حمدان الشاعر: الأكياس البلاستيكية مؤذية صحياً وملوثة بيئياً

المخلفات غير القابلة لإعادة التدوير أو التحلل تضر البيئة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عايشت النفايات حياة الإنسان منذ بداية البشرية،إلا أنها في البداية كانت تقتصر على فضلاته، وبقايا طعامه، لذا لم يكن يعاني من مشكلات في التخلص منها، لأنه كان يغادر المكان مخلفاً وراءه نفاياته، بالإضافة إلى أنها كانت تتحلل إلى مواد عضوية مفيدة للبيئة المحيطة بها.

إلا أن التطور الصناعي والمنافسة التجارية اللذين تشهدهما المجتمعات البشرية في وقتنا الحاضر، أديا إلى إنتاج الكثير من المواد المصنعة التي لا تعمر طويلاً، وتعد مضرة جداً بالبيئة، لأنها غير قابلة لإعادة التدوير أو التحلل، وإن تحللت فهي تحتاج إلى سنوات طويلة تاركه وراءها العديد من المخلفات الملوثة للبيئة، والتي تؤثر على المياه الجوفية والتربة، ومن هذه المواد الأكياس البلاستيكية. وفي وقتنا الحاضر لا يكاد يخلو مكان من المنتجات البلاستيكية، حيث أصبحت من متطلبات الحياة، وعلى الرغم من منافعها التي نلمسها بشكل يومي، إلا أن الكثيرين منا يجهلون الخطر الكبير الذي تشكله هذه المواد على صحة الإنسان والكائنات الحية.

ومن أضرار الأكياس البلاستيكية أنها غير قابلة للتحلل، ولا يتم إعادة تصنيعها مما يجعلها عبئاً على المكان الذي تستقر فيه، مسببة تلوث البيئة البحرية والبرية والهواء حتى في حال حرقها، كما أنها تشوه المشهد الجمالي للبيئة، وذلك نتيجة لتعلق الأكياس البلاستيكية بكل ما تصادفه في طريقها.

وللحديث أكثر عن البلاستيك ومكوناته ومضاره كان اللقاء التالي مع المهندس حمدان الشاعر مدير إدارة البيئة في بلدية دبي:

* مم يتكون البلاستيك؟

ـ يعتمد البلاستيك في تكوينه أساساً على النفط، والذي يعد من المواد الأولية في صناعة اللدائن، كما يمكن إنتاجه باستخدام الغاز الطبيعي والفحم كمادة أولية ويشكل البلاستيك ما نسبته 4 % من منتجات النفط.

* ما هي مراحل تصنيعه؟

ـ يمر البلاستيك بمرحلتين أساسيتين هما، 1- حقن الحبيبات البلاستيكية، 2- تقطيع الأكياس والتعبئة، بالإضافة إلى مراحل ثانوية عدة، كطباعة الشعارات وغيرها.

* ما أضرارها؟

ـ معظم المواد الكيميائية التي تدخل في مجال تصنيع الأكياس مواد خطرة، وحددتها وكالة البيئة الأميركية في 20 مادة أخطرها المواد المنتجة للنفايات أثناء عملية التصنيع. كما أن البلاستيك من المواد غير القابلة للتحلل ولا تتم إعادة تصنيعها بحيث يوجد تطبيقات محددة في عمليات إعادة التدوير.

مما يجعلها عبئا على المكان الذي تستقر به، وتعيق نمو النباتات، لأنها تمنع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، عندما تتعلق على أغصان النباتات،أما تأثيراتها على البيئة البحرية فتؤدي إلى تجمع الأكياس حول الشعاب المرجانية، إلى حرمانها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة التي تحدث عن طريق التيار البحري والتي تحمل لها الطعام والأكسجين.

كما أنها تؤدي إلى موت الحيوانات عندما تبتلعها، لأنها تسبب انسداد القناة الهضمية، وبعض الكائنات البحرية تموت خنقاً عندما تحاول تناولها مثل السلاحف لاعتقادها بأنها من قناديل البحر، كما أنها تعمل على سد خياشيم الأسماك، مما يؤدي إلى موت جماعي لها، وكذلك تكون وعاء لتجمع الماء وتكاثر الجراثيم.

وتتسبب في تعطل محركات السفن والسيارات، وتحتوي أكياس البلاستيك على مواد كيماوية تذوب في الغذاء، وتسبب أمراضا في الكبد والرئة، وتؤدي إلى وجود متعلقات من مواد التصنيع في دم الإنسان، والتي تعد المتسبب الأساسي في إيجاد أمراض خبيثة.

