حديث الروح

حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا

وهو مُحْتضرُ

لا برق يخطف عينيه

ولا مطر

وأنت.. لا أسألُ التاريخ

عن هرمٍ

في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر

عن الذي كان عصرا شامخا

ويداً تشد عصرا اليها

وهو ينحدر

يمر غيرك

بعض العابرين

على بطونهم

يثقلون الأرض إن عبروا

كمثل من أبصرت عيناك

ثم نأت عيناك عنهم

فلا غابوا.. ولا حضروا

وبعضهم أنت تدري

ان شعرك لو لم يلق ضوءاً

على أيامهم غبروا

وليس ينقص فيك الجهد والسهر

وإنما تنقص الاعمار

في وطن يغتاله القهر،

أو يغتاله الخطر

وقلت..

والشاهدان ، اللّيل والسفر

وشعلة في مدار الكون تستعر

هذي الطيور

التي احمرت مخالبها

فوق الصخور لنا

ولتستح الحفر

محمد الفيتوري (شاعر سوداني معاصر) من قصيدة «المتنبي»

Email