جواهر القاسمي تدعو لتكريس الجهود لحماية الأطفال

أكدت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على صعوبة قضية التحرش الجنسي للأطفال نظرا لفظاعتها وشراستها وعدم انسانيتها واعتبرتها قضية تؤرق المجتمع الاماراتي.

وأوضحت أهمية تكريس الجهود لحماية الطفل من الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي والعاطفي وكافة انواع الإيذاء الذي يتعرض لها الأطفال اليوم، داعية الى الله عز وجل لحماية اولادنا واطفالنا من مثل هذه الحوادث وأن يمد المسؤولين الذين يعالجونها بالقوة والنجاح للسيطرة عليها.

وجاء تصريح الشيخة جواهر القاسمي بمناسبة انعقاد فعاليات الملتقى الأسري السنوي العاشر الذي تنظمه إدارة مراكز التنمية الأسرية أحد مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تحت شعار «برائتي أمانة فاحفظوها من الخيانة» في الفترة من 3 إلى 6 من الشهر الجاري والتي احتوت وقائع جلساتها الاولى لسرد الكثير من الوقائع والحالات التي تناولتها المشاركات وحدثت في الفترة الاخيرة بالدولة.

ورأت الشيخة جواهر القاسمي بأن هذه الظاهرة دخيلة على مجتمع الامارات بسبب الانفتاح الذي شهدته المنطقة أخيرا خاصة تزايد العمالة الوافدة التي أصبحت عاملا سلبيا .

وقالت الشيخة جواهر القاسمي في مداخلتها:« اننا نسمع ونقرأ يوميا عن كوننا دولة متحضرة متطورة نملك العمارات الشاهقة والأبراج ولكننا للأسف نفتقد لجزء هام في ثقافتنا وهو كيف نربي ونحافظ على أبنائنا. فالحضارة ليست فقط في البناء الاسمنتي بل في كيفية حماية أطفالنا والحفاظ عليهم وكيفية تربيتهم بحيث يعرفون حقوقهم وواجباتهم وكيفية حماية أنفسهم بل وكيفية ابعاد الأذى عنهم».

واضافت :« قبل سنوات كنا نعيش بركة الأسرة الممتدة واليوم أسرنا كبيرة ولكنها للأسف تضم الأب والأم والأبناء والخدم والطباخ والسائق وهم للأسف يجولون في بيوتنا وينتهكون حرمتها وكوني قريبة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يجعلني أشعر وألمس عمق حزنه حين يرى هذه التجاوزات والانتهاكات التي تحصل هنا وهناك ورغبته في إصدار قانون يمنع انتهاك الخدم والسائق والطباخ لحرمة البيوت وأن يكون لهم باب منفصل يدخلون ويخرجون منه وان يكون أمرا تنفيذيا ».

وأضافت :« ان البعض ينظر الى مثل هذه الاجراءات لمنع انتهاك الخدم لحرمة البيوت بنوع من السلبية والتدخل في الخصوصيات فحين أصدر قرار الاحتشام واجه الكثير من الرفض والاعتراض باعتبار الأمر حرية شخصية رغم أنه يفعل هذا لمصلحة المجتمع وعلينا جميعا أن نتعاون معا عوضا عن الاعتراض والرفض بأن نأخذ موضوع عزل الخدم في أماكن مخصصة لها مداخل وتحجيم دخولهم الى داخل المنازل كما هو حاليا» .

وقالت :«فقبل فترة صدر قانون بمداهمة الشرطة للمساكن العشوائية والقديمة وألقوا القبض على مخالفين وممارسين للدعارة والسكن المختلط وسمعنا من يقول: شرطة الشارقة تنتهك حرمة البيوت وتدق كل باب في الشارقة».

وتابعت :« فنحن نسعى للحفاظ على الأمان في دولتنا وأبنائنا لقد تأثرت بعبارة أننا نحافظ على مجوهراتنا ونضعها في صناديق موصدة ولا نحافظ على أطفالنا رغم انهم ثروتنا الحقيقية والأغلبية تحافظ على المال وتهمل الأبناء».

ورأت الشيخة جواهر القاسمي بأن العنف لا يقتصر فقط على الاعتداءات الجسنية بل هناك انتهاكات من نوع آخر سببها الاهمال أو اللامسؤولية من قبل الكبار تجاه الاطفال،وقالت: «لقد لفت نظري قبل فترة سائق سيارة على طريق المطار يقود سيارته بسرعة كبيرة وطفلته تخرج نصف جسدها من فتحة السقف في السيارة وأي حركة بسيطة يمكن أن تؤدي لوفاتها لذا سوف نطلب باصدار قانون يلزم كل سائق معه طفل بوضع كرسي للأطفال في السيارة ».

واعلنت في هذا السياق تبرعها الشخصي بمئة كرسي للأطفال لمركز رعاية الأمومة والطفولة بالشارقة، وقالت:«ولابد وأن تتعاون مراكز الأمومة والطفولة مع القيادة العامة للشرطة من أجل مصلحة الأبناء كذلك ادعو ادارات المجلس الاعلى لشؤون الاسرة بتنظيم حملة توعوية عن أهمية وجود هذا الكرسي في السيارة التي يكون فيها طفلا».

وكانت فعاليات الملتقى قد تواصلت صباح أمس حيث شهد الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية والأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بالشارقة فعاليات اليوم الثاني للملتقى الذي يعد ضمن حملة الإستثمار الأغلى التي يتبناه المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

حضر الملتقى عدد من الشيوخ ورؤساء المؤسسات الحكومية بالإمارة حيث بدأت فعاليات الملتقى بطرح أوراق العمل التي تناقش موضوع الملتقى، و قام الدكتور عمر المديفر من المملكة العربية السعودية بطرح ورقة عمل تحت عنوان « تحديات في مستقبل الطفولة» متناولا من خلالها موضوع التحرش الجنسي بأنواعه وأعماره وتصنيفاته و تطرق إلى أهم وسائل التوعية الواجب اتخاذها.

وقام الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق من القيادة العامة لشرطة دبي بطرح ورقة عمل «قضايا التحرش بالأطفال بين الردع والتوعية» متناولا من خلالها الإجراءات القانونية التي تعمل بها الشرطة في مثل هذه الحالات، بالإضافة إلى طرح أوجه العلاج والتوعية وسرد بعض القضايا من الواقع. وفي ختام الحدث قام راشد المنصوري القائم على إدارة الحوار بفتح المجال للجمهور بطرح استفساراتهم حول موضوع الملتقى وترك المجال للقائمين على طرح أوراق العمل للإجابة عليها .

«وام »