تحدوا ظروفــهم فصـــار النجاح حليفهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن العقل السليم في الجسم السليم، ولكن نتائج الطلبة من أصحاب الهمم في الثانوية العامة لهذا العام قد تخالف هذه المقولة، فالكثير منهم لم يكونوا بأجساد معافاة تماماً ولكنهم أصحاب إرادة وإصرار، اختاروا أن يقضوا حياتهم مثلهم مثل أقرانهم، منهم من خلقه الله مصاباً بإعاقة في إحدى حواسه ومنهم من أصيب بها لاحقاً، ولكن هذا لم يعقهم من الوصول إلى أحلامهم وتحقيق النجاح، تحدّوا الإعاقة فصارت أسماؤهم تلمع كالنجوم في قائمة أوائل الثانوية العامة لهذا العام الدراسي 2018 - 2019.

اليد السليمة لا تكون طليقة دائماً، والعين المبصرة لا تبصر الحياة على حقيقتها وتتجول في تفاصيلها على الدوام، فالإعاقة هي إعاقة الروح والعقل وليس الجسد، وهذا ما أثبته عدد من الطلبة من أصحاب الهمم الذين جاءت أسماؤهم ضمن الأوائل، حيث حصلت الطالبة آمنة عبيد راشد الحمدي التي درست المسار المتقدم على نسبة 86.7%، ولم يقف ضعف البصر أمامها عائقاً عن تحقيق حلمها في النجاح والمضيّ قدماً نحو أهدافها وطموحاتها التي تعانق السماء للوصول إلى أفضل المراتب في الجامعة.

وأكدت رغبتها في الالتحاق بتخصص الهندسة الكهربائية، لترد الجميل لوطنها الغالي وتعزز مكانته، وقالت: «بعون الله سأستأنف طريقي نحو تحقيق أحلامي سعياً لنيل ما أصبو إليه، وسأمضي قدماً بلا كلل ولا ملل وسأواجه التحديات بعزم وأمل، لمواكبة مسيرة نهضة تنموية لبلادنا نفاخر بها الأمم وسأساهم في رفعة هذا الوطن المعطاء».

منصة التتويج

أما الطالبة روضة يوسف الحمادي التي درست كذلك المسار المتقدم، وحصلت على نسبة 89.5%، فتقدمت ببالغ الشكر والعرفان لوالديها ولمعلميها وللقيادة الرشيدة التي تبعث دائماً في نفسها الأمل والإيجابية باستمرار للوصول إلى منصة التتويج، مشيرة إلى أنها على اطلاع بتخصصات المستقبل وبما يخدم وطنها لذا فهي تعتزم الالتحاق بتخصص أمن المعلومات.

وعبّرت روضة عن فرحتها قائلة: إنه شعور رائع أن أنجح وأحصل على هذه النسبة بعد تعب وسهر ودراسة مكثفة، وأقف على منصة الخريجين المتميزين فلا شيء يضاهي فرحة النجاح فهي من أجمل اللحظات التي تمر بحياتنا.

وأعربت الطالبة مي المزروعي عن بالغ سعادتها وسعادة ذويها بهذا النجاح، حيث حصلت على معدل 77% في المسار المتقدم، وتعتزم الالتحاق بتخصص هندسة الكهرباء، مشيرة إلى أنها صنعت من ظروف إعاقتها سلماً للنجاح وتخطي الصعوبات.

وأوضحت أن والديها وأخوتها وصديقاتها ساندوها بشكل كبير، علاوةً على المعلمين وإدارة المدرسة، موجهة شكرها لهم جميعهم وللحكومة التي تساند هذه الفئة وتضعهم على طريق النجاح.

القلم سلاح

ومن ناحيته قال الطالب فتحي هيثم الذي درس المسار المتقدم وحصل على نسبة 85.5%، إنه يعتزم دراسة الإعلام ليكون قلمه سلاحاً يشهره في وجه الإرهاب والتطرف الفكري وينشر التوعية السليمة بين الشباب والأجيال، مؤكداً أن إعاقته الذهنية لن تحول دون تحقيق طموحاته، مشيراً إلى أن نجاحه في الثانوية العامة ليس نهاية المشوار إنما هو بداية انطلاقة حافلة بتحقيق طموحات تُعانق السماء، معرباً عن خالص شكره وتقديره لوالدته التي ساندته في رحلته ولكل من وقف بجانبه ليصل إلى بداية الطريق الجامعي.

ويقول الطالب أحمد عادل مصطفى الذي درس المسار المتقدم أيضاً وحصل على نسبة 95.4%، ويعاني من صعوبات في السمع، إنه لم يواجه أي صعوبات خلال رحلة الدراسة، فقط الجزء الخاص بالاستماع في مادة اللغة الإنجليزية، غير أن إدارة المدرسة مشكورة وفرت له هذه المقاطع الصوتية مع مشاهد مرئية كونها تساعده في قراءة لغة الشفاه.

وأضاف أنه قام بالتسجيل المبكر في كلية الصيدلة بجامعة الشارقة، رغبة منه في أن يصبح طبيباً صيدلياً يساعد المرضى على تجاوز محنتهم المرضية.

وظائف المستقبل

ومن ناحيته قال الطالب عبدالرحمن فوزي صالح الحاصل على نسبة 90% في المسار المتقدم، إن الاضطرابات النفسية والعصبية التي يعاني منها لم تقف حجر عثرة في طريق نجاحه وطموحاته، كما أنه على دراية تامة بوظائف المستقبل، لذا يعتزم الالتحاق بتخصص برمجة الحاسوب، كونه مولهاً بهذا الجانب، مشيراً إلى أن هذا النجاح ما هو إلا ثمرة للجهود المضنية التي بذلها والداه ومعلموه، مؤكداً أنه سيكللها بالحصول على المهارات والمعارف المطلوبة لسوق العمل.

Email