قصص مؤثـرة لـهـم وأحـــلام قريبة ترويها « البيان»

أوائل أصحاب الهمـم.. نجــاح وتـفــــــوق ودرس في تحويل المحن منحاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

هم أصحاب القمم في حياتهم وعلمهم، هم فعلاً على قدر التحدي، هم وحدهم من استطاعوا تحويل المحنة إلى منحة ليفرحوا ويزرعوا البسمة على وجوه أهاليهم، فرغم ما هم فيه من إعاقة قد تقيدهم عن أمور مختلفة بالحياة إلا أن العلم والتعلم كان يراود مخيلتهم إلى أن ظفروا بشهادته الأغلى في الثانوية العامة.

أجمل ما في حكايا أصحاب الهمم الناجحين في الثانوية العامة أن ظرفهم لم يجعلهم يكتفون بالنجاح، بل أصروا على التفوق والظفر بأعلى العلامات والمعدلات ليكونوا قدوة حسنة لأقرانهم أصحاب الهمم بل والأصحاء.

حلم العلوم الإسلامية

وعبرت والدة الطالبة عائشة حسن آل علي من مدرسة الرفاع للتعليم الثانوي للبنات والحاصلة على المعدل 92 %، المسار العام عن سعادة العائلة الكبيرة وفرحتهم التي لا يحدها حدود بتفوق ابنتهم، خاصة أن هذا هو ديدنها طوال سنوات الدراسة، حيث تتميز عائشة بالذكاء والاجتهاد والمتابعة الحثيثة لالتزاماتها الدراسية دونما أي مساعدة.

وذكرت أن السنوات الدراسية كشفت عن تميز ابنتها، وأنهم كانوا حريصين على دعمها بكافة السبل وتوفير البيئة المناسبة لها، لكي تواصل تفوقها وتميزها، خاصة أنها لم تتلقَ أي دروس خاصة، مبينة أن عائشة ستتخصص خلال المرحلة الجامعية في الدراسات الإسلامية وعلومها، كون ميولها تتجه نحوها، لافتة إلى الدعم الكبير الذي قدمته مدرستها والمعلمون الذين لم يوفروا أي فرصة إلا وقدموها لتميز ابنتها.

أمنية في الإمارات
قالت والدة الطالبة ريهام محمد خضر الحاصلة على الترتيب السابع في المسار العام لأصحاب الهمم من مدرسة (بعيا)، إن ابنتها من ضعاف البصر، وأنها كانت متفوقة طوال المراحل الدراسية السابقة، حيث أنها كانت تتميز بقدرة كبيرة على الحفظ، وهو ما جعلها تحفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم.

وعبرت عن سعادتها لحصول ابنتها على هذا المعدل، مقدمة الشكر لكافة المعلمين والمشرفين عليها خلال السنوات الماضية، لافتة إلى أن ابنتها تتمنى أن تكمل دراستها الجامعية في تخصص العلوم الإسلامية.
وتمنت والدة الطالبة أن تحصل ابنتها على فرصة للدراسة بإحدى جامعات الدولة، خاصة أنهم من المقيمين في الإمارات، ويتطلعون لإكمال ابنتهم دراستها داخل الدولة.

حيث أن ظروفها كونها من ضعاف البصر تجعل من الأهمية أن تكون بصحبة عائلتها داخل الدولة، غير أن الالتزامات المادية والمصاريف الجامعية الكبيرة تمثل الآن عائقاً لهم، يجعلها مهددة بعدم استكمال تفوقها الدراسي، مبينة أنها تتمنى لو أن يتم مساعدتها لاستكمال دراسة ابنتها بالجامعة لتواصل تفوقها الدراسي والحياتي.

دراسة القانون
وكشفت الطالبة فاطمة إسماعيل موسى من مدرسة جميلة بوحيرد للتعليم الثانوي والحاصلة على المعدل 82 %، المسار العام عن فرحتها الكبيرة جدا بعد علمها بنتيجتها، وأنها تشعر بارتياح كبير لأنها تحصد الآن نتاج تميزها وتفوقها طوال الأعوام الماضية، خاصة أن معدلاتها كانت كبيرة.

