عجبة مبارك «ستينية» تصنع العجب بجائزة «حمدان التعليمية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالت ظروفها المعيشية والأسرية في أن تنال عجبة حظها من التعليم في الصغر، وظل هدف التعليم نصب عينيها حتى بعد أن تزوجت وأنجبت عشرة من أولادها، وكان هاجس التعليم يشكل لها شغفاً للوصول إلى نهايات التعليم واقتحام عالم القراءة والكتابة لإثبات ذاتها ومواكبة أبنائها ومسايرة العصر بكل مفرداته في ظل ما كانت تمر به، فهي زوجة عليها حقوق وواجبات لأسرة تنشد لها النجاح والتقدم والاستقرار.

عجبة مبارك علي إماراتية (60 عاماً) احتفظت بحلمها حتى طرقت أبوابه منذ 7 سنوات فدخلت إلى درب التعليم بعد أن أنجبت 10 أبناء وخرجت بهم إلى بر الأمان وأصبحت جدة لـ23 حفيداً وحفيدة وحصلت على دعم كبير منهم بأن تتعلم من أجل تحقيق حلمها وهو حفظ آيات من القرآن الكريم، ومتابعة أبنائها وأحفادها وتكون مطلعة ولديها معرفة لما يدور حولها من مستجدات.

وكانت «عجبة» تنظر إلى أبنائها المتعلمين بإعجاب شديد وتتمنى لو كانت هي الأخرى تملك هذه المهارة حتى تتمكن من قراءة القرآن وحفظه وقراءة الأخبار، وكانت ترى أن نجاح أبنائها وانتقالهم من مرحلة دراسية إلى أخرى، انتصار لها في مجال العلم لأنها هي من أوصلتهم إلى هذا.

عالم المعرفة

روت عجبة قصتها لـ«البيان» فقالت: إنها أصرت بعد أن أوشكت مسؤولياتها الأسرية ودورها كأم ومربية على النهاية بحكم كبر أبنائها فالتحقت بالتعليم في مركز مدينة زايد لتعليم الكبار منذ بداية دخولها إلى عالم المعرفة حتى وصلت للصف السابع، وكان شغفها وحبها للعلم من أجل أن تمسك بكتاب الله وهديه وتقرأ ما تيسر من سور قصيرة فإنها دائما تردد أن الله أوصانا بالعلم، وكان استكمال تعليمها حلماً يراودها لسنوات طوال..

انشغلت عنه في بداية حياتها بتكوين مؤسسة الزواج وتربية الأبناء، ولكنها لم تيأس وقامت بمحاولات عديدة والتحقت بالتعليم. ظل حلمها جسراً تعبر به الآمال ولم يقف العمر حائلاً وبأنها وصلت إلى قرابة الخمسين من العمر، ولكنه كان حافزاً لها فكلما تقدمت لمرحلة تعليمية أنهتها بنجاح.

تبني العلم

شجعتها مديرة المركز حمدة مطر وجميع معلماتها على تبني العلم والمعرفة، وكسرت مقولة إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر وإن العلم في الكبر كالنقش على الماء فهي الآن تستمر في مسيرة التعليم تقرأ وتعلم أحفادها.

حصلت على جائزة حمدان التعليمية في دورتها العشرين في فئة أكبر دارسة سناً، وشعرت بالفخر والاعتزاز لمشاركتها في هذه الجائزة، إذ منحتها العديد من النقاط البارزة التي تثبت للعالم أن دولتنا توفر جميع الفرص التي تؤهل الفئات كافة للحصول على تعليم متميز ومشجع للجميع للالتحاق بسباقه.

Email