أبريل شهر الأجواء المتقلبة والخادعة

أسراب الفراش تنتشر في المنطقة الشرقية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشر في الفترة الأخيرة بشكل لم يشاهد من قبل ظهور الفراشات بصورة جميلة ومفلتة على غير العادة، رغم أن المطر لم يهطل هذا الشتاء بشكل كاف، والتي من المعروف بأن هذه الحالات نادرة ما تحدث، إذا ما تم مقارنتها بمعدلات انتشار الجراد والذباب في السنوات الماضية. مع العلم أن المناخ الحار والجاف وقلة المساحات الخضراء قد تكون سببا كبيرا في ذلك.

ويلاحظ وجودها بكثرة في المناطق المزروعة على جنبات الشوارع والمساحات الخضراء الجبلية الشاسعة والمنتشرة في عدة مناطق من الساحل الشرقي. ومن الأنواع الشائعة في المنطقة الفراشة البيضاء الصغيرة، تلك التي تتكاثر طوال السنة، ولها عدة أجيال وتكثر حول المناطق المفتوحة وتتغذى على النباتات المزهرة التي تظهر في الربيع.

وتفسيرا لهذه الظاهرة يتضح بأن الأمطار في هذه السنة أتت في بداية الموسم ليدخل معها الدفء وهو أساس الربيع، الذي يشهد معه نمو النباتات وفق درجات حرارة مناسبة معتدلة. حيث ان هطول الأمطار عامل جذب للعديد من أنواع الفراشات التي تتناسل مع بعضها البعض، وتقتات بالعشب المتوفر الذي يزدهر في هذا الوقت.

ويعتقد الكثيرون أن الإمارات بجوها الصحراوي والجبلي وطبيعتها القاسية قد لا تتمتع بفصل الربيع كما تتمتع به دول أخرى تقع على ذات المسافة من خط الاستواء، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك ففصل الربيع يكون قصيرا وحارا نوعا ما ويزدهر بنمو العديد من الأعشاب والنباتات.

ويذكر كبار السن بالمنطقة الشرقية أنه تمر على معظم دول الخليج بما فيها الإمارات خلال فصل الربيع ما يعرف باسم موسم السرايات، ويحدث ذلك في الفترة ما بين منتصف شهر مارس ونهاية شهر مايو، ويتسم الجو حينها بتقلبات مناخية غير مستقرة تمهيدا لتحول الطقس الربيعي الدافئ إلى حرارة الصيف اللاسعة.

والسرايات: هي عبارة عن تغير مفاجئ بالطقس، وذلك بسبب مرور منخفض جوي ومرتفع بسرعة فائقة، وتتميز فترة السرايات بالتكونات السريعة للغيوم الركامية خلال فترة تتراوح ما بين نصف ساعة وساعة وتهطل بعدها الأمطار الرعدية الغزيرة جدا خلال فترة قصيرة وتصاحبها رياح عنيفة لا تستقر في اتجاه معين مع تقلبات مفاجئة، وبعد فترة السرايات تهدأ الرياح وترتفع درجة الحرارة بشكل ملحوظ حتى نهاية شهر مايو عندما يدخل موسم البوارح، وتتمثل خطورة السريات في سرعة الرياح والأمطار والغبار وهي تأتي بصورة مفاجئة.

وأرجع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بأبوظبي بأن هذه الفترة من السنة وبالتحديد شهر أبريل يعتبر أحد شهور الفترة الانتقالية، والتي تعتبر من أكثر المواسم خلخلة في الطقس لوقوعه في الفترة الحرجة ما بين فصلي الشتاء والصيف الحار، والذي يمتد إلى شهر مايو، وذلك بسبب بدء الحركة الظاهرية للشمس نحو شمال خط الاستواء في النصف الكرة الشمالي، حيث يتراجع المرتفع الجوي السيبيري إلى الشمال بعيدا عن المنطقة، وتتولد منخفضات حرارية فوق وسط السعودية والتي يمتد تأثيرها نحو الدولة مؤديا إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة وتضاعف ساعات النهار.

