النباتات الصحراوية تقاوم الجفاف والرياح والحرارة

النباتات الصحراوية تقاوم الجفاف والرياح والحرارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلعب الأمطار دوراً مهماً في حياة جميع أنواع النباتات المعمرة، والحولية وغيرها، وتعُد الأمطار الشريان الأول لنمو هذه النباتات، الذي تساعد في حفظ التوازن البيئي بالمنطقة المحيطة بها، وذلك عن طريق نثر بذورها التي تعيش لسنوات قليلة وتستفيد منها.

للتعرف أكثر على دور الأمطار على المحاصيل الزراعية ودورة حياة النباتات، وعلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وجريان الأودية التقت (البيان) الدكتور محمد عبد المحسن سالم اليافعي مساعد عميد شؤون البحث العلمي، وأستاذ مساعد بالبيئة النباتية بكلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات وكان الحوار التالي:

* ما هو تأثير الأمطار على المحاصيل الزراعية؟

ـ تلعب مياه الإمطار دوراً فاعلاً في حفظ توازن النظام البيئي على الكرة الأرضية، وإحياء الحياة بها، كما يجدد المطر دورته الطبيعية التي تعُد شريانا للحياة ولولاها لتوقفت الحياة على الأرض، ويعُد كوكب الأرض وغلافها الصخري المتكون من التربة واليابسة التي يحيا عليها الإنسان والمحاصيل الزراعية والنباتات المعمرة وذات الحولين والحولية التي تطرح بذورها بعد إنتهاء دورة حياتها، وبهذه البذور التي ترميها النباتات في البيئة المحيطة وتظل كامنة للسنوات، تنمو فقط بعد هطول موسم جيد للأمطار.

كما أن النباتات تتفاعل مع التربة الأرضية المشبعة بمياه الأمطار التي تحيي الأرض والبلايين من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة الزراعية وتتكون من حبات رملية والكثير من المعادن والأملاح، وتمتلك التربة المليئة بقطرات مياه الأمطار قدرة على الامتصاص وزيادة في الحجم، وتلك الكائنات الحية مثل الفطريات والبكتريا تلعب دوراً مهما في إحياء التربة الزراعية وزيادة في محتواها العضوي، والتربة الغنية تعُد مصدرا للغذاء ولحياة البشر على كوكب الأرض.

* ما هو تأثير الأمطار على ظهور النباتات الطبيعية في الصحراء؟

تعُد التربة الزراعية على الرغم من قلتها من حيث المساحة في الدولة إلا إن موسم الأمطار يشهد نمو كثير من النباتات الطبيعية في الصحراء، وتمتلك التربة الغنية بقطرات مياه الأمطار قدرة عالية على الامتصاص وزيادة في الحجم، وبالتالي يجعل هده التربة أكثر سهولة على التشقق والسماح للكثير من البذور الكامنة على النمو رغم بقائها سنوات عديدة بانتظار موسم الأمطار.

ولكن بمجرد هطول الإمطار تبدأ النبتة في النمو من البذرة المدفونة في التربة وتشهد المناطق الصحراوية نموا لكثير من النباتات المحلية مثل الخزام، والحميّض، والفقع، والحنظل، وتمتلك تلك النباتات الصحراوية صفات شكلية وتركيبية، وتحويرات تمكنها من مقاومة الجفاف والرياح، وارتفاع الحرارة، ولها أيضاً خصائص تمكنها من الحصول على الماء.

فجذورها كبيرة الحجم نسبياً، تتفرع في التربة وتتعمق فيها إلى مسافات بعيدة، ويمكنها امتصاص الماء من التربة، إلا أن إنسان المنطقة لا يسمح لتلك النباتات بأن تكمل دورة حياتها فيسارع إلى استخدام سيارات الدفع الرباعي والدراجات في تلك المنطقة، وكذلك تتعرض هذه النباتات إلى قطعان الماشية التي تقضي على دورة حياتها.

وهذه الكائنات الحية النباتية التي تسعى بدورة حياتها إلى إنتاج أكبر كمية من البذور لطرحها في البيئة المجاورة خلال سنة أو سنتين، تستطيع حماية نفسها من خطر الإنسان والحيوان عن طريق تغطية أوراقها، وسيقانها، وأطرافها بالأشواك، أو تتطاير منها زيوت طيارة تبعد عنها الحيوان.

* كيف يؤثر هطول الأمطار على ارتفاع منسوب المياه الجوفية وجريان الأودية على الزراعة؟

ـ عندما يهطل المطر ويساهم في جريان الأودية تتكون هذه الشقوق والفتحات التي تمتد من متر إلى عشرات الأمتار وتأخذ طريقها للخزان الأرضي ليكون المخزون المائي تحت سطح الأرض.

كما يساهم في التجدد الغازي للمياه والمخزون الأرضي يساعد في عذوبتها وعلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وبالتالي سوف يساهم في إعادة شحن الآبار الجوفية وتقليل نسبة الملوحة وتوفير كميات اكبر من المياه الصالحة للزراعة والحصول على موسم زراعي ناجح.

دبي ـ سمانا النصيرات

Email