«جنايات» دبي تنظر قضية سرقة مركز وافي

نظرت محكمة جنايات دبي أمس في قضية سرقة محل «جراف» للمجوهرات في مركز وافي، والمتهم فيها اليوغسلافيان الأول (ن.م ـ 33عاما ـ مالك شركة) والثاني (م.م- 52 عاما- زائر)، حيث قام المتهم الأول في منتصف إبريل من العام الماضي بالاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة مع آخرين هاربين، في سرقة محل المجوهرات بأن عقدوا العزم وأعدوا العدة لسرقة المحل.

وساعد في إحضار المتهمين إلى الدولة واصطحبهم لشراء أدوات الجريمة من أقنعة وآلات، وفي اليوم المحدد للسرقة تمكنوا من سرقة سيارتين من نوع أودي اقتحموا بهما المركز التجاري مساء، مستغلين خلوه من المتسوقين ورجال الأمن.

وفور وقوفهم أمام المحل بالسيارتين دخلوا وهم ملثمون، ويحملون آلات حديدية لتهشيم الزجاج ومسدسات بلاستيكية أدخلوا بها الرعب في نفوس البائعين والمتسوقين، وتمكنوا من سرقة مجوهرات بقيمة 14 مليونا و748 ألفا و109 دراهم، ولاذوا بالفرار من المكان بنفس طريقة دخولهم، ووجهت النيابة للمتهم الثاني تهمة حيازة أموال من جريمة مع العلم بها.

وذكر الشاهد (ح.م) في تحقيقات النيابة العامة أنه أثناء ما كان في طريقه للخروج من المركز شاهد سيارة سوداء تدخل المركز بعد صدمها البوابة الرئيسية بمؤخرتها، وفي مواجهة السوداء أخرى بيضاء وصدمت السوداء محل المجوهرات وترجل من البيضاء 3 أشخاص ملثمين ودخلوا المحل، فتوجه لسيارته التي كانت متوقفة أمام المركز في مواقف كبار الشخصيات.

وانتظر لحين خروج الجناة من المركز وبعد مغادرتهم حاول اللحاق بهم حيث كانت السوداء في المقدمة وتتبعها البيضاء، إلا أن سائق السيارة البيضاء كان يمنعه من اللحاق بهم، ويضيق مسار السير عليه حتى تمكنوا من الفرار من على جسر عود ميثاء.

وقال أحد الضباط القائمين على الضبط إنه إثر واقعة السرقة تم تشكيل فرق أمنية عدة للبحث عن الجناة، وكان دوره ضمن الفرقة التي كلفت بمتابعة الأدلة التي وجدت في مسرح الجريمة والسيارة البيضاء، حيث عثر بداخلها على عبوتين لغاز سائل من نوع (زيبو) وتمكنوا من التوصل للوكيل الذي يبيع ويوزع العبوات.

وكشف الموزع أسماء المحلات التي تبيع المنتج، وبمواصلة البحث والتحري عثرعليه في شارع الشيخ زايد، ولم تتمكن البائعة من تحديد أوصاف المتهمين إلا أنها ذكرت بأن أربعة أشخاص من الجنسية الأوروبية حضروا للمحل في الشهر الذي يسبق الواقعة واشتروا أربع عبوات.

وبمواصلة التحري تم إعلامهم أنه تم القبض على المتهم الأول من قبل الفرق المكلفة بالبحث عن الجناة، وباشر التحقيق معه حيث أفاد بعد أن عرضت عليه صور المتهمين (دراجان.ن) و(مارينو.م) و(نيكولا.ز) والمتهمة (بوجا.م) بأنه يعرف المتهم دراجان المعروف باسم ميلان والمتهم مارينو المعروف باسم دوشان، حيث تعرف عليهم في مطار بلغراد.

مشيرا إلى أنه شريك في شركة مع شخص سويدي ولديه مشاكل مع شريكه لكون الشركة خسرت ويطالبه بمبالغ، وأنه في غضون شهر يناير من العام الماضي أثناء وجوده في بلغراد أرسل إليه السويدي أفرادا يجبرونه على دفع المبالغ المالية، فلجأ للمتهم دراجان كونه رئيس عصابة، ويستطيع حمايته ودفع له مبلغ 5 آلاف يورو مقابل ذلك.

