في ختام مؤتمر التعليم والمعلم:

مطالبات بإعادة هيكلة وزيادة رواتب المعلمين المواطنين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصى المشاركون في مؤتمر التعليم والمعلم (خلق ثقافة التميز في المدارس) الذي اختتم أعماله أمس في أبوظبي وينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية واختتم أعماله أمس، بضرورة إعادة هيكلة رواتب المعلمين المواطنين وزيادتها بما يتماشى مع ارتفاع تكاليف المعيشة، والعمل على إعادة سمعة ومكانة واحترام وتقدير المعلم في المجتمع، ووضع خطة طموحة للترقيات الوظيفية تلبي طموحات المعلمين في الترقي إضافة إلى توفير التدريب الكافي للمعلمين الجدد بما يكفل تطور مهنة التعليم وتحفيز الأبناء وبشكل خاص الذكور على الالتحاق بالمهنة.

توطين المعلمات

وأكد الدكتور أحمد حسين الصغير أستاذ التربية بجامعة الشارقة أن الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات على كافة المستويات في مجال توطين التعليم الحكومي نجحت في توطين المعلمات الإناث إلى حد معقول، حيث تشير الاحصاءات الرسمية لوزارة التربية والتعليم إلى أن عدد المعلمات المواطنات على مستوى مدارس وزارة التربية والتعليم وصل إلى (10580) معلمة من أصل (16289) معلمة من المواطنات والوافدات للعام الجامعي 2013/2014 أي أن نسبة المعلمات المواطنات 65% تقريباً من المجموع الكلي للمعلمات العاملات في مدارس الوزارة.

ظاهرة العزوف

وكشف الصغير عن بحث حالي يقوم بإعداده يتناول ظاهرة من أخطر الظواهر التي تواجه مهنة التعليم في الدولة وهي عزوف المواطنين الذكور عن مهنة التعليم من ناحية، وتسرب المعلمين الذكور من المدارس من ناحية أخرى، ومن ثم العمل على إيجاد حلول واقعية تساعد متخذي القرار في وزارة التربية والتعليم على اتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة التي تسهم في علاج هذه الظاهرة.

وأوضح الدكتور الصغير أن ظاهرة العزوف عن مهنة التعليم ظاهرة قديمة وليست وليدة السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى دراسة أجرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على آلاف الشباب العربي كشفت أن 70% من أفراد العينة أبدوا عدم تفكيرهم في الالتحاق بمعهد أو كلية ليصبحوا معلمين، مقابل 30% أجابوا بنعم، و81% من الذكور أجابوا بعدم التفكير مقابل 19% أجابوا بالايجاب، أما الإناث فقد أجاب منهن 58% بعدم التفكير مقابل 42% أجابوا بنعم.

معوقات تعليمية

وأشار إلى وجود معوقات تعليمية تتعلق بالعزوف عن هذه المهنة منها أن كثيراً من الطلبة لا يتعاملون باحترام مع المعلمين، وكثرة الأعمال اليومية والأعباء التي تثقل كاهل المعلم، وبذل المعلم جهوداً مضنية وشاقة مقارنة بالمهن الأخرى، وعدم وجود تشريعات تحمي المعلم في مهنة التعليم، وصعوبة تتبع وملاحظة إنجازات المعلم بشكل فوري في مهنة التعليم، وتغير أدوار المعلم بشكل مستمر يضيف أعباء متزايدة على المعلم في مهنة التعليم، وكثرة الصراعات والمشكلات بين المعلمين والاداريين في المدارس، والبيئة المدرسية محبطة وغير جاذبة وغير مشجعة على العمل، وعدم تقدير الادارة المدرسية وأولياء الأمور جهود وإنجازات المعلم.

حلول ومعالجات

واقترح الصغير مقترحات لعلاج ظاهرة العزوف عن مهنة التعليم، منها وضع خطة استراتيجية تستمر 10 سنوات تضطلع فيها وزارة التربية والتعليم بمسؤولية توطين التعليم في دولة الامارات، بحيث تزداد نسبة التوطين عاماً بعد عام من خلال اتخاذ إجراءات تعالج الجوانب المادية والمعنوية والعلمية، تأخذ في الاعتبار اعادة هيكلة رواتب المعلمين المواطنين في الإمارات المختلفة، وزيادتها بما يتماشى مع الارتفاع المطرد في تكاليف المعيشة وبما يتناسب مع حجم الأعمال التي يقوم بها المعلمون، ووضع خطة تشارك فيها وزارة التربية وأجهزة الاعلام والأجهزة الثقافية في المجتمع تهدف إلى تغيير الثقافة السائدة عن المعلم.

