معلمون: تخريج أجيال تواكب متغيرات العصر

أفاد معلمون بأن إطلاق مبادرة تدعم العملية التعليمية بمادة التربية الأخلاقية في المناهج والمقررات الدراسية، من شأنه أن يكرس الأخلاق الفاضلة لدى الطلبة، ويخرج أجيالاً واعية قادرة على مواكبة متغيرات العصر ومدركة لكل ما يدور حولها، وما يبث من رسائل.

وبين المعلمون أن مادة التربية الوطنية تختلف كلياً عن مادة التربية الأخلاقية، فالتربية الوطنية توفر للطلبة إطاراً متكاملاً عن قيم الوطن وعاداته وتقاليده وإرثه الثقافي والحضاري، أما التربية الأخلاقية فإنه ستغوص في أعماق شخصية الطالب وتؤدي إلى ضبط السلوكات وتوفر دعماً ملحاً للعملية التعليمية.

تقدم الأوطان

وقال محمد سبيعان معلم تربية سلامية، إن الأخلاق هي المؤشِّر على استمرار تقدم الأوطان، لذلك أدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هذه الحقيقة، فأطلق مبادرة تدعم العملية التعليمية بمادة التربية الأخلاقية في المناهج والمقررات الدراسية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، وباقي المؤسسات ذات الصلة.

وأضاف أن التربية الأخلاقية سبب للأمن والأمان بين الأفراد والمجتمع، فأي مجتمع لا يمكن أن يعيش أفراده بأمان وانسجام ما لم تربطهم روابط متينة من الأخلاق، مشيراً إلى أن مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية.

وتابع سبيعان: «كيف يكون هناك ثقة متبادلة بين أفراد المجتمع لولا فضيلة خلق الصدق التي هي أساس الإنجاز والتطور؟ وكيف يكون التعايش بين الناس في أمن وسلام لولا فضيلة خلق الأمانة ؟ وكيف نتصور مجتمعاً مثالياً قادراً على قيادة العالم نحو الأفضل من دون مكارم الأخلاق؟».

وأكد أن التربية الأخلاقية ضرورة اجتماعية في كل عصر من العصور حتى يصبح أفراد المجتمع مسؤولين واعين قادرين على قيادة الوطن نحو التطور والرقي.

مساهمة

وأوضحت نورة الشحي، معلمة، أن الحياة المدرسية في حاجة ماسة إلى مساهمة فعلية من قبل كل الأطراف المعنية بالتربية، والحرص على تنشيطها مادياً ومعنوياً بقصد خلق بيئة مدرسية حديثة مفعمة بالإيجابية، وقادرة على تكوين إنسان يواجه التحديات، وأضافت، إن المدرسة عبارة عن مؤسسة اجتماعية وتربوية تقوم بتربية النشء وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع لتكييفهم معه، كما تأخذ المدرسة على عاتقها الجانب التربوي والتعليمي، وهي أداة للحفاظ على الهوية الوطنية والتراث ونقله من جيل إلى آخر، وأساس من أسس التنمية والتطور وتقدم المجتمعات الإنسانية.

ومما لا شك فيه أن المدرسة لها أدوار أخلاقية سامية، حيث تقوم برفع مستوى المجتمعات إلى أرقاها في التعامل مع تطورات العصر، فالمتعلم هو المحور الأساسي في العملية التعليمية، وهو المستهدف للتأسيس السليم والصحيح، وتهذيبه وجدانياً وأخلاقياً وتنميته معرفياً، والعمل على رعايته وتنشئته، بما يضمن الحفاظ على الهوية والانفتاح على الإنسانية وثقافة الآخر.

وتابعت: «من شأن المبادرة أن تُعرف الطلبة والطالبات على القيم الأخلاقية الراقية، وستهتم بلا شك بمعالجة السلوكيات السلبية التي تقي الفئة الطلابية من جرائم الأخلاق»، وأكدت أن المدرسة لها وظائف عدة من أهمها الارتقاء بالطلاب من الناحية الأخلاقية بتقديم القدوة الحسنة، وغيرها.

