إمام وخطيب المسجد الحرام يُحذّر من التنابز بالألقاب

إمام وخطيب المسجد الحرام يُحذّر من التنابز بالألقاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس، المسلمين من التنابز بالألقاب والعادات القبلية الجاهلية، بالتفاخر بالأسماء والألقاب والقبائل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة الماضية بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، إن من أعظم القضايا التي أقامت منها الشريعة سمتا هي قضية التمادح في الأنساب والفخر في الاحساب والتنابز بالألقاب والتمدح بالقبيلة والعشيرة والإعجاب والاستطالة بالعرق والاطناب.

موضحاً أن مكارم الإسلام قامت بتقويمها وتسديدها وتهذيبها لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)، وما ورد هذا النهي المعدد والتأكيد المردد إلا للتطهر من هذا الخلق والسلوك الذي لا ينزع بصاحبه إلا عن حزازات بدائية وأهواء جاهلية وعصبيات جغرافية.

وأكد فضيلته أن تلك العصبيات والعنصريات والنعرات سهم يجعل الجمع النظيم أشتاتاً متنافرة والأمة المتراصة طرائق متناثرة. وأوضح فضيلته انه مع انتشار العلم وشيوعه انحسر خلق العصبية الذميم وتقلص ولكن نفوس الكثير منه لم تتخلص بل لقد نجمت من جديد انحاله عبر قنوات مناطقية ودعوات نشاز عرقية بسبب الحمية القبلية والعصبية، وشدت شطرهم حبل التفاخر والتحاقد حتى بلغ الأمر الغرور والاعتداد والصلف والتبذير والتشامخ بمظاهر الامتياز والفضل الذي لم تعتبره الشريعة إلا في ميزان الإحسان والصالحات والطاعات والقربات.

وأضاف فضيلته أن هذه التجاوزات هي طعنة في وحدة الأمة وتذكي الضغائن والأحقاد والحزازات في الوقت الذي يتربص به الأعداء. ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام، المسلمين إلى الابتعاد عن مزالق العصبية والذمم والعرقية لما في ذلك من المصالح الكبرى للأمة وانتظام أمور الملة، مؤكداً أحقية التنافس المحموم والانجاز الرائع والإبداع المتألق ولكن دون تعصب أعمى أو تجريح للآخرين وازدراء لهم، ونماذجه الرائدة المشاريع الخيرية والمجالات العلمية والاجتماعية والإصلاحية.

Email