خطبة الجمعة تدعو إلى العمل الشريف والسعي في طلب الرزق والعيش الكريم

خطبة الجمعة تدعو إلى العمل الشريف والسعي في طلب الرزق والعيش الكريم

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت خطبة الجمعة أمس إلى العمل والعيش الكريم وكفاية النفس عن سؤال الناس، وذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوصي بالعمل فيقول صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس» .

والعمل عزة وكرامة وشرف عظيم، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على السعي في طلب الرزق فقال عز وجل (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)

وأكدت على أن الإسلام يقدر الأيدي العاملة ويحض على العمل الشريف مهما كان بسيطا فعن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :« ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده» وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب؟ قال :« عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور ».

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال :« أما في بيتك شيء ؟». قال: بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء. قال :« ائتني بهما ». فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال :« من يشتري هذين ؟». قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال :« من يزيد على درهم ».

مرتين أو ثلاثا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين. فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال :« اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فأتني به ». فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له :« اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ». فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع».

واستعرضت الخطبة صورا كثيرة للعمل منها الغرس والزراعة واستثمار الأرض واستخراج الأقوات منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة» ومنها الوظيفة والصناعة والتجارة، ومن المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعمل بالتجارة، فعن السائب بن أبي السائب رضي الله عنه : أنه كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يثنون علي ويذكروني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أنا أعلمكم به ». قلت: صدقت بأبي أنت وأمي، كنت شريكي، فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري.

وأشارت الخطبة إلى أن العمل يحقق للإنسان ذاته ويكسبه احترام الآخرين، ويشغل الفراغ، ويحمي النفس من أمراض البطالة والكسل، فعن عروة بن الزبير أنه سئل: ما شر شيء في العالم؟ فقال: البطالة.

وقد نصح لقمان الحكيم ابنه قائلا: يا بني استعن بالكسب الحلال، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من ذلك استخفاف الناس.

إن العمل أساس تقدم المجتمعات ورفعتها، فالدول المتقدمة لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العلم والعمل، وإن البناء الحضاري يبدأ من معرفة الدور الايجابي للعمل والحرص عليه، فعلينا أن نستثمر المواهب والقدرات في التنمية والبناء عن طريق العمل.

أبو ظبي ـ «البيان»

Email