تكامل

وقالت ناديا الكعبي معلمة في مدرسة الجود للتعليم الأساسي إنه لا غنى للبيئة المدرسية التي تحرص على تعليم الطلبة والطالبات المناهج الدراسية عن تعليمهم في المقابل الأخلاق السامية والنبيلة، التي يجب أن يتحلوا بها، فاليوم يتأثر الأبناء والبنات بالمجتمع المحيط حولهم، سواء في البيت والمدرسة، وغرفهم الخاصة التي تحتوي على أجهزة إلكترونية وتكنولوجية متعددة ودور المدرسة يتمثل في التوعية بالأشياء الإيجابية التي يجب على الطلاب التمتع بها والتنبيه للمحتوى السلبي الذي من الممكن أن يتأثر الطلبة به.

وتابعت الكعبي: «ما أحوجنا لمبادرات يتم تفعيلها في المدارس، بحيث تقوم على تعزيز القيم والمبادئ الجميلة كالاحترام المتبادل بين المعلم والطالب، وإنعاش الحس الإنساني بما فيه الرحمة والتسامح والتعاون».

تحديات

وأشارت عائشة الحوسني، رئيسة قسم مادة الاجتماعيات في مدرسة الريادة، إلى أن الأسرة اليوم تواجه تحديات منها الغزو الفكري والثقافي، وانعكاس ذلك على الأبناء سلباً من خلال قراءاتهم، ومشاهداتهم الفضائية والإلكترونية، وتكون النتيجة بأن ما تغرسه الأسرة من قيم أخلاقية في نفوس أبنائها وبناتها، تؤثر عليه أحياناً تلك الوسائط.

وأضافت الحوسني، إن إطلاق المبادرة الأخلاقية لدعم المناهج الدراسية ستعطي الوعي الكامل للطلبة والطالبات بأهمية الحفاظ على العادات والتقاليد والمبادئ الأصيلة، وتعزيز التمسك بها، ومنها حب الوطن، وحب الوالدين واحترامهما، وبيان كيفية التغلب على بعض السلبيات الخاصة بالأبناء لكل المراحل العمرية.

بيئة

كما أكدت شمسة الفلاحي، اختصاصية اجتماعية، أنه ليس غريباً على قيادتنا الرشيدة أن تدعم الجانب الأخلاقي لدى الطلبة والطالبات، من خلال إطلاق مبادرات تسهم في الارتقاء بالجانب الأخلاقي لأجيال المستقبل الذين يُعول عليهم بناء مستقبل واعد وغد مشرق. وأضافت الفلاحي: «في البيئة المدرسية نحرص على تعليم الطلبة والطالبات، وتشجيعهم على الاطلاع والتثقيف الذاتي، إلى جانب الحرص على تعليم حسن السلوك، وهذا ما سيتم تعزيزه أكثر من خلال مبادرة التربية الأخلاقية التي ستدعم بإيجابية وفعالية المنهج الدراسي».

قيم

قال كل من غانم المزروعي وفيصل الزعابي ومحمد عبد الرحمن «أولياء أمور»، إن اليوم ومع زخم وسائل التواصل الاجتماعي وما تنقله من معلومات مضللة تؤثر على شخصية الطلبة وسلوكاتهم، أضحت هناك حاجة ماسة لمثل هذه المبادرة الهامة، التي من شأنها أن توفر حلقة الوصل المفقودة بين الأخلاق والتعليم، فإذا حدث تكامل بين الأخلاق والتعليم، سيؤدي الأمر إلى تهيئة كوادر شابة مؤهلة بالشكل الأمثل للاضطلاع بدور رئيس في تعزيز مسيرة نهضة وتقدم الدولة على مختلف الصعد.

الأكثر مشاركة