فهماً غير مقبول بقيام ولي الأمر بالتدريس أو حل الواجبات عن ابنه واعتماد الأبناء على الوالدين بالدرجة الأولى فنجدهما يحضران الدروس ويستوعبانها بدلاً عنهم وقيامهما بدور الوسيط، ويأخذ البعض منهما أدواراً غير أدوارهما الحقيقية، مما يترتب عليه الآثار السلبية واللامسؤولية التي يعاني منها بعض الأبناء سواء في دراستهم أو أداء الفرائض أو حتى التفاوت في احترامهم للوالدين والمسؤولية تجاه الوطن.

تطور

وألقت المعلمة فوزية الشيخ الضوء على المسؤوليات التي تقع على الوالدين تجاه تعليم أبنائهما، وقالت إن التعليم عن بعد أسهم في دمج أولياء الأمور في العملية التعليمية، ولكي نستطيع أن نحقق دورنا كأولياء أمور في صقل شخصية الأبناء وهو ما يمكنه من جميع مجالات حياته كما يزيد التعلم عن بعد من ثقافته ويطور قدراته العقلية.

وتابعت أن من الطرق والوسائل الناجحة التي يمكن أن يتبعها الآباء والأمهات الذين يؤدون دور المعلمين لأبنائهم في منظومة التعليم عن بعد أو «الهجين» أن نشعرهم بأهمية دورهم في نجاح العملية التعليمية من خلال الإحساس بالمسؤولية، والواجب الوطني تجاه ما تقدمه الدولة بالالتزام، والانضباط في الحصص الدراسية، والتركيز مع المعلم حتى يحقق الهدف المرجو من العملية التعليمية.

ومن جهته، قال الخبير التربوي الدكتور ماهر حطاب، إن على أولياء الأمور التواصل مع إدارات المدارس للاطلاع على الأدلة الإرشادية التي أعدتها المدارس لنجاح عملية المعلم، ومن المتوقع لكل مدرسة أن تعد دليلاً إرشادياً لولي الأمر توضح فيه كافة الأمور المتعلقة بعملية التعلم الهجين سواء اختار ولي الأمر التعلم عن بعد أو التعلم المباشر.

أدوات

أوضحت فاطمة الظاهري رئيسة هيئة تدريس المواد العربية بمدرسة هيلي حلقة أولى، أنه على أولياء الأمور أن يمتلكون الأدوات المهارية في متابعة أبنائهم، وخصوصاً أن الوالدين باتا يؤديان دور المعلم المشرف المتابع لكل تفاصيل العملية التعليمية التربوية عن كثب، وهذا ألقى بظلاله على نوع من التحدي على الأسر في مجال ريادة التعليم عن بعد.

ونصحت بأهمية إلمامهما ببرامج إلكترونية عدة للنهوض بالمستوى الأكاديمي لأبنائهما وتمكنهما من المهارات التقنية الذكية في عالم التدريس الذكي الرقمي الافتراضي، وتمكنهما من معرفة أساليب وطرق تدريس تتماشي مع النظام التعليمي الجديد، موضحة أن عدداً من أولياء الأمور احترفوا آلية التعلم الذكي وأصبح الكثير منهم قائداً تربوياً أسرياً بامتياز.

فكان لذلك الأثر الإيجابي البناء في مد جسور التواصل التعليمي التربوي بين برامج ومنصات الوزارة و بين أولياء أمور الطلبة في ظل منظومة التعليم الذكي عن بعد، في سابقة جديدة، تطل على العالم، لتثبت قدرة أولياء الأمور بالدولة، وحرصهم على التعاون في بناء تعليم إماراتي ريادي عالمي.

الأكثر مشاركة