6 أسباب تدفع التلميذ لكره مدرسته

تهيئة الطلبة للمدارس.. بين النفور والجاذبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأنها أجمل أيام الحياة التي تصقل الشخصية، وتبقى ذكراها خالدة في خبايا العقول، مهما تقادمت السنون على الإنسان، كان لزاماً على أهل التربية والتعليم ومتخصصيها دراسة أسباب نفور البعض منها، وتدبير الطرق المثلى لتبقى في جمالها كما كانت، هل عرفتموها؟ إنها أيام المدرسة «أيام الخير» إن شئتم تسميتها.

تربويون أفادوا بأن السنوات الأولى للتعليم تعد مرحلة تهيئة نفسية وتعليمية للمراحل المقبلة من التعليم والحياة، فإما أن تؤتي ثمارها بإيجابية، أو تنعكس سلباً عليهم وتضر بهم خلال مراحلهم التعليمية الأخرى، فهناك الكثير من تلاميذ المدارس تظهر عليهم علامات كراهية المدرسة والنفور منها، ويعبرون عن ذلك بأشكال مختلفة منها البكاء أملاً في عدم الذهاب للمدرسة.

ومنها التذمر من تلقي المعلومة أو التجاوب مع المعلمين، وعندما يكبرون تتفاقم مشكلتهم بالنفور من معلم ما، ومن ثم تكرار الغياب واختلاق المشاكل مع أقرانهم من الطلاب، خصوصاً وأن المدرسة تنافسها أماكن كثيرة كبيئة جاذبة للتلاميذ، أبسطها البيت وما فيه من مغريات «لعب.. ونوم.. وطعام.. الخ».

وانتشر «فيديو» أخيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة في بلد ما تكره المدرسة وترغب في هدمها، ما دفعها للاتصال بكسارة هدم المباني، طالبة في الفيديو من صاحب الشركة أن يقوم بهدم مدرستها نظراً لكرهها لها، وأنها لا ترغب في الذهاب إليها، وتداول ذوو طلبة داخل الدولة هذا الفيديو، معتبرين أن هذه مشكلة يقعون فيها مع أبنائهم.

سبب

من جهته قال الدكتور أحمد العموش عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة الشارقة، إن للوالدين السبب الأهم في توعية وتهيئة الطفل للالتحاق بالمدرسة، وإنها بيته الثاني الذي يتلقى فيه المعلومة ويكتسب صداقة جديدة بالتعرف على زملاء جدد .

ويحظى بوقت ممتع معهم ومع معلميه، موضحاً أن عدداً من أولياء الأمور في بعض الأحيان يرسمون بطريقة عفوية صورة سيئة عن المدرسة في ذهن الطالب، ويجعلونها عقابا ويجعلون من الغياب نوعاً من المكافأة، ما يجسد في أذهان أبنائهم صورة سلبية عن التعليم ووجودهم في المدرسة.

ونصح العموش الأسرة بإعداد زيارات مسبقة للمدرسة والتحدث عنها بشكل جيد كونها مؤسسة عريقة، ويقع على المدرسة جانب هام في خلق بيئة تعليمية محفزة وبيئة مدرسية من حيث البناء والأثاث والصفوف، كما أن عدم توافر أي نوع من الترفيه والألعاب يؤثر على الطفل سلباً، إضافة إلى عمل استعداد نفسي للطفل بحيث يتأقلم بسرعة مع المدرسة.

حب

من جانبها أوضحت لورين فلمينغ رئيسة قسم الحلقة الأولى في مدرسة السلام، أن استخدام أساليب محفزة للتعليم في المرحلة الأولى تساهم في حب التلاميذ للمدرسة ورفع استيعاب الأطفال.

وتنمية قدراتهم وترسيخ مفاهيم التعلم لديهم، وذلك من خلال التركيز غالباً على تعليم الأطفال من خلال اللعب، معتمدين على أن الأطفال يتعلمون بكفاءة أكبر، ويكتسبون معرفة أكبر عن طريق النشاطات القائمة على اللعب مثل المسرحيات الدرامية والفن والألعاب الاجتماعية، ودمجها مع الدروس التعليمية.

