تطبيق «التربية الأخلاقية» في مدارس الدولة 2017

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أكد معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن مادة التربية الأخلاقية ستطبق خلال المرحلة الأولى في 20 مدرسة خاصة وحكومية على مستوى الدولة في الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري، وفي العام الدراسي المقبل سيتم تطبيق المرحلة الثانية وتطبيق المادة في جميع المدارس الحكومية والخاصة.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي عقب جلسة الاعتماد المبدئي لتطبيق مادة التربية الأخلاقية في مدارس الدولة في فندق اننترا المانجروف «القرم الشرقي» بأبوظبي، الذي عقد أمس بحضور معالي الدكتور علي عبد الله النعيمي المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم وفاطمة المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي والدكتورة كريمة المزروعي رئيس قسم المناهج بمجلس أبوظبي للتعليم.

تطوير

وأشار معالي الحمادي إلى أن تطوير التعليم مطلب مهم جداً في دولة الإمارات التي تتطلع دائما إلى المركز الأول، الأمر الذي يستوجب تطوير الطالب في ظل توجه الدولة بعد دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العملي وما يتطلبه ذلك من إطلاق مشاريع تطويرية جديدة للعملية التربوية والتعليمية.

وأضاف: «إننا في ظل ما نواجهه من تحديات وفي ظل البيت المتوحد والعمل كفريق واحد فإننا مهما طورنا العلوم الأخرى كالهندسة والطب وغيرها تبقى الأخلاق المادة الأساسية التي يجب أن يتعلمها أي شخص، مشيراً إلى أن المادة تخص الطالب وولي الأمر والمجتمع، لذلك تمكنا من توحيد الجهود والعمل نحو مستقبل أفضل للإمارات.

مرحلة تجريبية

وأشار معالي الحمادي إلى أن المادة ستطبق خلال المرحلة الأولى في 20 مدرسة خاصة وحكومية على مستوى الدولة في الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري وفي العام الدراسي المقبل سيتم تطبيق المرحلة الثانية وتطبيق المادة في جميع المدارس الحكومية والخاصة، مؤكداً أن المادة تعتبر أساسية ومحورية في بناء الطالب الإماراتي المبدع المبتكر المؤمن بثقافته وعاداته وتقاليده ليكون لدينا الطالب الشامل الذي يمكننا من الانتقال من الاقتصاد الحالي إلى اقتصاد معرفي متكامل.

قياس

وأضاف أن الهدف من المرحلة التجريبية قياس مدى فاعلية تدريس المادة وتجاوب أولياء الأمور معها، وبناء على النتائج سيتم إعداد خطة للتطبيق العام المقبل وأن المادة يمكن أن تشهد تطويرا وتعدل سنويا، معرباً عن توقعاته بتحقيق المادة لنجاح كبير خاصة وأن الأخلاق موجودة في الأصل وبالفطرة في المجتمع وأن تدريس هذه المادة لا يلغي التربية الإسلامية، بل إنها مكملة لها، مشيراً إلى أنه تم إعداد خطة متكاملة لتدريب المعلمين في المرحلة الأولى في شهر يناير لمدة 3 إلى 4 أيام وبعد ذلك يخضعون لتدريب ميداني.

 

إطلاق المنهاج لحظة فارقة في مسيرة التعليم

أوضح الدكتور علي عبد الله النعيمي المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم أن إطلاق مادة التربية الأخلاقية يفتح آفاقاً جديدة أمام التعليم في الإمارات؛ لأنه إذا وجد تعليم بلا أخلاق يصبح أداة مدمرة للمجتمع، وإذا وجد مجتمع بلا أخلاق يصبح عرضة للتمزق والانهيار.

وأضاف: نحن اليوم في لحظة فارقة في مسيرة التعليم بالدولة بإطلاق منهج التربية الأخلاقية؛ لأن هدفنا أن نصنع مجتمعاً يتمتع بالأخلاق في ظل ما يواجه من تحديات متعددة، وهو مجتمع مفتوح فيه تداخل في الثقافات وكل شخص لديه المجال للاطلاع على كميات هائلة من المعلومات والمعارف ويخلق علاقات عابرة للحدود قد تؤثر على هويته وانتمائه وأخلاقه وسلوكياته؛ كل تلك التحديات تحتم علينا المبادرة لبناء المجتمع وأن يتعاون الجميع معنا لأن المسؤولية مشتركة من إعلام وأولياء أمور ومؤسسات النفع العام والجميع عليه تبني رؤية التربية الأخلاقية.

حاجة

كما أفاد النعيمي أنه في ظل هذه التحديات برزت الحاجة إلى وجود مادة تتعلق بالتربية الأخلاقية، ومن هنا جاءت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أطلق سموه فكرة إدخال المادة في المناهج الدراسية، وتم تشكيل فرق عمل من ديوان ولي عهد أبوظبي ووزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي خرجت بتصور شامل يمر بمراحل حول تدريس المادة التي ستبدأ المرحلة الأولى لها في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الجاري في عدد من المدارس بالدولة، ثم الانطلاقة الكبرى وتطبيق المرحلة الثانية على جميع المدارس الحكومية والخاصة بالدولة اعتبارا من العام الدراسي المقبل.

مخرجات

وأضاف أن الهدف هو أن تكون مخرجات التعليم لدينا ترتكز على الأخلاق كما هي طبيعة مجتمع الإمارات الذي يعرف عنه وعن أبنائه بالأخلاق الحميدة، وبأن كل من يراه يؤكد أنه إماراتي ليس بلون بشرته أو لغته بل بأخلاقه وسلوكياته، وهذه خلاصة الخلق التي يتميز به الإنسان الإماراتي واكتسبناها ونريد أن يحافظ عليها ويجعلها معيناً لكل إماراتي وأي شخص مقيم يعيش بالدولة وتعلم في مدارسها.

