القرآنيون والسنة النبوية

القرآنيون والسنة النبوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من ضمن الأحاديث النبوية المعجزة حديث صحيح يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا اني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ».

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بين هذا الحديث ما سيكون عليه حال بعض الناس سواء كانوا مسلمين أو مستشرقين وما يبثونه من دعاوى كاذبة عن سنته صلى الله عليه وسلم، يريدون من ورائها هدم الدين والقرآن بطريقة غير مباشرة، فهم يعلمون أن القرآن الكريم لا يستطيعون أن يقولوا فيه شيئا بحفظ الله سبحانه وتعالى له.

وتعهده بذلك في الآية الكريمة «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، للتأكيد على أن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن يغيروا منه شيئا فلن يقدروا، كما تحداهم سبحانه بأن يأتوا بسورة من مثله ولن يأتوا بها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

ودعوة الأخذ بالقرآن والعمل بما فيه فقط دون السنة قول مغلوط يراد به شيء في نفس دعاته ومن سايرهم بجهل وبدون علم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما من عند الله سبحانه، والفارق بينهما أن القرآن جاء وحياً بلفظه ومعناه، أما السنة فجاءت وحياً بمعناها من الله إلى رسوله، ولذلك فإن أصحاب هذه الدعوى يضلون الناس بفهمهم الخاطئ لحقيقة الإسلام وشريعته.

وكان لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى أعدتها لجنة السنة بالمجمع والتي تنص على اعتبار منكري السنة جماعة مرتدة عن الإسلام إن أصروا على موقفهم. واستندت اللجنة في فتواها الى أن هؤلاء أنكروا أمراً معلوما من الدين، وأن من ينكر السنة ليس مسلماً، باعتبارها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام بعد كتاب الله الكريم.

وفي هذا السياق يقول الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر: إن العبث بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والاجتراء على قدسيتها أمر قديم قدم الإسلام نفسه ولن يتوقف ما دام أمر هذا الدين قائما، ويرى أنها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم واستشرافه لغيوب المستقبل ويقظته المبكرة في التحذير من هذه الدعوات التي تفصل بين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتدعونا إلى الاعتماد على القرآن فقط دون غيره، يتبين ذلك من الحديث السابق.

ويجب أن نعلم أن السنة لها منزلتها العظيمة في الإسلام، فهي التطبيق العملي لما في كتاب الله، وجاءت بأحكام لا توجد في القرآن ولم ينص عليها فيه. وقد أوضح العلماء أوجه السنة على ثلاثة أنواع: النوع الأول: أن تأتي مؤكدة لآيات من القرآن الكريم، والنوع الثاني: أن تأتي مبينة لكتاب الله، قال سبحانه : «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون{ النحل 44.

وأما النوع الثالث: أن تأتي السنة بأحكام زائدة على ما في القرآن، فتوجب أمراً، أو تحرم أمراً سكت عن تحريمه، ومنها الأحاديث التي تحرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، وهذا تشريع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب طاعته فيه وعدم معصيته، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى: «من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا» النساء 80.

Email