وبينت أن دعم العائلة كان كبيرا جدا لها، حيث وفروا لها كافة سبل الراحة لمواصلة تفوقها، وهو ما حصلت عليه، مبينة أنها ستتجه لدراسة القانون خلال المرحلة الجامعية لعشقها لهذا التخصص.

وبينت أن كثيرين قدموا لها الدعم وفي مقدمتهم معلموها ومدرستها، الذين كانوا حريصين على مواصلة تميزها، خاصة أن كثيرا من المواد العلمية كانت تحصل على درجات جيدة فيها مثل اللغة الانجليزية والرياضيات واللغة العربية، وأن المعلمين كانوا يساعدونها إذا طلبت ذلك، خاصة أنها تعتمد على طريقة برايل بمذاكرتها لدروسها وهو ما يتطلب تركيزا ومجهودا كبيرا.
عاشقة الأدب والشعر

لم يكن حصول الطالبة نعيمة سعيد الدرعي على معدلات متقدمة أهلتها لأن تحصل على الترتيب الخامس المسار العام أصحاب الهمم، مفاجئاً لها ولعائلتها، خاصة أنها واحدة من المتميزات المتفوقات طوال سنواتها الدراسية الماضية، ولِمَ لا وهي المجتهدة والموهوبة التي تسعى لتجاوز إعاقتها من فقدان بصرها، لتوجد لنفسها مكانا متميزا بين الجميع.

نعيمة لم تتوقف عند تميزها الدراسي، بل إنها تتمتع بمواهب أدبية جعلتها تتميز في قرض الشعر وكتابة القصص القصيرة، وأن حرصها على إطلاق موهبتها جعلها تتقدم للمشاركة في مسابقة شاعر المليون متخطية أي عوائق أو ظروف صعبة قد يراها البعض معوقة لها، لكنها مع إصرارها وحماسها المنقطع النظير، جعلاها حريصة على المشاركة في كافة المسابقات الأدبية، فيما لعبت مدرستها «البروج للتعليم الأساسي والثانوي» دورا مهما في دعمها ورعايتها لكي تواصل تفوقها.

والآن وبعد كل هذا الجهد المبذول وتجاوز مختلف التحديات، أصبحت نعيمة على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلمها في دراسة تخصص اللغة العربية الذي تعشقه، والتي ترى أنه سيكون أمراً جيداً لها، يكمل ويصيغ موهبتها الأدبية لتنطلق لآفاق أفضل وأرحب نحو التميز والتفرد.
تفوق رائع
لا توازي فرحة النجاح الدراسي والتفوق أي فرحة أخرى لدى أي عائلة، فما بالنا إذا كانت هذه الفرحة تخص واحداً من أصحاب الهمم الذين وضعوا بصمة ينظر إليها الجميع بإعجاب تعكس تقديرا كبيرا لهذا المجهود المبذول الذي توج بتفوق رائع، هذا تماما ما حصده الطالب راشد محمد عبد الكريم الدارس بمدرسة محمد بن راشد آل مكتوم النموذجية والحاصل على المركز الثالث على مستوى المسار العام أصحاب الهمم، بمجموع 81.4%.

وكما تكون البدايات تكون كذلك النهايات، حيث إن راشد واحد من الطلبة المتفوقين منذ سنوات دراسته الأول يعشق التحدي والانطلاق نحو التميز، متجاوزا إصابته باضطرابات قصور الانتباه والنشاط الزائد، التي كانت دافعا له ولعائلته لاستغلال موهبته وتوظيفها ليكون واحدا من بين المتفوقين.

وعن المجهود والدعم الكبير الذي حصل عليه من عائلته ومعلميه، فهو كبير ومُقدر، خاصة إذا كان هناك تعاون وتواصل بين المدرسة والأسرة دفعاً له ولإمكاناته والوصول لمرتبة مشرفة بين أقرانه، فيما كانت هناك صعوبات متعددة، لكن مع الإصرار والعزيمة تم تجاوزها.