وأشار النعيمي إلى أنه تم وضع المنهاج على أسس علمية ويطبق على مستوى الدولة وعلى مراحل، ويقع على المعلم الدور الأهم في تدريس المادة الجديدة، وهو الذي سيصنع الفارق، وعلى كل معلم ومعلمة أن يستشعرا أن بناء الأخلاق رسالة الرسل وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وتدريس التربية الأخلاقية جزء من رسالة الأنبياء.

مشاركة

بدورها، أعربت فاطمة المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي عن سعادتها بإطلاق مبادرة تدريس مادة التربية الأخلاقية في المناهج، وأشارت إلى أننا لا نربي أبناءنا بل يتشارك الكثير في التربية وفي زرع القيم والمبادئ والأخلاق في نفوسهم، ومن هنا يأتي دور المدرسة مكملاً مع البيت في وجود المعلم، إلا أن المؤثرات الخارجية هي المؤثر الأساسي في تكوين شخصية الأبناء، الأمر الذي تطلب ضرورة وجود إطار يحميهم وكيف سيكونون في المستقبل.

وقالت: نحن نعلم ما تمر به دولتنا ومنطقتنا والعالم أجمع من تحديات عدة، وهذا يحتاج أن نعطي هذه الجرعة من الوقاية للأطفال والأبناء لأنها خير من العلاج وهي تبدأ من البيت وتكملها المدرسة وتفاهم ولي الأمر وتعاونه سينجح هذه المبادرة.

 

مسؤولية

صياً ولنا جميعاً، ونحن نتطلع أن شركاءنا الاستراتيجيين يتعاونون معنا ويتعاملون مع الموضوع بأولوية لهم ولأولياء الأمور، مشيراً إلى أننا نريد مدرسة تبني الأخلاق ونريد أسرة تبني الأخلاق أيضاً.

 

تقرير

الشخصية والمجتمع والدراسات الميدانية والثقافة مرتكزات المنهاج

يرتكز منهاج التربية الأخلاقية في دولة الإمارات إلى 4 عناصر: الشخصية والأخلاق، والفرد والمجتمع، والدراسات المدنية، والدراسات الثقافية، الأولى يتم خلالها العمل على تطوير الطالب كفرد وتضم الحلقة الدراسية الأولى وحدات الإنصاف والمودة والاهتمام والأمانة والتسامح واحترام الاختلافات والصمود والمثابرة والمساواة والتقدير ومراعاة مشاعر الآخرين والتعاون والرحمة والتعاطف والسلام والمسؤولية والتعاطف المعرفي والوجداني والشخصية الأخلاقية.

وتضم الحلقة الثانية المساواة والعدالة والإنصاف والاحترام والتسامح في مجتمع متنوع والمسؤوليات الأخلاقية والواجبات والالتزامات ويتم في الثالثة تدريس وحدات الأخلاق والاقتصاد العالمي ودراسات في السلام والصراع.

أما الركيزة الثانية «الفرد والمجتمع» يتم خلالها العمل على الفرد ضمن مجموعات اجتماعية مختلفة، ويتم في الحلقة الدراسية الأولى تدريس وحدات أنا وعائلتي والصداقة والهوية الذاتية، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس الصحة البدنية، والنظام الغذائي.

فيما الركيزة الثالثة «الدراسات المدنية» يتم خلالها التركيز على المعرفة عن حياة الإمارات، ويتم في الحلقة الدراسية الأولى تدريس وحدات استقرار العائلات والأقارب في الإمارات، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس كيف نشأت دولة الإمارات في مجتمع متنوع وشامل للجميع حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وفي الحلقة الثالثة يتم تدريس التحلي بصفات الشخص الراشد «جزء أول وجزء ثان».

وتتناول الركيزة الرابعة الإمارات والثقافة العالمية، ويتم في الحلقة الدراسية الأولى تدريس وحدات اكتشاف تراث الإمارات من خلال رواية القصص، والتراث المعنوي، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس وحدات ما هي الرموز التي يجب أن نحافظ عليها وكيف لنا أن نقوم بذلك، وفي الحلقة الدراسية الثالثة يتم تدريس وحدات العلاقات القائمة بين الثقافات المختلفة، والثقافات العالمية.

4

تمر عملية تعليم مادة التربية الأخلاقية بـ 4 مراحل: الأولى يطلق عليها نهج التعلم والذي يستند الى تحقيق التقدم التنموي للطلاب انطلاقاً من المجال الإدراكي الى المجال السلوكي الى المجال الوجداني، والمرحلة الثانية أسلوب التعليم والذي يتمحور حول الطالب والمرحلة الثالثة يطلق عليها الوسائل التعليمية والتي تعتمد على الموارد الأكاديمية وراوية القصص والآداب والتراث والفولكلور الإماراتي، أما المرحلة الرابعة التنفيذ وتعتمد على المهارات التي يتم تدريسها على بعضها البعض، ويتزايد مستوى التعقيد مع تقدم الطالب في المادة، حيث ويتم في السنة الدراسية الأولى الاعتماد على المشاركة الوجدانية والثانية تعتمد على التعبير عن المشاعر بالشكل المناسبة والثالثة تعتمد على الاستماع بفاعلية والرابعة على المبادرة والاستمرار بالمحادثة وفي الخامسة على استخدام وفهم أساليب التواصل.

قال الدكتور علي عبد الله النعيمي: إن موضوع التربية الأخلاقية، وكما أكد صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قضية استراتيجية لسموه شخ