رأي

شفاعة القرآن والصيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبين مدى أهمية الصيام والقرآن للمسلم في الدنيا والآخرة، روى أحمد: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان».

وفى حديث رواه الترمذي: «من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار». والشفاعة هي لله عز وجل والمقصود منها أساساً هو تكريم الشفعاء وبيان منزلتهم عند الله.. يقول الله تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون). ورسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول شافع وأول مشفع أي أول طالب للشفاعة وأول مقبول الشفاعة .

وجاء في الأحاديث أن الناس بعد البعث والحشر يتمنون الانصراف من الموقف لهول ما يقع عليهم والكرب الذي يلاحقهم ويذهب الناس إلى آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وكلهم يقول نفسي نفسي إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ثم يأتي الناس إلى محمد صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الشفاعة يقول عليه الصلاة والسلام: فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربى عز وجل ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه لم يفتحه على أحد قبلي، فيقال : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه، اشفع تشفع .

هذه هي الشفاعة العظمى لسيدنا رسول الله ثم تتوالى شفاعة الأنبياء في أقوامهم والملائكة والمؤمنين ولقد جاء في بعض الأحاديث أن الأعمال الصالحة كالصوم وقراءة القرآن تشفع لصاحبها. وبعد أن يفرغ الشفعاء جميعاً من الملائكة والأنبياء والعلماء والشهداء ويكرم الله هؤلاء الشفعاء بقبول شفاعتهم ؟ تأتى رحمة الله العامة الشاملة لتخرج من النار أقواماً لم ينلهم شفاعة الشافعين ؟ كان لهم إيمان ويقين لم يصحبه عمل صالح فيخرجهم الله من النار ويدخلهم الجنة ويسمى هؤلاء عتقاء الله .

وليست الشفاعة عند الله كالشفاعة عند البشر فالله تعالى لا يشفعه أحد فهو سبحانه وتر ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه وهو سبحانه يكرم الشفيع بقبول شفاعته.. ولا تنال الشفاعة إلا من يرضى عنه الله، قال الله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)، وقال سبحانه: (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً).

رجاء علي

Email