تذكرة

الحياة الإنسانية قائمة على الاقتصاد في المعيشة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن القصد في المعيشة من الأمور التي أولتها الشريعة كامل الاهتمام وأفردت لها حيزا كبيراً من عنايتها، ولعل الأحاديث التي وردت في هذا الباب تزيد على كل ما جاء في الأبواب الأخرى، ومن جملة الأسباب أن استمرارية الحياة الإنسانية قائمة على الاقتصاد في المعيشة وفي كل شيء، فعن أيوب بن حر قال: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله الحسن بن علي بلغني أن الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب فقال أبوعبد الله: لا بل هو الكسب كله، ومن الدين التدبير في المعيشة. ووسطية الشريعة بين التكالب على الأكل والشرب والانقطاع عن الغذاء حيث قال تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا» (الأعراف: 31).

وقال علي رضي الله عنه عليكم بالقصد في المطاعم فإنه، ابعد عن السرف، وأصح للبدن، وأعون على العبادة . ووسطية الإسلام في اللباس بين ما يوجب شهرة بالجودة وشهرة بالرذالة (فالمتقون فيها)الدنيا(هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد) (نهج البلاغة خطبة 193) أي أنهم لا يلبسون ما يلحقهم بدرجة المترفين ولا ما يلحقهم بأهل الخسة والدناءة أو يصير سبباً لشهرتهم بالزهد كما هو دأب اغلب المتصوفة.

وسطية في العلاقات الإنسانية، بين التصلب والليونة، لا تكن لينا فتعصر ولا يابساً فتكسر، بين الحب والبغض فإذا أحببت فلا تفرط وإذا أبغضت فلا تشطط، وفي البعد والقرب عن الناس والمجتمع. ووسطية في السلوك بين التباطؤ والهرولة، أو بين خفض الصوت وارتفاعه،

أحمد عبدالمجيد

Email