بعد إضافة مؤشر كتلة الجسم في شهاداتهم الدراسية

طلبة في الثانويات التطبيقية ينقصون أوزانهم 10 كغم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكن العديد من طلبة الثانويات التطبيقية ممن يعانون زيادة الوزن من تخفيض أوزانهم بشكل واضح، وسجلوا قصص نجاح متميزة، حيث تمكن بعضهم خلال العام الدراسي الحالي من خسارة أكثر من 10 كيلو غرامات، وذلك بعد التفاتهم بشكل أكبر لمشكلة زيادة الوزن، التي يعانونها، وذلك مع تطبيق معهد التكنولوجيا التطبيقية لمشروع " احتساب مؤشر كتلة الجسم "، وإضافة هذه القيمة في شهاداتهم بهدف لفت نظر الطالب وولي أمره، وتشجيعهم على التعاون مع المدرسة لعلاج هذه المشكلة الصحية، قبل تفاقمها.

4 فئات

وتم هذا العام تطبيق المشروع على 4572 طالباً وطالبة بالثانويات التطبيقية على مستوى الدولة، بحيث يتم تطبيق برنامج تثقيفي توعوي على الجانبين الغذائي والصحي للطلبة، بناء على احتساب مؤشر كتلة الجسم للطالب من بداية العام، وتصنيفه طبقاً لأربع فئات.

حيث تمثل الفئة البرتقالية الطلبة الذين يعانون الهزال الجسمي، ويلزمهم اتباع نظام غذائي معين، وممارسة الرياضة، لتنمية وتقوية عضلاتهم، أما الفئة الخضراء فتمثل الأفراد الذين يتمتعون بالصحة الجيدة، وعليهم الاستمرار في نظامهم الغذائي، ومن ثم الفئة الصفراء والمعنية بالطلبة الذين يعانون زيادة في الوزن، ويلزمهم نظام غذائي وأنشطة رياضية لحرق الدهون، بينما تأتي الفئة الحمراء لتدل على الطلبة الذين يعانون السمنة، ويلزمهم نظام غذائي ورياضة لحمايتهم من أية مشكلات صحية مستقبلاً.

ثقافة أسرة

من جانبه أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية، أن تطبيق مشروع "مؤشر كتلة الجسم" للعام الثالث على التوالي على مستوى المدارس الثانوية التطبيقية، ترك آثاراً إيجابية كبيرة على الطلبة، حيث خلق لديهم ولدى أولياء أمورهم وعياً أكبر بالثقافة الصحية، لأن إضافة كتلة جسم كل طالب في شهادته، لفتت نظر ولي الأمر لوجود مشكلة لدى ابنه، الذي يعاني زيادة وزن أو سمنة، كما أنها أصبحت محط مناقشة بين الطلبة، الذين أصبحوا يتنافسون في ما بينهم للوصول للوزن المثالي.

أفراد منتجون

مشيراً إلى أن توجه معهد التكنولوجيا لتطبيق هذا المشروع، وربطه بمشروع "حياتي صحتي" لتوعية الطلبة مبكراً بطرق الحفاظ على صحتهم وسلامتهم البدنية، كان لقناعة راسخة بأهمية عامل الصحة وتأثيره في التحصيل الأكاديمي للطالب وكذلك في مستقبلة الوظيفي، ومدى أن يكون إضافة ومنتجاً في مجتمعه، وليس عبئاً عليه، منوهاً بكم البرامج والمبادرات التي تطبق في الثانويات التطبيقية لدعم الوعي الصحي، ومنها برنامج البيارق، الذي يهتم بالتربية البدنية والشخصية للطالب، وهناك برنامج "سبت "، الذي تكون فيه المدارس الثانوية مفتوحة للطلبة للحضور، وممارسة أنشطتهم الرياضية، إلى جانب الأكاديمية، كذلك المهرجانات والمعسكرات والأنشطة المطبقة على مدار العام وخلال الإجازات الفصلية.

وذكر د.الشامسي أن الطالب عليه أن يمارس الرياضة بشكل يومي، وليس فقط من خلال وجوده في المدرسة، لأن الهدف من هذه المبادرة جعل الرياضة سلوكاً يومياً وأسلوب حياة.

تغير حياة

وذكر الطالب سعيد الزعابي بالصف التاسع أنه التحق هذا العام بالثانويات التطبيقية، ورغم معرفته المسبقة بأن لديه مشكلة الوزن الزائد فإن تسجيلها في شهادته جعله يقف عند هذه المشكلة ويصر على تحدي ذاته وحلها، ليتمتع بالوزن المثالي كزملائه، مشيراً إلى أن وزنه كان 100 كغم، وأنه كان ضمن فئة زيادة الوزن التي تصل لحد السمنة، ما يشير إلى احتمال التعرض لمشكلات صحية مستقبلاً، وأنه تمكن خلال الفصل الأول من تخفيض وزنه 6 كغم، ليصبح 94 كيلو غراماً، خلال الفصل الأول، ولا يزال يبذل جهوده في حصة الرياضة ويوم السبت وتنظيم غذائه لتخفيف وزنه، مشيراً إلى أنه يمارس الرياضة في المنزل أيضاً، من خلال أجهزة خاصة كانت متوفرة من قبل ولكن لم يكن يفكر في استخدامها.

