«التدريب المهني».. انطلاقة لمستقبل يلبي الطموحات

جون كندي مع الطلاب أثناء التدريب | تصوير: إبراهيم صادق

ت + ت - الحجم الطبيعي

دور كبير تلعبه برامج التدريب المهني الموجهة لطلبة المدارس في دولة الإمارات، من خلال التدخل عبر برامج مهنية وحرفية لتعديل الظواهر السلوكية ومخالفات الطلبة، حيث تحظى تلك البرامج بمشاركة أوسع من الطلبة للعمل على تطوير مواهبهم الخاصة، خلال الدورات والورش الحرفية والتعليمية، والتي عززت من السلوك الإيجابي داخل المدرسة والمجتمع، والمشاركة الفاعلة في تأكيد وتأصيل المفاهيم والقيم السلوكية عبر التطوع المجتمعي وتحديد مستقبلهم التعليمي أو المهني.

وتقوم مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسات العامة في رأس الخيمة، عبر برنامجها للتدريب المهني في مدرسة سعيد بن جبير للتعليم الثانوي بنين بالإمارة، الذي أطلقته في أكتوبر عام 2014، لإعادة تأهيل وتعديل سلوك الطلبة الذكور، بجذب اهتمام الطلبة المعرضين إلى خطر التسرب من المدرسة، لإعادة تأهيلهم ضمن برنامج متكامل يواكب إجراء التعديلات والتحسينات عليه كل عام بهدف خفض التكاليف المرتبطة بتنفيذه، وكذلك زيادة فعاليته من أجل تحقيق النتائج المطلوبة.

تعديل سلوك

وأوضح جون كندي مسؤول برنامج التعليم المهني بمؤسسة القاسمي، أن برنامج التدريب المهني يهدف إلى مساعدة الطلبة على تعديل سلوكهم وإعادة الانخراط في المدرسة بعد تزويدهم بالمهارات والتقنيات والسلوكيات الفعالة التي يحتاجونها من أجل تعزيز اهتماماتهم بالمسيرة العلمية والتعليمية، من خلال زيادة معدلات الحضور الفصلي، وبناء العلاقات القوية داخل المدرسة، وبناء الشخصية وتنميتها، ومحاربة السلوك العنيف، وتعزيز احترام الذات، وتنمية مهارات الاتصال والتواصل، وتحقيق النجاحات الشخصية للطالب داخل المدرسة، وتحسين مهاراته الحياتية.

وأشار إلى أن البرنامج يأتي ضمن مشاريع المؤسسة لتعليم الحرف اليدوية وتأهيل الطلبة لتشكيل فرق تطوعية للقيام بالأعمال المجتمعية في البناء وصيانة المباني، حيث بلغ عدد الطلبة المستفيدين من البرنامج منذ انطلاقه في عام 2014 ما يقارب من 80 - 100 طالب في مدرسة سعيد بن جبير للتعليم الثانوي بنين، لافتاً إلى أن البرنامج تم تطبيقه في المدرسة كنواة للتوسع في تعميمه بمدارس رأس الخيمة مستقبلاً.

وأضاف: تم تصميم البرنامج ليشمل تأهيل الطلبة مهنياً ورفع المستوى العلمي والأكاديمي مع التركيز على مادة اللغة الانجليزية، ودعم الطاقة والمواهب المهنية للطلبة، من خلال خطط التركيز للأنشطة المطبقة أسبوعياً، ضمن بيئة جاذبة لتحفيز الطلبة على تحسين السلوك وإعادة دمجهم داخل الفصول الدراسية.

بيانات مدرسية

وأشار جون كندي، إلى أنه تم تقييم البرنامج التجريبي للتدريب المهني في مايو من عام 2018 باستخدام مجموعة متنوعة من البيانات المدرسية المتاحة، والمسوحات، والمقابلات، ووفقاً للمسح الطلابي حول الكفاءة الذاتية وقيمة التعليم، أكد جميع الطلاب المسجلين في التدريب المهني، ارتفاع تركيزهم على المواد الدراسة في الفصل، مقارنة بـ 60% من الطلبة الملتحقين في البرنامج لعام 2016-2017.

ووفقاً لتقييم مدربي البرنامج للطالبة حول طباع وسلوك الطلاب في البرنامج، فقد ارتفع عدد طلاب البرنامج المشاركين بشكل فعال في جميع فعاليات البرنامج إلى 83% مقارنة بـ 18% عام 2017، وارتفع مستوى تحمل الطلبة لمسؤولياتهم ومهامهم وواجباتهم إلى 75% مقارنة بـ 18% للعام 2017، ونمو إجادة التحدث باللغة الإنجليزية ذات صلة بالمشروع إلى 67% مقارنة بصفر طلبة في 2017، فيما استطاع 66% من المشاركين بالبرنامج توصيل أفكارهم وعواطفهم بوضوح مع الآخرين مقارنة بواحد من أصل 10 من المشاركين.

