خمس فوائد

فوائد الصدق 2 ـ 2

ت + ت - الحجم الطبيعي

الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله تعالى بالصدق، فقال: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين{. والله هو أصدق القائلين وأصدق المتحدثين، يقول الله تعالى: «ومن أصدق من الله قيلا{، «ومن أصدق من الله حديثا{، وقال تعالى: «هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله{، فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله تعالى.

والصدق هو استواء السر والعلانية، والظاهرِ والباطنِ، وهو فِي الأقوالِ والأفعال علَى حد سواء. فالصدق فِي الأقوال استواء اللسان علَى الأقوال بأن يكون كلام الإنسانِ موَافقاً للواقع من غير تَحريف ولا تغيير. والصدق في الأعمال هو مطابقة الأفعال لأوامر الله تعالَى وأوامر نبيِه صلى الله عليه وسلم. فالصدق أساس سموِّ المجتمعِ وارتقائه، وأساس صلاحِ أحوالِ الفرد وفلاحه.

وعكس الصدق الكذب، وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) متفق عليه. وأمر الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام أن يسأله ان يجعل مدخله ومخرجه الصدق، فقال عز من قائل: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا)، وأخبر الله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه سأله أن يهبه لسان صدق في الآخرين (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).

إن للصدق فوائد جليلة وثمرات عديدة، يجنيها الصادق بصدقه ويسعد بها في حياته الدنيا والآخرة، ومن أهمها: أن الصدق ينجي العبد من أهوال القيامة، فقد أخبر الله تعالى أنه في يوم القيامة، لا ينفع العبد وينجيه من العذاب إلا صدقه، قال تعالى:«قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم{.

2 ـ أن الصدق يورث الطمأنينة والراحة النفسية: فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة) رواه أحمد والترمذي.

3 ـ ومن فوائد الصدق أن الصدق يورث منازل الشهداء: فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه مسلم. 4 ـ الصدق يورث محبة الله ومعية الله تعالى: فمن أراد أن يكون الله تعالى معه ويحبه فليلزم الصدق، فإن الله تعالى مع الصادقين وإن الله تعالى يحب الصادقين.

5 ـ الصدق يورث البركة في كل شيء: فقد روى البخاري ومسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)، حتى قيل ما افتقر تاجر صدوق. فهذه كانت جملة من فوائد وثمرات الصدق يظهر بها أهمية الصدق في حياة المسلم وفي جميع أحواله، فحري بكل مسلم ومسلمة أن يلتزموا بهذا الخلق العظيم تأسيا بالرسول الكريم، وليجنوا من ثمرات وفوائد الصدق الأجر العظيم، والثواب العميم.

عادل مباشري المرزوقي

Email