ولفتت إلى أن التعليم في السنوات الأولى يركز على مهارة اليد والقدرات العقلية للطفل، ويتم مد الطفل بالأساسيات التي تفيده في المرحلة التأسيسية مثل الصوتيات التي ستمكنه من القراءة طوال حياته، والتعرف على الحروف واستخدام مهارة الفن والأعمال اليدوية التي تحفزهم على الإبداع وترسيخ مفهوم الابتكار منذ الطفولة، وعلى المدرسة أن تحقق ذلك حتى يستفيد الطفل ولا ينفر من المدرسة.

ومن جانبها عددت أسماء إدلبي استشارية علم النفس السلوكي المعرفي من مركز أفق الإبداع للتعليم وتنمية المهارات، 6 أسباب لنفور بعض الطلاب من المدرسة، وهي برأيها افتقاد الطلاب البيئة الجاذبة في المدرسة، وبالتالي عدم الشعور بالانتماء لها، والتعلم القائم على التلقين والحشو، بالإضافة إلى صعوبة المنهاج، وعدم مواءمة المناهج مع سرعة العصر، فكل شيء الآن يدار بضغطة زر، وأسلوب الاختبارات الفاشل وكثرتها.

وأضافت إدلبي أن الزملاء أو المعلمين أحيانا يكونون سببا في كره الطالب للمدرسة، إذ يمكن أن يتعرض الطالب للتنمر اللفظي أو الجسدي، ما يجعله ينفر من وجوده في المدرسة.

وفي السياق ذاته قال موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد، إن عدم استخدام الطرق والاستراتيجيات الحديثة في التدريس قد تكون أحد الأسباب التي تجعل الطفل ينفر من المدرسة، حيث يقع على معلمي مراحل السنوات الأولى من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائي هذا الحمل في تسهيل طرق وأساليب التدريس لهذه الفئة العمرية.

من جانبها قالت شاهيناز أبو الفتوح محمود اختصاصية اجتماعية ونفسية، إن أكثر الأسباب التي تجعل المدرسة مكان نفور للطالب هي طول الحصة والروتين اليومي لتلقي عملية التعليم، وعدم وجود الجو الملائم للحصة الصفية، مما يجعل الطلاب ينشغلون بأمور أخرى ويشتت أفكارهم.

وأضافت أن كثرة الواجبات المنزلية تعطي الطلاب فرصة لممارسة الأخطاء التعليمية، وتقلل من وقت المرح والاستمتاع، وتقلل من الوقت الذي يقضيه الطلاب مع أسرهم أو أصدقائهم، وتعتبر أحد أسباب نفورهم من المدرسة.

حلول

من جانبه وضع التربوي طاهر غريب حلولاً لنفور الطلبة من المدرسة أهمها استخدام تعليم المستقبل الذي يتمثل في خلق تجارب ممتعة وإدخال الروبوت في المجال التعليمي، وإدخال نمط التعليم المتمركز حول الطالب، حيث يقوم الطلبة بالتعلم من خلال الأنشطة والتجريب والبحث والاستقصاء، ويتيح إمكانية التعلم الذاتي والعمل ضمن فريق لتحقيق الأهداف المرجوة.

ويرسخ هذا المفهوم استراتيجية التعلم مدى الحياة، إضافة إلى خلق بيئة ثرية بتحفيز الفضول العلمي لدى الطلبة وإتاحة الفرصة لهم لإكساب المهارات، وإتاحة فرصة التعلم عن طريق اللعب، فضلاً عن تحسين صورة المدرسة أمام الطلاب، وذلك عن طريق احترام العلم والمعلمين، وتقدير قيمة العلم ورفع شأن المعلم دائماً ليكون صورة مشرقة ومحببة لدى الطلاب، ومثلاً يحتذى به، وقدوة يتمنى الطالب أن يسير على نهجها.

Email