بالإضافة إلى مرور منخفضات جوية سريعة في طبقات الجو العليا عبر منطقة حوض المتوسط والخليج العربي، الأمر الذي يؤدي بمقتضاه إلى سلسلة من حالات عدم الاستقرار في الطقس ونعيش خلالها تقلبات جوية واضطرابات متذبذبة في الطقس بين فترة وأخرى، حيث تتبدل الأجواء وترتفع درجات الحرارة في بعض الأيام وتنخفض في أيام أخرى.

وطبقاً لتحليلات المعطيات المناخية الرقمية فإنها تشير إلى أن أشد التقلبات الجوية وأكثرها تكراراً تحدث في فصل الربيع من كل عام وغالباً في شهر أبريل. وقد أشار المركز بأن المنطقة سوف تتأثر بحالات متكررة من عدم الاستقرار الجوي الضعيفة بوجه عام ليكون الطقس غائما جزئيا إلى غائم من حين إلى آخر للفترة القادمة، اعتبارا من يوم غد مع بدأ فرص سقوط الأمطار الخفيفة خاصة يوم الأربعاء والخميس القادم على المناطق الغربية وبعض المناطق الداخلية.

وأوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية بأن الدراسات الإحصائية المناخية، تشير إلى زيادة درجات الحرارة في الشهر الجاري بمعدل 4 إلى 6 درجات عن شهر مارس الماضي. كما أن فترات الضباب تكون غير ثابتة ويتكرر معدل حدوثه في النصف الأول ما بين مرتين وأربع، فيما يقل أو يندر حدوثه في النصف الثاني من الشهر. كذلك فإن احتمالية تكون السحب وارد في النصف الأول من أبريل، ويكون نسبيا وبشكل محدود في النصف الأخير منه.

لافتا إلى أن التغيرات في أنظمة الضغوط الجوية الإقليمية التي تطرأ في المنطقة يمكن أن تؤثر على أجواء الدولة بين فترة وأخرى تبعا لحركة الرياح وتوزيعات الضغط الجوي في المنطقة، والتي قد تُحدث بعض الاستثناءات. مشيرا إلى أن الأجواء المغبرة التي أثرت على البلاد في الأيام القليلة الماضية كانت بفعل الرياح النشطة، والتي فقط عبارة عن إثارة للأتربة والغبار في المناطق المكشوفة، صاحبها انخفاض في درجات الحرارة على مناطق متفرقة من الدولة يومي السبت والأحد الماضيين.

وتذكر الإحصائيات السابقة بأن متوسط درجات الحرارة العظمى لشهر أبريل يبلغ 33 - 35 درجة مئوية على السواحل، و37 - 39 درجة مئوية على المناطق الداخلية، بينما يبلغ متوسط الحرارة الصغرى 20 - 24 درجة مئوية على السواحل، ومن 18 - 21 درجة مئوية على المناطق الداخلية.

والجدير بالذكر بأن الفراشات أنواع وأشكال وألوان وتعيش في كل أنحاء العالم وببيئات متنوعة التي منها على سبيل المثال: الغابات والحقول وسفوح الجبال والمناطق الباردة والمعتدلة والصحاري الحارة. ويهاجر كثير من الفراشات لمسافات طويلة لقضاء الشتاء في المناطق الدافئة، إلا أنها لا تقوم مثل الطيور برحلات موسمية منتظمة وذات اتجاه معروف. ويوجد نحو 000. 20 نوع من الفراشات، أكبرها فراشة جناح طائر الملكة ألكسندرا، التي تعيش في بابوا غينيا الجديدة، ويبلغ طول جناحيها 28سم.

ومن أصغر الفراشات، الفراشة القزمة الزرقاء الغربية التي تعيش في قارة أميركا الشمالية، ويبلغ مدى جناحيها ما يقرب من سنتيمتر واحد. وتتلون الفراشات بكل ما يمكن تخيله من الألوان. وتتغذى بالبرسيم في مرحلة اليرقة، وتمتص الفراشات التامة النمو الرحيق من أزهار النبات نفسه.

وتشهد الدولة سنويا «واردات» جديدة من الفراشات، ما يؤكد وجود فصائل منها يجرى تسجيلها حاليا، والتي يتزايد عددها مع اتساع حجم الغطاء النباتي وحركة النقل بشكل غير مقصود من أماكن أخرى من العالم.

تقرير ـ ناهد مبارك

Email