ووفقاً لمسح حول قيمة التعليم، فقد ارتفعت قدرتهم التعليمية إلى 83% مقارنة بـ 33% في مسح 2016، كما أكد 80% منهم أهمية التعليم لمستقبلهم مقارنة بـ 70% من الطلاب غير المشاركين في البرنامج.

بيئة مبتكرة

وقالت عزة عبيد امباسي مديرة مدرسة سعيد بن جبير للتعليم الثانوي بنين في رأس الخيمة، إن البرنامج التدريبي يتم تنفيذه تحت مظلة وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة القاسمي، ويعتبر من البرامج الرائدة التي تدعم تنمية الموارد البشرية بين الطلبة في دولة الإمارات، وإيجاد بيئة مبتكرة لبناء جيل متميز علمياً يمتلك العديد من المهارات المدرسية والعملية قادر على بناء المستقبل، حيث يوفر البرنامج التدريبي البيئة الملائمة للطلبة لتوجيههم نحو تطوير قدراتهم، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع تخدم المجتمع.

وأشارت إلى أن البرنامج حقق خلال الأعوام الأربعة الماضية العديد من الإيجابيات للطلبة وعائلاتهم وللمدرسة والمجتمع، من خلال الورش التي يتم تنظيمها لمدة يومين في الأسبوع، مشيرة إلى أن اختيار الطلبة المشاركين في البرنامج يتم بناءً على ملاحظات إدارة المدرسة والمعلمين.

تطوع

وأوضحت عزة عبيد امباسي أن البرنامج ساهم في رفع المستوى الأكاديمي والسلوكي، بالإضافة للأثر المجتمعي من خلال برامج التطوع لصيانة المباني في المجتمع، وتقوم المؤسسة بتقديم برنامج الحوافز خلال العطلة الصيفية باختيار الطلبة الأكثر التزاماً وإرسالهم في بعثات خارجية لمدة ثلاثة أسابيع، كمكافأة للمتميزين وتحفيز للطلبة في الدورات القادمة، يتم خلالها تنظيم برنامج متكامل للمعايشة تشمل زيارة المصانع الكبرى والرحلات الترفيهية.

طلبة: البرنامج طوّر قدراتنا الخاصة

أكد الطالب فيصل محمد أحمد، أن المشاركة في البرنامج جاءت تطوعية بعد الاطلاع على النتائج السابقة للأعوام الماضية، بهدف تنمية مهاراته الخاصة، والتي مكنته من تطوير قدراته الخاصة والتعرف على أكثر من مهنة عملية وامتلاك مهاراتها، حيث يطمح إلى الالتحاق بكلية الطيران وتحقيق حلمي في قيادة الطائرات الحربية، ضمن صفوف قواتنا المسلحة، ورد الجميل لدولة الإمارات وقيادتنا الرشيدة التي وفرت كل سبل الدعم والإمكانيات التعليمية والعملية لرفع قدرات أبناء الدولة.

وأشار الطالب أحمد حسن الغافري، إلى أن مشاركته في البرنامج التدريب المهني جاءت بعد ترشيح المدرسة نتيجة للسلوكيات السلبية السابقة وكثرة الغياب عن الحصص التعليمية، لافتاً إلى أن البرنامج يضم التعليم والتدريب التقني والمهني كمنصة تعليمية جديدة فعالة لتنمية المهارات الخاصة، بالإضافة لدورات اللغة الانجليزية التي زادت معدلاتي الدراسية، حيث ساعدني الاندماج في البرنامج على تعديل الكثير من السلوكيات السابقة، وتحويلها إلى إيجابية داخل الفصول التعليمية والتعامل مع المعلمين والطلبة، بالإضافة للتمكن من معرفة وتحديد المسارات المهنية من خلال المشاركة في الورش التدريبية التي يتم من خلالها الاستفادة من الخبرة المهنية عبر التقييم الذاتي والدورات التي يقدمها المدربون ضمن محطة اكتشاف القدرات، والتي ساهمت في تعزيز المهارات المستقبلية ضمن نظرة أكبر لسوق الوظائف والعمل الحر.

من جانبه، أكد الطالب محمد عبد الله الحميدي، أن البرنامج يعد منصة ابتكارية لتمكين الطلبة من تعديل سلوكهم وتطوير مهاراتهم الخاصة، واتخاذ القرارات الصحيحة في اختيار المهن والتخصصات المطلوبة في المستقبل.

Email