عرض النسخة المرمّمة لفيلم «الفهد» بحضور سكورسيزي وديلون وكاردينالي

«كلاسيكيات كان» يحتفي بأساتذة الفن السابع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الأعمال العظيمة لا تشيخ أبداً، هذا ما يؤكده الواقع وهو ما تحاول المهرجانات العالمية وفي مقدّمها مهرجان «كان» السينمائي الدولي تأكيده عبر برامج الاستعادة وصار برنامج «كلاسيكيات كان»، الذي أسس في دورة العام 2004 واحداً من المحطات المهمة لاستعادة كبريات الأعمال السينمائية العالمية، ويحفل برنامج هذه السنة بعدد من العناوين الهامة من بينها «الفهد» للمخرج الإيطالي الكبير لوكينو فيسكونتي و«تريستانا» للويس بونويل و«إنقاذ بودّو من الغرق» لجان رينوار و«طبل الصفيح» لفولكر شلندروف و«سايكو» لآلفريد هيتشكوك» و«نهر إسمه تيتاش» للمخرج الهندي الرائع والراحل ريتويك غاتاك.

«الفهد»، بطولة بيرت لانكستر وآلان ديلون وكلوديا كاردينالي، رُمّم من قبل سينماتيك مدينة بولونيا الإيطالية بالتعاون مع مؤسسة «فيلم فاونديشن» التي يترأسها المخرج الأميركي الكبير مارتين سكورسيزي، وتتعاون المؤسستان سنوياً على ترميم أكثر من عمل وقد سبق وأن رمّما قبل ثلاث سنين فيلم «ناس الغناوة» للمخرج المغربي أحمد المعنوني وساهمت شركة غوتشي في تحمّل تكاليف الترميم بمبلغ مليون ونصف دولار خُصّص 900 ألف منها لترميم رائعة فيسكونتي.

فيما سيكون العمل الكلاسيكي المقبل الذي سيخضع للترميم اللاحق هو فيلم «لا دولتشي فيتا» للمخرج الإيطالي الكبير فيديريكو فيلليني حيث سيُعرض في الدورة المقبلة لمهرجان روما السينمائي الدولي في نوفمبر المقبل وذلك بالتزامن مع الذكرى الخمسين لعرضه الأول، وأثنى سكورسيزي على الجهد الذي يبذله سينماتيك بولونيا برئاسة جوزيبي بيرتولوتشي وادارة جانلوكا فارينيللي.

وعلى إسهام شركة غوتشي في تمويل عمليات الترميم وقال «تستحق منّا شركة غوتشي الثناء العميق لالتزامها المتواصل في ترميم أفلام مثل «الفهد» و«لا دولتشي فيتا» وأضاف «إن التأثير الذي تركه مخرجون مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيلليني على السينما العالمية كبير للغاية، وهذان الفيلمان (الفهد ولا دولتشي فيتا، إنما يحتفظان ببهائهما اليوم بالضبط كما كانا يوم عرضهما الأول).

واعتبرت مديرة المشاريع في غوتشي فريدا جانّيني إسهام مؤسستها في هذه المشروع «أمراً طبيعياً للغاية وذلك بسبب الآصرة القديمة التي ربطت غوتشي بعالم السينما منذ أربعينات القرن الماضي، لذا فنحن فخورون بإسهامنا في مشروع سكورسيزي وإنجازه المتواصل في إبقاء جذوة أعمال خالدة متوهّجة ومتّقدة» وختمت قولها أنه «بفضل الحفاظ على ميراث مخرجين ذوي بصيرة مثل فسكونتي وفيلّيني سيكون بإمكاننا شحذ ذائقة وإبداع أجيال عديدة من الشبيبة والمستقبل».

وقد حضر حفل تقديم «الفهد» في صالة ديبوسي في «كان» بطلي الفيلم كلوديا كاردينالي وآلان ديلون إضافة إلى مارتين سكورسيزي وعلى غير عادة مهرجان «كان» فقد تعطّل حفل التقديم ما يربو على 45 دقيقة بانتظار وصول سكورسيزي الذي حالت زحمة السير والمواصلات في المدينة دون وصوله في الموعد المحدد، وتزامن عرض «الفهد» أيضاً مع الذكرى السابعة والأربعين لفوز الفيلم بسعفة كان الذهبية في الدورة السادسة عشرة التي أقيمت في عام 1963 ومع الذكرى السنوية الخمسين بعد المئة للوحدة الإيطالية.