وينظر راشد لمستقبله بعين تملؤها الإصرار على استكمال مسيرة تفوقه، خاصة انه حدد بوصلته لدراسة تخصص الزراعة التي يعشقها ويجد فيها نفسه بشكل كبير، فهي الشيء الذي يحتويه ويجعله واثقا من نجاحه في دراستها، خاصة أنها تمثل هوايته الأهم، حيث يحرص دائما على رعاية حديقة منزله وأفراد عائلته خاصة جده، ويمكث بالساعات يتابع نباتاته ونموها، مستعينا في ذلك بالمواقع الإلكترونية المتخصصة التي تمده بكافة المعلومات الزراعية وكيفية مواجهة الآفات وزيادة نموها.

ويأمل راشد أن يحصل على فرصة جيدة للالتحاق بإحدى الجامعات لدراسة تخصص الزراعة، من خلال الحصول على منحة دراسية في إحدى الكليات أو الجهات الحكومية، وإعطائه فرصة للتميز دونما النظر لإعاقته التي لم تقف يوما عائقا له لحصد التميز والتفوق.

«التجارة» رغم التحديات
قالت الطالبة ريم الحمادي إن حصولها على معدل مرتفع على الرغم من صعوبة السمع هو تحدٍ خاضته بإصرار، وذلك بدعم من والديها ومعلميها الذين كانوا يحفزونها بصورة مستمرة ويشجعونها منذ بداية مشوارها العلمي، خصوصاً بعد ما شاهدوا حرصها على حصد درجات مرتفعة، مشيرة إلى أنها تطمح أن تكمل مشوارها الدراسي في جامعة الشارقة وتحديداً في تخصص التجارة.
شغف العلم
التفوق طموح وحلم راود الطالب علي محمد نايع الخاطري منذ نعومة أظافره، ولم يعرف سوى التميز خلال مشواره الدراسي، فلم يمنعه المرض الذي ألم قبل أعوام قليلة وكان يفقده الوعي من الحصول على معدل مرتفع، ولم يمنعه عناء السفر وغيابه عن المدرسة عن المثابرة على دروسه وتحقيق أقصى درجات التميز، ليثبت أن الحلم متى ما مضى له الإنسان سوف يصبح واقعاً.

علي كما تروي والدته كان شغوفاً بالدراسة، وكان شغفه يزداد عاماً بعد آخر، وحينما بلغ مراحل متقدمة من الدراسة وضع نصب عينيه أن يدرس الهندسة الميكانيكية، ولكن هناك ما عكر صفو تفكيره، وظن لوهلة أن حلم المستقبل بدأ كالخيال وذلك بعد تعرضه لحادث عرضي في المدرسة من قبل أحد زملائه وتسبب له في إعاقة دائمة كانت تفقده الوعي لساعات طويلة وأثرت بشكل كبير على صحته.

لم يستسلم علي بتشجيع من والديه لما ألم به، بل بدأ في التأقلم مع ظروفه الصحية التي لم يجد علاجاً لها في العديد من المستشفيات، وانصب تركيزه على مواصلة حلمه موقناً أن ما يشعر به من آلام قد يذهب في المستقبل بفضل الرعاية التي توليها القيادة الرشيدة لأبنائها، ولكن ألم فقدان الحلم يبقى للأبد.

لذلك اجتهد بكل ما يملكه من قوة، وخصوصاً مرحلة الثانوية العامة، أتم الفصل الأول والثاني بتميز، وقبيل بداية الفصل الثالث انطلق لرحلة علاجية في الولايات المتحدة ودخل في فترة العلاج التي فقد فيها وعيه لمدة أسبوعين، وفي الأسبوع الثالث عندما فتح عينيه طلب مذاكرة دروسه والمتابعة مع معلميه الذين كانوا على تواصل معه خطوة بخطوة.

أنهى علي المرحلة الأولى من علاجه وعاد إلى أرض الدولة قبل بداية اختبارات نهاية العام، وتمكن من تجاوزها وتحقيق معدل 92,96%.

Email