تدخل الآباء في الحصة التفاعلية غير مطلوب

سعيد نوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

طرق التعليم الحديثة تغيرت وتمردت على كلاسيكية الأمس، فبعد التقليدية والروتين الصفي الممل ارتدى التعليم ثوباً جديداً، وتحالف مع الطالب، فأصبح أكثر متعة ومواكبة للعصر، ولم يعد المعلم هو المتحدث الرسمي الوحيد باسم المادة، كما أضحى الطالب شريكاً حقيقياً وفاعلاً في عملية التخطيط والإعداد للحصة المدرسية، حيث اتسعت آفاق الطلاب بالتطور التكنولوجي، ولم يعد دورهم قاصراً على تلقي واستقبال المعلومة فقط، فهم شركاء في نجاح العملية التعليمية، ولكن مع تجربة ومع انطلاق (التعلم عن بعد) صباح أمس بدأت بعض التصرفات السلبية تطفو على السطح، ولعل أبرزها تدخل الوالدين في العملية التعليمية من خلال مشاركتهم أبناءهم في الحصة الدراسية، فأضحوا يتفاعلون هم مع المعلم، بدلاً من أن يتفاعل الطالب مع الموقف الدراسي الأمر الذي يفقده مصداقيته، فدخول أطراف أخرى ومشاركتها للحصة التفاعلية يؤثر على مدى الاستيعاب وعملية التقويم بالنسبة للطلبة، بل ويفسدها.

تأثير سلبي

يقول الموجه سعيد نوري من مدرسة عجمان الخاصة إن تدخل الأم أو الأب في عملية الموقف التعليمي يضعفه، وبالتالي يؤثر سلباً على العملية التعليمية برمتها، لأن الأصل في العملية التعليمية هي شراكة بين المعلم والطالب، كما أن مشاركة الوالدة في الحصة الدراسية يشكل عدم وعي منها، لأن في مثل تلك الأمور يجب أن يتفاعل الطالب مع المعلم حتى يكتسب الخبرات اللازمة وبالتالي ترسخ في ذهنه المعلومة التي اكتسبها من خلال الحصة الدراسية التفاعلية، الأمر الذي يجعله وهو يتلقى الشرح كأنه في الصف الدراسي، ما يؤثر إيجاباً على أدائه في الورقة الامتحانية بعد انتهاء الفصل الدراسي، لافتاً إلى أن العلاقة بين المعلم والطالب متى ما قامت على أسس سليمة واضحة، فالنتيجة تنعكس إيجاباً على الرسالة التعليمية، وإدراك الطالب لواجباته ودوره فيها، ما يترك آثاراً طيِبة على تحصيله العلمي من جانب، ومن جانب آخر مقدرة المعلِم على أداء رسالته التعليمية بشكل مناسب، وفي المقابل فإنَ عدم تحققها بالشكل المناسب يترك آثاراً على عملية التعليم بشكل عام، وعلى الطالب ومستقبله الدراسي بشكل خاص.

وأضاف نوري أنه مع مبادرة التعلم الذكي التي أطلقتها الوزارة، تشهد البيئة المدرسية تغيراً شاملاً في طرق التعليم، لتعزز دور الطالب وتقدم له بيئة جاذبة في ظل نظام تعليمي متكامل قائم على آخر ما توصل إليه العالم من تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتقنيات التعلم، مناشداً أولياء الأمور بأن يأخذوا بأيدي أبنائهم، وجعلهم يستعدون للحصص الدراسية من وقت مبكر حتى يكونوا مهيأين تماماً وألا يتدخلوا في مجرى الحصة الصفية، وأن يعطوا الموضوع أهمية كما أنه يوم دراسي عادي حتى يحقق الطالب النتائج المرجوة .

Email