منصور العور رئيس «جامعة حمدان الذكية» لـ«البيان»:

كلية الذكاء الاصطناعي تستقبل أول دفعة سبتمبر 2019

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، لـ«البيان» عن حصول الجامعة أخيراً على موافقة رسمية من هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم لإنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة واستعدادها لاستقبال أول دفعة خلال العام الأكاديمي المقبل الذي يبدأ في سبتمبر 2019.

وأشار العور إلى أن إطلاق الكلية يجيء استجابة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، بأن تواصل الجامعة استشراف المستقبل وإثراء المعرفة وردم الهوة الحاصلة في المهارات عن طريق توفير فرص تعليم رقمي ذكي بجودة عالية في العلوم والمجالات الجديدة اللازمة لصنع المستقبل، بالإضافة إلى توفير منصة متكاملة لاختبار الأفكار الإبداعية والتطبيقات الجديدة ودعم مسيرة التحول التي تنتهجها دولة الإمارات نحو تبني نموذج المدن الذكية.

وقال العور: إنّ إدارة العملية التعليمية ستتغير مستقبلاً بالذكاء الاصطناعي، حيث ستشمل إحداث تغيير جذري في كيفية إدارة الدارسين وأعضاء هيئة التدريس وإدارة المناهج الدراسية والبيئات التعليمية، مع تحويل الدارس من متلق إلى مساهم رئيس في صنع المعرفة، مؤكداً أنّ الجامعة ملتزمة إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن المنظومة التعليمية لتخريج شباب متمكنين من أدوات اقتصاد المعرفة ومؤهلين معرفياً وابتكارياً لصنع المستقبل الذي تطمح إليه القيادة الرشيدة.

ماجستير

وأشار إلى أن الكلية ستطرح برنامج ماجستير نوعياً هو «ماجستير العلوم في الذكاء الاصطناعي» الذي سيتيح للدارس الاختيار بين اختصاصين الأول في تحليل البيانات والثاني في تصميم الألعاب وذلك لتلبية الحاجة الملحة محلياً وعربياً إلى بناء جيل من الكوادر المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، بما يتواءم ومتطلبات القرن الحادي والعشرين ووظائف المستقبل.

باكورة الذكاء

وقال الدكتور العور: إن الجامعة تعد ترجمةً حقيقية لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، حيث حملت على عاتقها هذه المسؤولية من خلال تطوير قدراتها بما يواكب متطلبات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، فعكفت على تنظيم ورش العمل على مدار 16 عاماً هي عمر الجامعة، كما وفرت مختبرات للإبداع والابتكار، بالإضافة إلى التعاون الدولي من أجل الارتقاء وإدخال مفاهيم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وأوضح أن الجامعة درست مسار العملية التعليمية منذ التحاق الدارس بالجامعة، فأدخلت الذكاء الاصطناعي في التسجيل باعتباره بوابة دخول الطالب للجامعة، وتبع ذلك عملية الإرشاد الأكاديمي، حتى أصبح الدارسون لا يتعاملون مع مرشد أكاديمي بشري وإنما مع الآلة التي تؤدي جميع خطوات عملية الإرشاد بشكل مماثل للمرشد البشري، وتجيب عن التساؤلات وتعدد الخيارات للدارسين، بل تطرح الأسئلة على الدارس الذي يجيب عن أسئلتها.

روبوت

وكشف الدكتور منصور العور عن عزم الجامعة إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، من خلال إحلال الآلة أو «الروبوت المعلم» محل المعلم البشري، موضحاً أن الروبوتات ليست بالضرورة أجساماً محسوسة وأنما تعني الأجهزة الذكية بمفهومها الواسع.

وأشار إلى أن إدماج الروبوت ضمن العملية التعليمية سيحدث ثورة في التعليم، من خلال قيام الروبوت بجميع مهام المعلم على الوجه الأكمل على مدار الساعة من دون كلل أو ملل وبكامل نشاط وحيوية المعلم الذي قام ببرمجته، بل إنه سيكون على الدوام في أفضل حالاته النفسية إذ إنه ستتم برمجته على الحالة النفسية الجيدة ويظل على هذه الوتيرة، على عكس المعلم الإنسان، الذي نظراً لطبيعته البشرية، قد يتعرض لبعض الظروف التي تدخله في حالة مزاجية سيئة ما يؤثر على عطائه خلال سير العملية التعليمية.

وأضاف إن هذه العملية ستنقل دور المعلم من تعليم الدارس إلى تعليم الآلة التي ستمثل في الوقت ذاته الصورة المشرقة للمعلم دائماً مهما تعرض لظروف تحول بينه وبين عملية التدريس، مشيراً إلى أنه من غير الممكن الاستغناء عن دور المعلم لأنه سيغذي الآلة بمهاراته ويطورها باستمرار.