ووضع خطة طموحة للترقيات الوظيفة تلبي طموحات المعلمين في الترقي الوظيفي وربط ذلك بعلاوة مجزية، وعقد لقاءات تعريفية لطلبة الثانوية العامة، وتعريفهم بمزايا العمل في مهنة التعليم، وتوفير منح دراسية للملتحقين بكليات التربية أو الدبلومات التربوية لتشجيعهم على الالتحاق، ووضع خطة للتأمينات الاجتماعية والصحية التي توفر الاستقرار المالي والنفسي لأسرة المعلم المواطنين، وبناء شراكات استراتيجية بين وزارة التربية والتعليم والجامعات المحلية والعالمية الموجودة بالدولة، بهدف الوصول إلى تأهيل تربوي عالي المستوى للكوادر المواطنة.

جلسات اليوم الثاني

وكان المؤتمر قد حظي بحضور نخبة من خبراء التعليم حيث تناولوا مشكلات المعلمين والتي تركزت في ضرورة توفير آليات لحل مشكلة عزوف المواطنين والمواطنات عن الالتحاق بمهنة التعليم.

وناقشت جلسات اليوم الثاني قضايا ركزت على مشكلات المعلمين حيث جاءت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور علي الكعبي وكيل كلية التربية بجامعة الامارات، وتناولت واقع البحوث العلمية الحالية حول اعداد المعلمين وتطويرهم، وتحدث فيها كل من الدكتور دانيال كيرك رئيس برنامج مركز ابحاث التميز بكلية الامارات للتطوير التربوي، والدكتور أحمد حسين الصغير أستاذ التربية بجامعة الشارقة، والدكتور علي إبراهيم أستاذ التربية بجامعة الامارات، والدكتورة ناتاشا ريدج المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي، فيما جاءت الجلسة الثانية برئاسة فوزية حسن بن غريب وكيل الوزارة المساعد لقطاع العمليات التربوية بوزارة التربية والتعليم، والتي تناولت فيها وجهات نظر المعلمين.

اطلاق «المهندسون الصغار»

وحَّدت وزارة التربية والتعليم جهودها بالاشتراك مع الهيئة العامة للطيران المدني وآيرباص الشرق الأوسط لطرح ورش عمل لصناعة الروبوتات على مدى ثلاثة أيام، وشاركت الهيئة العامة للطيران المدني ممثلةً بليلى علي حارب المهيري، المدير العام المساعد لقطاع الاستراتيجية والشؤون الدولية، في رعاية الفعالية. وشارك نحو 80 طالباً من الصف الخامس والصف السادس من المدارس الحكومية في رأس الخيمة في ورش العمل التي تم تصميمها لإشراك الطلاب من خلال برنامج تفاعلي متخصص لتصنيع الروبوتات بهدف تشجيع مبادرات الإشراك والتدريب الموجهة للشباب على الصعيد الشعبي ودعم الاحتياجات المتزايدة للمواهب.

بما يشجع المواطنين على اختيار العمل في صناعة الطيران. وتركز ورش عمل المخترع الصغير المقدمة من آيرباص على تطوير المهارات التقنية ومهارات العمل في مجالي العلوم والتكنولوجيا. بحيث تُعرِّف الطلاب بالمكونات الأساسية، مثل أجهزة الاستشعار والمحركات، بما يمكنهم من استكشاف كيفية عمل الآلات على أرض الواقع. كما يتعلم الطلاب معنى أن يكونوا أعضاء في فريق يسعى للوصول إلى هدف مشترك باستخدام قدراتهم في الإبداع والتخيل لحل المشكلات مع الإشادة بإنجازاتهم.