وبعد مرور الواقعة بسلام تقابل مع المتهم دراجان وبرفقته المتهم دوشان بأحد المقاهي في بلغراد، فطلب منه دراجان مساعدته في الحضور إلى إمارة دبي، وأثناء جلوسهم قرر المتهم دوشان بأن عصابة استولت على محل مجوهرات في دبي، فعلم المتهم بأن دراجان ودوشان يخططان للسرقة كونهما عصابة متخصصة، وأضاف بأنه بعد عودته لدبي تلقى اتصالا هاتفيا من دراجان في مارس وطلب منه مساعدته لاستخراج تأشيرة زيارة له، فأعطاه رقم موظفة في إحدى شركات السياحة والتي ساعدته في الحضور مع دوشان.

وعند وصولهما اتصلا به هاتفيا لمساعدتهما في الحصول على مسكن وبالفعل ساعدهما من خلال إعلان في إحدى الصحف، وتقابل معهما مرات عدة وكانت إحداها في مركز وافي، وأثناء جلوسهم قررا له بأنهما سيسرقان محل جراف لأنه قريب من المدخل الرئيسي، وأن جميع المجوهرات المعروضة في «الفاترينة» يسهل كسرها والاستيلاء عليها، وأبلغاه بأن شخصين آخرين سيحضران للدولة لمشاركتهما في السرقة، وسأله دراجان عن أفضل وسيلة للتنكر وإن كانت ملابس الرجال أفضل أو النساء فقرر له ملابس النساء، كما استفسرا منه عن المحلات التي تبيع المسدسات البلاستيكية.

فأبلغهما بأنه سيرشدهما للمحل، وبالفعل أخذهما إلى أحد محلات الصيد في منطقة ديرة، ودخل المتهمان المحل وعادا دون شراء شيء، وبعدها أخذهما لمحل بيع العباءات في منطقة نايف واشترا 3 عباءات وغطاء للرأس (شيلة) وتركهما في المكان وغادر مع انقطاع الاتصال بينهم، وبعد فترة شاهد على الانترنت واقعة السرقة فعلم بأن المتهمين نفذا الواقعة، حيث سبق وأن قام المتهم دراجان بسرقة محل في سويسرا بنفس الأسلوب وهرب من المستشفى بعد إلقاء القبض عليه.

وبالبحث والتحري تبين بأن المتهمين الهاربين أقاما في فنادق عدة في ديرة وفي بر دبي بالقرب من مركز وافي، وتبين بأن المتهم الأول استأجر سيارة من نيسان صني استخدمها المتهمون الهاربون في تنقلاتهم، وأن السيارة المستأجرة لم ترد للمحل، وبالبحث عنها وجدت متوقفة في منطقة الرفاعة بالقرب من مجمع القنصليات، وكانت مفصولة البطارية لكي لا يتمكن أحد من تشغيلها، وبتاريخ 28 إبريل شوهد المتهم الثاني يفتح السيارة وتم ضبطه.

وبتفتيش السيارة وفتح غلاف بابها الأيمن الخلفي من الداخل بواسطة مفكات، شوهد كيس بلاستيكي وبداخله جهاز أسود مربع الشكل وبه مفتاح يشتبه بأنه يستخدم في تشغيل السيارات، وبفتح غلاف الباب الأمامي الداخلي بذات الطريقة شوهدت مجموعة محارم ورقية ملفوفة بغطاء بلاستيكي وبداخلها المجوهرات، وبفتح الباب الداخلي لكرسي السائق وجدت محارم ورقية مماثلة.

وذكر مدير المحل بأن المجوهرات المسروقة عبارة عن 45 قطعة، من ضمنها خمس ساعات تقدر قيمة تكلفتها إجماليا ب14 مليون درهم، وقيمتها السوقية 45 مليون درهم، وأجلت المحكمة القضية لتاريخ 16 من الشهر الجاري لجلب مترجم صربي.

دبي ـ سامية الحمودي