كما أن هناك خطراً مباشراً من المواد المكونة للأكياس على صحة الإنسان، عند حمل الوجبات الغذائية الساخنة فيه، وذلك لأن الأكياس تتفاعل في درجة حرارة منخفضة، ومن الناحية الاقتصادية لها تأثير كبير ، حيث إنها تحتاج إلى توظيف أشخاص للعمل على إزالتها.

* أين يكثر انتشارها؟

ـ تنتشر في المناطق الريفية والمراعي.

* ماهي طرق التخلص من هذه الأكياس؟

ـ يوجد طرق عدة للتخلص منها،وهي الحرق في الفرن ولإنتاج الطاقة، وذلك لأن البلاستيك من المواد التي تحتوي على طاقة حرارية عالية، حيث يعادل محتوى الطاقة الحراري لهذه الأكياس ثلاثة أضعاف النفايات الصلبة، مما يجعل التخلص منها بهذه الطريقة لإنتاج الطاقة الخيار الأنسب، وكذلك يتم التخلص منها عن طريق الردم، إلا أن دفن الأكياس بشكل يومي أمر صعب، بالإضافة إلى أن هذه الأكياس قد تتجاوز مدة تحللها المائة عام.

* لا يوجد طرق جديدة أخرى أفضل؟

ـ بالتأكيد، منها إعادة التصنيع ، وهي إحدى الطرق المتبعة لتقلل الكمية النهائية للنفايات، وذلك باستخلاص بعض المواد للاستفادة منها في استخدامات إنتاجية أخرى، لأن إعادة تصنيع البلاستيك تعد أولوية بيئية، كما يقلل من استهلاك الوقود الحجري والبترول الذي يدخل بشكل رئيسي في إنتاج حبيبات البوليثلين المنتج للأكياس، كما يوجد طريقة للبلاستيك القابل للتحلل، حيث طورت عدة تقنيات لتحسن عملية تحلل البلاستيك.

* ما هي البدائل؟

ـ يوجد بدائل عديدة منها، الأكياس الورقية التي تعد من أكثر البدائل رواجاً في العالم، ويكثر استخدامها في الدول الغربية في محلات البقالة والجمعيات الاستهلاكية. تمتاز هذه الأكياس بسرعة تحللها. كما يمكن استخدام أكياس القماش والأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل.

* ما هي اقتراحات إدارة النفايات للتخفيف من هذه الظاهرة؟

ـ اقتراحات عديدة لكنها مقسمة لقطاعات عدة منها، القطاع الحكومي إذ يجب عليه تعريف أفراد المجتمع بالخدمات التي تقدمها الجهات المعنية في مجال حماية البيئة، وتوعية المستهلكين وأصحاب المتاجر بمخاطر أكياس البلاستيك، وتغيير العادات السلوكية للأفراد، والتقليل من توزع أكياس البلاستيك، وتعريف أفراد المجتمع بالبدائل.

أما القطاع التجاري، فيجب عليه السعي لإيجاد بدائل للأكياس البلاستيكية، والتقليل من توزيعها في الجمعيات و البقالة عند شراء الحاجات الخفيفة التي لا يشكل حملها عبئاً على المستهلك. وعن الاقتراحات التي يجب أن يتبعها الأفراد قال الشاعر: هي التقليل من الأكياس البلاستيكية واستعمال البدائل واللجوء إليها فقط عند الحاجة، ومحاولة إعادة استخدامها في احتياجات المنزل مثل التخلص من النفايات، عدم رميها في الطرقات والشوارع العامة، لكي لا تؤثر على المظهر الجمالي العام، وتغيير النمط الاستهلاكي السائد.

حقائق

1- تصنع أكياس البلاستيك من مادة البوليثلين، وهي إحدى البوليمرات كما أنها عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين، تتفاعل مع بعضها البعض ليتم تصنيع البلاستيك منها، وتحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعياً.

2- أكدت دراسة أميركية حول الحياة البحرية، أن نحو مليون طائر وآلاف الحيوانات البحرية تموت سنوياً بسبب الأكياس البلاستيكية، كما يوجد بقايا بلاستيكية في الجهاز الهضمي لمجموعة كبيرة من هذه الحيوانات.

دبي ـ سمانا النصيرات

Email