ورشة عمل في أمن المعلومات

في إطار حفظ وتيرة تدفق المعلومات وانسيابية البيانات وتداولها بشكل سلس وآمن داخل القطاع التعليمي، نظمت وزارة التربية والتعليم، يوم أمس، في ديوانها بدبي، ورشة عمل متخصصة لقيادات الوزارة والمختصين فيها ومديري ومديرات إدارات المناطق التعليمية، وذلك بحضور مروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم، وعلي ميحد السويدي، وكيل الوزارة المساعد للتعليم الخاص، وأمل الكوس الوكيل المساعد للأنشطة والبيئة المدرسية.

وارتكزت الورشة حول أهمية حفظ خصوصية كل ما يتعلق بالأمن الإلكتروني، من أرقام وإحصاءات وبيانات، وأنشطة وفعاليات، وتحديد توقيت وأماكن ظهورها وطرحها، بشكل موثق ودقيق، يتجاوز أي خلط أو تداخل، أو استخدام قد يؤثر بالسلب في جهود الوزارة وتحقيق أهدافها، ولا سيما ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مروان الصوالح إن وزارة التربية تعد من أولى المؤسسات الحكومية التي تطبق مثل هذه الورشة المتخصصة التي تأتي تنفيذاً لما قضى به قرار مجلس الوزراء الموقر في شأن اللائحة التنظيمية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

السويدي: القيادة الرشيدة وفرت بنية تعليمية وتربوية مرموقة

 

قال الدكتور جمال السويدي مدير عام مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية في كلمته الختامية في مؤتمر التعليم والمعلم والتي ألقاها نيابة عنه أحمد الأستاذ مدير المؤتمرات بالمركز: إن المناقشات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر تدفعنا إلى الثقة بالمستقبل، بل تضاعِفُ من إيماننا وثقتنا بما سيقدمه المعلم إلى طلبته من العلم الغزير بأداء متميِّز، وبما سيترجمه الطالب من تميُّز وإبداع في العمل على أرض الواقع، وبخاصة بعد أن وفَّرت القيادة الرشيدة بنيةً تعليميةً وتربويةً مرموقةً قلَّما نجد مثلها في بلدان العالم المتقدم، إن لم تكن من أفضلها على الإطلاق.

وثمن السويدي جهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية؛ لرعايته الكريمة للمؤتمر، ولدعمه غير المحدود للمسيرة العلمية الرائدة في دولة الإمارات باتجاه بلوغِ مجتمع المعرفة الذي تنشدُه الرؤية الاستراتيجيَّة للإمارات 2021، وذلك للارتقاء بالوطن وصرحه العلميِّ إلى أعلى مصافِّ الدول الأكثر تقدماً ورفاهيةً ورقياً بالعالم في التقدّم العلمي والتنمية البشرية.

وقال إن المؤتمر تضمن أربع جلساتٍ كانت ثريَّة في النقاش والتفاعل والمشاركة، وأسهمت في بلورة العديد من الآراء والأفكار من خلال أوراق وبحوث علميَّة نوعيَّة، ورؤى استشرافية تشخيصية لمستقبل التعليم والمعلم؛ بهدف تطوير البِنَى الثقافيةِ والأساليبِ التعليمية المُتَّبَعَة إلى أخرى قادرة على استيعاب متطلبات القرن الحادي والعشرين في جميع مدارس الدولة.

أخبار الساعة

ومن جهة أخرى أكدت نشرة «أخبار الساعة» أنه لا تنمية حقيقية من دون تعليم عصري ومتطور وهذه هي الحقيقة التي آمنت بها الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منذ وقت مبكر وعملت وفقاً لها.

وتحت عنوان «التعليـم أساس التنمية» قالت إنها الحقيقة التي وقفت وراء تخصيص «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» مؤتمراً سنوياً حـول التعليم منذ عام 2010 وقد أكدتها بوضـوح فعاليات اليوم الأول من المؤتمر السنوي الخــامس للتعليم حيث أشار معالي المهندس حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم في كلمته التي ألقيت نيابة عنه في المؤتمر إلى الموقع المحوري للتعليم في مسيرة التنمية المستدامة وأن المعلمين هم قادة التطوير وأن قيادتنا الرشيدة تعطي التعليم أولوية كبرى في إطار الحرص على مواكبة المسيرة التعليمية لما تشهده الإمارات من تنمية شاملة ومستدامة.

Email