تسللت إلى الدولة عبر الأسمدة المستوردة

العثور على أفاع سامة من أخطر الأنواع في رأس الخيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت أنواع غير مألوفة من الأفاعي السامة في الظهور والخروج من جحورها في مناطق مختلفة من رأس الخيمة خاصة مع اشتداد حرارة الصيف، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر حول كيفية التصدي لها ومنع تسللها إلى الدولة بشتى الطرق كونها دخيلة على بيئة الإمارات وطبيعتها.

وتعد الأفعى القرناء السامة من أخطر أنواع الأفاعي والزواحف التي تم ضبطها واكتشافها مؤخرا في مناطق مختلفة كالحمرانية والمناطق الزراعية الأخرى ما يؤكد قدومها من موطنها بطرق غير مشروعة عبر الأسمدة المستوردة التي تحمل معها خليطاً من بيوض تلك الأفاعي لتفقس صغيرةً وتترعرع رويدا من خلال توفر البيئة المثالية لتكاثرها.

وأكد المهندس محمد أبوجبل العقيلي المتخصص في مجال وقاية النباتات والرقابة الزراعية إمكانية انتشار الزواحف والثعابين الدخيلة على بيئة الدولة عن طريق بعض المصانع التي تستورد أسمدة سائبة بعيداً عن عيون الرقابة ثم تعيد تعبئتها وتوزيعها تحت أي مسمى ، حيث يمكن للأسمدة المستوردة أن تحمل معها بيوضاً صغيرة لتلك الزواحف الدخيلة من موطنها الأصلي.

وأوضح العقيلي أن بيض الزواحف والثعابين القادم عبر الأسمدة يمكنه الحفاظ على حيويته بين التربة وتحت الأشجار عقب مرحلة التسميد ليفقس وتتكاثر معه تلك الأنواع التي تشكل خطورة بالغة على الإنسان والحيوان قد تصل إلى مرحلة الوباء.

معللاً سبب تسلل ووصول بعض أنواع الزواحف الدخيلة والقاتلة إلى أرض الدولة إلى ضعف الرقابة الوقائية والتفتيشية للبلديات، مشيرا إلى أن بلدية دبي ممثلة في قسم الحجر الزراعي تعد مثالا يحتذى به في كيفية الرقابة المثالية على الأسمدة المستوردة، وكذلك وزارة البيئة والمياه التي تضع العديد من الخطط الملائمة لتفعيل دورها في هذا الجانب.

وشدد العقيلي على أهمية التخلص من أنقاض المنازل القديمة ومخلفات مواد البناء وكذلك الأشجار الضارة كالغويف وغيرها والتي تعد بيئة ملائمة لتكاثر الزواحف والثعابين خاصة خلال فصل الصيف، داعيا الأجهزة الرقابية في البلديات إلى إحكام الرقابة على منافذ بيع الأسمدة والمشاتل ومحلات بيع الزهور والنباتات المنزلية كإجراءات وقائية تسبق عملية المكافحة اللازمة للقضاء على تلك الزواحف في حال ظهورها.

من جهته أكد مصدر وقائي في وزارة البيئة والمياه إمكانية انتشار الزواحف والثعابين السامة الدخيلة على بيئة الدولة عبر الأسمدة المستورة التي تحمل بداخلها بيوضاً صغيرة الحجم تعود لأنواع مختلفة من الزواحف والتي تجد البيئة المثالية الحاضنة لها بحكم احتواء الأسمدة على بقايا النباتات وروث وفضائل البيئة ما يجعل البيض يفقس بداخلها أو بعد تسميد التربة بها داخل الدولة.

وأشار المصدر إلى أن أنواعاً أخرى من الزواحف والقوارض الدخيلة قد تتسلل إلى الدولة وتنتشر بنسبة كبيرة عن طريق مراكب وسفن نقل البضائع مثل العناكب الحمراء وغيرها.

من جهة أخرى حذر مزارعون مواطنون من خطورة انتشار وتكاثر الزواحف السامة القادمة من الخارج عبر الأسمدة المستوردة مثل الأفاعي القرناء والعناكب الحمراء وغيرها ، وطالبوا الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه وبلديات الدولة بوضع آلية تقنن استيراد الأسمدة إما بحظرها أو إخضاعها للفحص المخبري والبيئي عبر منافذ الدولة الحدودية المختلفة قبل السماح بدخولها إلى أرض الدولة لضمان خلوها من بيوض الزواحف السامة.

الجدير بالذكر أن الأفعى القرناء تسمى أم قرن وفي بعض الدول الخليجية (أم قرين) لوجود زوجين من الزوائد أعلى الرأس يشبهان القرنين الصغيرين ، كما تسمى في بعض المناطق الخليجية (أم جنيب) لكونها تتحرك حركة جانبية في الرمال وتعتبر هذه الأفعى من أخطر أنواع الثعابين وأكثرها سمية، وتمتاز برأسها المثلث وجسمها الغليظ وعنقها الدقيق وذيلها القصير.

وحسب التقارير والأبحاث العلمية تعرف هذه النوعية من الأفاعي بوجود الأنياب الأنبوبية المدببة الحادة والمتحركة في فكها العلوي ويكون اتجاهها إلى الخلف عادة حيث تستقر في سقف الحلق لكنها تنتصب وتتحرك في اتجاه الأمام وتبرز بسرعة عند مهاجمة الفريسة ولدغها وتفريغ السم في جسمها.

وتهاجم سمومها جهاز الدم في الشخص الملدوغ فتدمر خلاياه وتسبب تخثره وتجلطه ، ويكفي 50 مليجراما لقتل إنسان بالغ ، وهي تحقن كمية من السم قد تصل إلى 180 مليجراما في اللدغة الواحدة، ويقوم الدم بتكسير خلايا الدم وسمها صاعق للحيوانات الصغيرة وهو شديد المفعول على الحيوانات الكبيرة كالإبل وغيرها حيث تنفق بعد لدغها بساعات قليلة.

ووفقا للأبحاث تفضل هذه الأفعى المناطق والكثبان الرملية ، حيث ان لها قدرة عجيبة على التخفي في الرمال فلا يكاد يظهر من جسمها سوى رأسها، وهي تتحرك ليلا للبحث عن الغذاء والمأوى وقد تخرج قبيل الغروب وفي الصباح الباكر ويتراوح طول الحية البالغة من 55 سم إلى متر ونصف المتر، وهي تتغذى على القوارض الصغيرة كالفئران والسحالي إضافة إلى الطيور الصغيرة.

رأس الخيمة - وليد الشحي

Email