وأشار إلى تغير نمط حياته بشكل واضح، حيث بدأ يعالج أسباب زيادة وزنه، التي نتجت عن الكسل وقلة الحركة وألعاب الفيديو الإلكترونية، فاليوم هو حريص على الحركة واستخدام السلم، بدلاً من المصعد والحركة الدائمة في المدرسة.

11 كيلو غراماً

أما الطالب محمد سالم الحوسني بالصف الثاني عشر فذكر أنه التحق بالمشروع الصحي الخاص بتعديل كتلة الجسم من العام الماضي، وأن وزنه كان (100) كغم، وأصبح الآن 89 كغم، وسوف ينتقل من المنطقة الحمراء، التي تشير إلى وجود سمنة إلى المنطقة الأقل الصفراء، التي تتحدث عن زيادة وزن فقط، وهو يعمل بشكل جاد ليصل للوزن المثالي، وهو ما يقارب 75 كغم، مشيراً إلى أنه يعرف بأن لديه مشكلة سمنة ولم يفكر مسبقاً في حلها، ولكنه الآن مهتم بمعالجتها حتى لا يتعرض لمشكلات صحية.

بعد السكن

كما أشار الطالب الحوسني إلى أنه في آخر سنة بالثانوية العامة، ويستعد لدخول الجامعة، وأصبح لديه اهتمام أكثر بمظهره من أجل الدراسة والمستقبل الوظيفي، الذي ينتظره، كما أنه يحظى باهتمام كبير من أهله، وخاصة والدته، التي تتابعه غذائياً ورياضياً، منوهاً بأنه لم يكن يتمكن العام الماضي من الحضور أيام السبت لممارسة الرياضة بسبب بعد منزله عن مقر المدرسة، حيث يسكن في الباهية ولكن هذا العام لتوفر السيارة معه أصبح أكثر التزاماً بالبرنامج الصحي.

النحافة والسمنة

من جانبه أوضح علاء تطاونة مدرس التربية الصحية والبدنية بالثانويات التكنولوجية بأبوظبي أن "احتساب مؤشر كتلة الجسم " للطلبة، أسهم في تغيير نمط حياة العديد من الطلبة وهناك الكثير من قصص النجاح التي سجلوها، خاصة أنه يتم التواصل الفوري مع أولياء الأمور والتنسيق معهم لعلاج مشكلات أبنائهم سواء سمنة أو زيادة وزن أو نحافة، منوهاً بأن النحافة ليست مشكلة بالنسبة للطلبة لأنهم في مرحلة نمو وغالبيتهم يتحسن وزنهم خلال سنوات الدراسة بشكل طبيعي.

وأوضح أنهم على مستوى مقر الثانويات التطبيقية بمدينة محمد بن زايد، وجدوا هذا العام 218 طالباً يعانون مشكلات تتنوع بين زيادة وزن وسمنة ونحافة، وأن 83 منهم التزموا بالبرنامج الصحي المطبق بالمدرسة لمساعدتهم على تخفيض أوزانهم، وذلك من خلال إعطائهم تمارين خاصة، خلال حصة الرياضة التي تعقد أسبوعياً بواقع ساعة ونصف، إضافة إلى وجود معلمي التربية البدينة والصحية يوم السبت لتدريب هؤلاء الطلبة، وكذلك تقديم التوعية الصحية والغذائية والنشرات التثقيفية لهم بشكل مستمر.

 

تحصيل أكاديمي

قال علاء تطاونة، أن بقية الطلبة، الذين لم يلتزموا بالبرنامج التدريبي بالمعهد، قد التزم البعض منهم ببرامج خاصة لصعوبة حضورهم يوم السبت للتدريب، لبعد منازلهم، ويستفيدون من الاستشارات التي تقدم لهم في حصص الرياضة، منوهاً في ملاحظته بأن فكرة المظهر الخارجي أصحبت مهمة لدى العديد من الطلبة، خاصة أنهم مقبلون على تعليم جامعي، إضافة لاهتمام أولياء الأمور أكثر بأبنائهم، أيضاً أن بعض الطلبة المتفوقين في مرحلة 12 تحول ضغوطهم الدراسية، وحرصهم على التحصيل العلمي دون التزامهم الدائم بالتدريب.

Email