تربويون دعوا إلى منحها صلاحيات أوسع وإعطائها مكانة أكبر

مطالبة بتفعيل دور مجالس أولياء أمور الطلبة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طالبت نخب تربوية بمنح مجالس أولياء الامور «صلاحيات» تجعلهم شركاء أساسيين في العملية التعليمية، وليس ضيفا ثقيلا على المدارس وإداراتها، مؤكدين ان المجالس محجمة بسبب عدم وجود قوانين تحدد مجالات عملها وأسسها، اضافة الى غياب الوعي الكافي بأهمية الدور الذي تقوم به تلك المجالس، مقترحين إعادة النظر في اللوائح التي تعمل بها المجالس ومنحها صفة رسمية تخولها المشاركة في وضع استراتيجيات التعليم بل وتمنحها سلطة المراقبة والتدخل إن اقتضى الأمر.

وقالوا إن بعض المجالس تراخت في تقديم برامج وفعاليات بسبب حالة العزوف التي تشهدها، إذ لا يتجاوز عدد الحضور اصابع اليد الواحدة، مشددين على اهمية تثقيف المجتمع بدور المجالس وتعزيز سبل التعاون المشترك، وبحث الآليات الكفيلة بإشراكها في القرارات التي تتعلق بالطلبة.

العلاقة مقطوعة

في لقاء مع سعيد بالليث الطنيجي المدير التنفيذي لمجلس اولياء أمور الذيد في الشارقة تحدث بشفافية مطلقة وأكد أن العلاقة بين المدارس ومجالس أولياء الامور مقطوعة رسميا، لكنها مستمرة بشكل ودي، معتبرا ان السبب وراء ذلك هو نظرة الاهالي بأنه لا دور حقيقي لتلك المجالس داخل اروقة المدارس وما نقوم به من تدخلات في حل بعض المشكلات التربوية أو وضع مقترحات نقوم بها يدخل في إطار الاجتهادات الشخصية.

وأوضح الطنيجي، أنه لا يوجد مشاركة حقيقية للمجالس في وضع القرارات والمقترحات والخطط الاستراتيجية وهذا خلل ينبغي لأصحاب القرار الالتفات له، كما طالب بإطلاق يد المجالس بالتدخل ببعض الامور استنادا الى خبرة اعضاء هذه المجالس في التربية وحرصهم التام على مصلحة الطلبة، كما اقترح بأن يتم الاستفادة من خبرة أعضاء المجالس عوضا عن تهميشها واقصائها، وأضاف ان للمجالس أدوار في غاية الاهمية والمفروض ان تكون حلقة وصل بين البيت والمدرسة والمنطقة التعليمية لكننا في واقع الامر اسماء صورية، تفرض علينا القرارات وننفذ.

وأوضح ان مجالس أولياء الامور تحظى بدعم من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد حاكم الشارقة لكنها تبقى محجمة للأسف بفعل ما ذكرناه سابقا.

أبرز التحديات

وتحدث بدوره سعيد المزروعي من واقع عمله سابقا كرئيس لمجلس اولياء الامور في وادي الحلو ونائب رئيس المجلس في كلباء التابعة لإمارة الشارقة أن علاقتهم بالمدارس ودورهم تطوعي وينبع من احساسهم بالمسؤولية المجتمعية، مشيرا الى ان المجتمع المدرسي بكافة أطيافه يحتاج الى توعية وتبصير بدور تلك المجالس وأهميتها.

ولخص المزروعي ابرز التحديات التي تواجه عمل المجالس في المدارس بعدم وجود سلطة أو صلاحية لها, علاوة على نقص الوعي بأهميتها ودورها كونها حلقة وصل بين البيت والمدرسة والمسؤولين في وزارة التربية، مشيرا الى ان غالبية الفعاليات او الاجتماعات التي يدعون لها لا يحضر سوى عدد يسير من المستهدفين منها وهو امر محبط ويعكس حالة من عدم الفهم للأدوار الحقيقية والعظيمة التي يمكن ان تلعبها مجالس اولياء الامور في المدارس.

