خطوة متقدّمة نحو الذكاء الاصطناعي
«المبرمج المواطن» سباق لتمكين النشء من إتقان البرمجة
كانت لـ«جامعة حمدان بن محمد الذكية» محطة مهمة للغاية في مطلع العام 2017، مع انطلاق برنامج «المبرمج المواطن» الذي يمهد الطريق أمام بناء أجيال من المبرمجين المواطنين الذين يمتلكون زمام التكنولوجيا الحديثة.
وتنبثق أهمية البرنامج النوعي من كونه أول مبادرة وطنية من نوعها على مستوى الإمارات تستهدف تمكين المواهب الوطنية الناشئة من إتقان مهارات ترجمة الحاسوب التي تتفوق في أهمية إتقانها اليوم على أيّ من اللغات الحية.
ويأتي نجاح البرنامج الوطني الفريد بمثابة دفعة قوية لجهود الجامعة لإرساء دعائم متينة لتنشئة جيل متمكن من أدوات التكنولوجيا لقيادة جهود صنع واستشراف المستقبل وفق متطلبات القرن الحادي والعشرين، بما يصب في خدمة غايات «خطة دبي 2021» و«رؤية الإمارات 2021».
شراكة
يجسد «المبرمج المواطن» عمق الشراكة الاستراتيجية المثمرة بين «جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين» و«جامعة حمدان بن محمد الذكية»، والذي حاز كل منها قصب السبق في مجال مهم من مجالات متمايزة هي رعاية المواهب الوطنية الناشئة وتسخير التقنيات المستجدة لتطوير التعليم وابتكار أقوى البرمجيات العالمية.
ويمثل خطوة متقدمة على درب التحول نحو الذكاء الاصطناعي، كونه يستهدف تدريب الطلبة المواطنين الموهوبين من الفئة العمرية بين 7 و15 عاماً على البرمجة بلغة الحاسوب، من خلال تصميم الألعاب والتطبيقات الرقمية والإلكترونية باستخدام بيئات برمجة متعددة مثل «كودو غيم لاب» (KODU Game Lab) التابعة لـ«مايكروسوفت» (Microsoft) .
و«سويفت» (Swift) التابعة لـ«آبل» (Apple) و«بلوكلي» التابعة لـ«غوغل» (Google)، بالإضافة إلى المساقات التعليمية المتخصصة والمتاحة عبر منصة «الحرم الجامعي السحابي» (Cloud Campus).
3 مستويات
يتمحور «المبرمج المواطن» حول تمكين الموهوبين من الناشئة من إتقان لغات البرمجة ونظم التفكير الحاسوبية وأساسيات تطوير التطبيقات الرقمية والألعاب الإلكترونية، والتي تعتبر حاجة ملحة للارتقاء بمكانة الإمارات بين الأمم الأكثر تقدّماً في العالم. ويتبع البرنامج نموذج التعليم المدمج الخاص بـ«جامعة حمدان بن محمد الذكية»، وهو نموذج التعليم الذي يجمع بين التعليم الذكي والذاتي والتعليم وجهاً لوجه.
3 فئات
ويتضمن البرنامج ثلاث فئات رئيسة هي «تطوير الألعاب» و«برمجة الروبوتات» و«تطوير التطبيقات»، لتدريب لطلبة وفق الفئة العمرية، الأولى بين 7 و10 سنوات، والثانية من 11 إلى 15 سنة. ويتم التدريب على ثلاثة مستويات يمتد كل منها لخمسة أسابيع وفق أهداف تعلم واضحة ومحددة، كما يلي؛ المستوى الأول يرفد الطلاب بأساسيات البرمجة بلغة باستخدام بيئة «ماكروسوفت».
ليؤهلهم لتطوير ألعابهم الخاصة بناء على معايير محددة لحل مشكلة بيئية مثل توفير المياه والمدن الصديقة للبيئة وغيرها، أما المستوى الثاني فيتعلم الطلاب آليات إنشاء تطبيقات إلكترونية وتطبيق مهاراتهم لتصميم مشروع يدعم المبادرات الحكومية باستخدام بيئة برامج «جوجل»، فيما يزود المستوى الثالث الطلاب بأحدث التقنيات المتقدمة في برمجة التطبيقات الآلية، بإنشاء تطبيقات خاصة ونشرها على منصات خاصة مثل «آبل ستور» و«بلاي ستور».
الهاكاثون
ويتوّج برنامج «المبرمج المواطن» بمسابقة «الهاكاثون»، بعد انتهاء المراحل الثلاث ليتنافس المشاركون من خلال تقديم المشروعات أو التطبيقات البرمجية التي عملوا على تطويرها خلال مراحل البرنامج من أجل الحصول على لقب «المبرمج المبتكر»، والفوز بفرصة عرض أعمالهم في «إكسبو البرمجة».
96 موهوباً
وشهد العام 2017 باكورة نجاحات «المبرمج المواطن»، حيث شهدت الدورة الأولى تخريج 96 طالباً، تأهل منهم 46 طالباً للتصفيات النصف نهائية ونجح منهم 12 طالباً بالوصول إلى مرحلة النهائيات أظهروا جميعاً مستوى عالياً من الكفاءة والتنافسية والقدرة على التميز البرمجي.
وخضع المشاركون لتدريب عالي المستوى بإشراف مباشر من المدربين، الذين حرصوا على تطبيق نموذج التعلم مدى الحياة في المستويات الثلاثة، بما يضمن إعداد الموهوبين بالشكل الأمثل للتميز خلال مسابقة «هاكاثون».
وأظهرت الدورة الأولى مواهب واعدة للغاية في مجال البرمجة، حيث جاءت المشاريع خلاقة للغاية ضمن فئة «التطبيق الإلكتروني من العمر 7 ـ 10» مع ابتكار تطبيقات هادفة مثل «حقيبة السكري التعليمية» و«ريد -إيستر» و«سليم آنجل»، فيما سجلت فئة «التطبيق الإلكتروني من العمر 11 ـ 15» نجاحاً لافتاً للمشاركين في تصميم وابتكار تطبيق «ديسكاونت مي إن» و«اكتشف دبي» و«مركز الأسرة».
وضمن فئتي «تصميم الألعاب الإلكترونية من العمر 7 ـ 10» و«تصميم الألعاب الإلكترونية من العمر 11 ـ 15»، أظهر المشاركون تميزاً تجسد في تطوير ألعاب قائمة على أحدث الابتكارات التقنية، منها «حافظ على الماء حافظ على الحياة» و«طريق القتل» و«طريق الموت» و«نيران النجوم» و«مارس روك أون» و«دودج آند ريس».