بحوث

وكشف العور عن أن الجامعة عكفت خلال السنوات الماضية على إصدار بحوث علمية تتعلق بعملية إحلال الروبوت محل المعلم في المدارس وما المدة اللازمة لبلورة أفضل طريقة اتصال وتواصل مع الطلاب، لإحداث ثورة جديدة في طريقة التعلم.

مشيراً إلى أن الحقبة الجديدة للتعليم الآلي تبشر بنهاية التعليم الجماعي للطلبة، حيث إن شخصنة الروبوتات، والتفاعل الذاتي مع الطلبة سيتيح تعليم مهارات جديدة حسب مسار كل طالب، وليس كجزء من التعليم داخل الفصل، وذلك بغرض تلبية متطلبات المرحلة القادمة بشعار «التمدرس ضرورة أما المدارس فلا».

وأضاف العور: «إنّ رحلة التعليم الذكي في الجامعة لن تنتهي، حيث ستعتزم الجامعة شهادات التخرج عبر تقنية بلوك تشين بعد اعتمادها من وزارة التربية والتعليم وستكون هذه التقنية متاحة في أي وقت ويمكن الاطلاع عليها من قبل الجهات الراغبة عبر هذه التقنية».

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور العور أن الجامعة أوجدت الحرم الجامعي الذكي الذي يتفرد بضم الكثير من المتطلبات غير المتوافرة في أي جامعة في العالم، مثل حلقات التواصل الاجتماعي ومنتديات التعليم اللاصفي، فضلاً عن توفير قاعدة بيانات ذكية وكتب دراسية ذكية. كما وفرت الامتحان بطريقة الذكاء الاصطناعي من خلال بنوك الأسئلة، بحيث تقوم الآلة بتغيير الامتحانات للدارسين من فصل لآخر تلقائياً وتتحكم في توزيع الأسئلة كما يراها المعلم تفادياً لتسريبها.

وأكد العور أن الجامعة، وطبقاً للبحوث، أثبتت أنها الرقم الأصعب في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، مدفوعةً بمساعيها الحثيثة لإعادة هندسة مستقبل التعليم عبر التكنولوجيا الذكية والابتكار والبحث العلمي، وترسيخ فلسفة التعلم مدى الحياة لمختلف فئات المجتمع وفق أعلى معايير الجودة، عملاً بالتوجيهات السديدة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، الذي قال: «في دبي تجاوزنا مرحلة التطوير، وعقدنا العزم أن نبقى في المركز الأول بفارق عشر سنوات».

ووجهت الجامعة بحوثها في مجال الإدارة نحو تجويد إدارة الموارد البشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي والوصول بها إلى مستوى عالمي من خلال تنمية مهارات مواردنا البشرية، كما تتجه بحوث الجامعة نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في وضع معايير الجودة العالمية في الإدارة، وهو ما أكده الدكتور منصور العور الذي جدّد عزم الجامعة نشر نتائج هذه البحوث قريباً للاستفادة منها.

تطورات

وقال العور: «يعد الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التي نشهدها في عصرنا الحالي، ولا سيّما أنّ تأثيره طال جميع مجالات حياتنا اليومية. وليس هنالك أدنى شك بأن تقدم الشعوب وازدهارها يتوقف على مواكبة هذا التطور والاستثمار فيه لتسريع وتيرة التنمية وخصوصاً أن حياتنا أصبحت تتجه نحو الرقمنة أكثر فأكثر.

وإذا أردنا أن نعرف الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط، فيمكن القول إنه وإلى حدٍ ما يشبه الذكاء البشري ولكن بفارق أنه يُبنى على برمجيات تمنح الأنظمة والتطبيقات خصائص تجعلها تحاكي قدرات الإنسان، كتمييز الصوت البشري والتعلم والتخطيط والقيام بحلول لبعض المشاكل العلمية والفنية وغيرها.

ويعتمد الذكاء الاصطناعي على توافر قواعد البيانات وتحليل العلاقات بين محتواها». وأضاف: بالتأكيد أنّ الذكاء الاصطناعي سيغدو في القريب العاجل جزءاً لا يتجزأ من جميع الأنظمة الإلكترونية التي تستخدم في إدامة الحياة الإنسانية، لذا من الضروري التركيز على الذكاء الاصطناعي واستغلاله بالشكل الأمثل والبحث عن الطرق الأفضل لتعظيم استخدامه في تحقيق أهدافنا الوطنية والعالمية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

دلالات

يحمل قرار تجديد رئاسة الدكتور منصور العور، لمجلس أمناء «معهد يونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم» 4 سنوات تنتهي في 31 ديسمبر 2021، دلالات مهمة، أولاها نجاحه في قيادة المجلس وتحقيق الأهداف المنوطة بهذا الصرح العلمي، إلى جانب أنه يدل أيضاً على قدرة أبناء الإمارات على التميز والتفوق في أرقى المحافل الدولية، الذي يعد إنجازاً غير مسبوق على المستوى العربي، نظراً لأن الدكتور العور هو أول عربي يتبوأ هذا المنصب الرفيع.

Email