تحجيم دور المجالس

أما محمد راشد رشود عضو المجلس الاستشاري من لجنة شؤون التربية والتعليم وعضو مجلس أولياء أمور دبا الحصن سابقا فأكد، ان المجالس اصبحت غير قادرة على تنفيذ وممارسة أنشطتها بسبب حالة التحجيم التي تشهدها، مطالبا رغم اقراره بتعاون ادارات المدارس بزيادة التجاوب والفاعلية معهم.

الدور الغائب

وترى سوسن عبد الفتاح مديرة مدرسة الشارقة الدولية ان مجالس اولياء الامور ومجالس الامهات في المدارس وحتى على مستوى المناطق على الرغم من اهميتها إلا انها غائبة بفعل ضعف المشاركة من قبل الاهالي، وعدم الإدراك الكافي بأهمية وجودهم، مشيرة الى ان المجالس تنقل لنا مقترحات وملاحظات الطلبة وذويهم ما يعني الاخذ بها وتجويد العمل ليكون المخرج كما نريده ويريدونه لكن ذلك لا يحدث، واعتبرت مجالس الامهات ليست أوفر حظا فهي تتحول في نهاية الامر إلى دردشات نسائية خالصة..

قلة الوعي

وقال يعقوب الحمادي اختصاصي اجتماعي في مدرسة الشهباء بالشارقة إن وزارة التربية و التعليم بدورها اصدرت لائحة خاصة لتشكيل وتفعيل دور مجالس اولياء الامور على مستوى المناطق و المدارس، لكن تفعيل هذه المجالس يبقى مرهونا بأيدي اصحاب العلاقة وهي المدارس ذاتها على وجه التحديد، مؤكدا ان تحجيم المجالس وعدم قيامها بالدور المنوط بها بشكل صحيح مرده قلة الوعي بأهمية دور المجالس وماهية مشاركتها.

جسر للتواصل

وشبه حبيب جهاد حبيب مدير عام مدرسة نبراس الدولية بدبي، مجالس أولياء الأمور بالجسر الذي يربط المدرسة بالمجتمع، مؤكدا أن هناك شراكة حقيقة وتكاملية بين المنزل والمدرسة، مستدركا اهمية أن تكون هذه الشراكة فاعلة ومؤثرة وعلى أسس من التفاهم والتعاون بقصد الارتقاء بسلوك الطلبة من جهة وبمستواهم التعليمي من جهة اخرى، وقال إن مجالس أولياء الأمور تضطلع بدور حقيقي في تعزيز "أهمية البرامج والأنشطة الرياضية والفنية" التي تقدمها المدرسة كي تكون بذلك شريكا فاعلا في التربية والتعليم على حد سواء.

واعتبر انه من الاهمية بمكان ان تكون الاسرة مطلعة على ما يجري في أروقة المدرسة ومن برامج ومشاريع وهو الامر الذي رهن حبيب تحققه بقيام ولي أمر الطالب بزيارات دورية للمدرسة كي يتعرف على مستوى اداء ابنه والنشاط الذي يمارسه والهوايات التي يحبها ومد جسور التعاون معهم وذلك لا يتأتى إلا عبر مظلة مجلس أولياء الامور.

وقال على الأسرة ايضا متابعة الابناء فيما يخص الواجبات المدرسية والاطلاع على وضع ابنائهم وهذا الأمر يجعل من الطالب يهتم في دروسه ويثير الدافعية والحماس لديه كي ينال أفضل الدرجات, ودون دعم الأهل لا يستطيع الطالب التقدم والنجاح، ونوه بأنه على أولياء الأمور مراقبة ابنائهم وملاحظة أدق تصرفاتهم وسلوكياتهم واصدقائهم وتحصيلهم والمواد التي يحبهونها وتلك التي يجدون صعوبة بها وكل هذا لن يتم إلا عبر "مجالس أولياء الأمور" ومن خلال تواصل مثمر مع المدرسة.

حاجة ماسة

أكد حبيب جهاد أن المدرسة بحاجة ماسة لمجالس أولياء الأمور حيث ان المجالس تفتح باب الحوار لمناقشة قضايا وشؤون مهمة ومعالجة بعض الظواهر السلوكية والمشكلات مثل التحصيل المدرسي، مؤكدا ان مدرسته تعمل دائما على تجديد شراكاتها مع أولياء الأمور ولن تكون بمعزل عن شريكها الاساسي في انجاح العملية التربوية.

Email