ويتميز عرض «الفهد» للوكينو فيسكونتي في دورة هذه السنة بأهمية استثنائية كون النسخة المعروضة انتهى ترميمها قبل أيام قليلة وهي النسخة الأكثر اكتمالا على الإطلاق وبطول ثلاث ساعات وخمس دقائق وتدور أحداث الفيلم عند بواكير الوحدة الإيطالية، فلدى نزول جوزيبي غاريبالدي على رأس جيشه المُلقب بـ «كتيبة الألف ذوي القمصان الحمراء» على شواطئ جزيرة صقلية قبل مائة وخمسين سنة كانت عائلة الأمير الأرستقراطي دون فابريزيو سالينا (برت لانكستر) تقيم في منزلها الريفي في قرية دونا فوغاتا.

فيمت كتن حفيده المفضل تانكريدي (آلان ديلون) يقضي وقته بمغازلة ابنة عمّه كونتشيتا، تطلب كونتشيتا من الراهب بيروني بوصفه خوري قرية دونافوغاتا والمستشار الديني لعائلة سالينا، أن يستطلع ما إذا كان الأمير سيوافق على زواج ابنته منه، فيوُاجه الطلب بالرفض المطلق. تزداد الأمور تعقيداً عندما يقع تانكريدي في حب آنجيليكا (كلوديا كاردينالي) ابنة عمدة البلدة كالوجيرو سيدارا، وهو رجل بدين وثري ويشاع بأن ثراءه يوازي ثراء الأمير سالينا نفسه وحين تنقلب الأوضاع السياسية يحاول الأمير الانسجام مع المتغيّرات فيصوّت لصالح الوحدة الإيطالية وضد سيادة سلالة «البوربون».

وفيما كان تانكريدي يلتحق بالجيش ويعمل ضابطاً كتب رسالة إلى عمّه طلب إليه الزواج بآنجيليكا سيدارا، فيطلب الأمير يد الفتاة من والدها ويعود تانكريدي إلى البلدة ليقضي أياماً مع حبيبته قبل الزواج. في هذه الأثناء تطلب الحكومة المركزية من الأمير قبول منصب في مجلس الشيوخ إلا أن الأمير يرفض هذا العرض مبرراً أنه «ينتمي إلى جيل حزين ما عاد قادراً على التوفيق بين التقاليد والحداثة، وعليه فإنه لن يكون مرتاحا في هذا المنصب».

رفض الأمير عضوية مجلس الشيوخ يؤذن بنهاية مرحلة تاريخية واجتماعية في التاريخ الإيطالي ويعلن أيضاً أفول موسم الارستقراطية والإقطاع والذي يشهد نهاياته فيما بعد الحرب العالمية الثانية بثورة الفلاحين وسيطرتهم على الأراضي الزراعية في صقلية وفي مقاطعة كلابريا، ومن أجل حفل زفاف حفيده يقيم الأمير حفلاً ضخماً يدعو إليه علية أبناء الطبقة الارستقراطية الصقلية، وفيه يشعر الأمير بأنه لم يعد في موقعه الطبيعي وأنه بات ينتمي إلى جيل على وشك الاندثار، انجيليكا، بجمالها الأخّاذ تذكّره بعشيقاته السابقات.

وحين يغادر الحفل لينزوي لوحده يصل خبر فرار أربعة جنود من جيش فيكتور عمّانويل ومحاولتهم بالتحاق بجيش غاريبالدي ويسري أيضاً نبأ القبض عليهم وحكمهم فيتوجّه الأمير إلى الشاطئ ويسمع دوي الرصاصات التي تغتال الجنود الأربعة وتهشّم سكون الليل وتتيح له، كممثل للطبقة الارستقراطية المحتضرة أن يكون شاهداً على اغتيال قيم المثالية والحرية.

الفلاح المصري الفصيح

يعرض الفيلم المصري القصير «شكاوى الفلاح الفصيح» (20 دقيقة) الذي أخرجه الراحل شادي عبد السلام عام 1970 ضمن برنامج «كلاسيكيات كان» الذي يعرض 14 فيلما روائيا طويلا وأربعة أفلام وثائقية طويلة إلى جانب فيلمين، ومن الروائع التي تم ترميم نسخها القديمة وستعرض ضمن هذا البرنامج فيلم «بوردو ينقذ من الغرق» لجان رينوار (1932) وهو أحد الكلاسيكيات الشهيرة، و(الملكة الافريقية) (1951) لجون هيوستون، و«تريستانا» (1970) للعبقري الاسباني لوي بونويل، كما يعرض أيضا فيلم «سايكو» الشهير لهيتشكوك من عام 1960.

أفلام وأرقام

الأفلام الطويلة ال94 في مهرجان كان (56 من أوروبا، 20 من أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية، و14 من آسيا)، أما الأفلام القصيرة ال63 فمقسمة كالتالي (40 من أوروبا، 12 من أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية، 3 من آسيا، 2 من أستراليا وفيلم واحد من افريقيا السوداء)

كان - عرفان رشيد

Email