الجامعة الإسلامية في أوغندا تعزز الثقافة الدينية في القارة الإفريقية

الجامعة الإسلامية في أوغندا تعزز الثقافة الدينية في القارة الإفريقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنشئت الجامعة الإسلامية في أوغندا بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي، بهدف تعزيز وحماية الثقافة الإسلامية في القارة الافريقية، وكُلفت في الأساس بتركيز جهودها وخدماتها على أبناء البلاد الافريقية. وقد أشار النظام الأساسي للجامعة رقم 8 من العام 1990م والذي اعتمده البرلمان الأوغندي، أن مهمة الجامعة الإسلامية في أوغندا هي تخريج كوادر افريقية مسلمة مؤهلة ثقافياً وفكرياً وعقائدياً وبمواصفات عصرية قوية ومسلحة بمعارف ومهارات تمكنها من المشاركة الايجابية في مسيرة العملية التنموية في المجتمعات الافريقية المختلفة.

وقد بدأت الدراسة بشكل رسمي فيها في العاشر من شهر فبراير من العام 1988م ب(80) طالباً، بكلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية.

وقد انطلقت الجامعة بكليتين أساسيتين في أولى بداياتها عام 1988م هما: كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية، وكلية التربية، وبعدها في التسعينات تم تأسيس ثلاث كليات جديدة هي: كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وكلية العلوم الإدارية، ومركز خاص للدراسات العليا، ومركز التدريب المهني، وقد ارتفع مجموع البرامج الأكاديمية التي تقدّمها الجامعة من البرنامجين اللذين بدأت بهما إلى عشرين برنامجاً جامعياً بما فيه برامج دبلومات وخمسة برامج جامعية في التربية، والإدارة العامة، وإدارة تنمية الموارد البشرية، والإدارة وتخطيط المشروعات، وعلوم الكمبيوتر.

كما توجد سبعة برامج لدراسة الماجستير في التربية، والإدارة العامة، والإدارة التجارية، والشريعة والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، واللغة السواحلية، علاوة على خمسة برامج أكاديمية لدراسة الدكتوراه، في الاقتصاد، والشريعة والإدارة العامة، وإدارة المشروعات التجارية، واللغات، ويتم تنظيم بعض تلك البرامج بالتنسيق والتعاون مع بعض الجامعات الأجنبية.

ويشير موقع (الإسلام اليوم) في تقرير أعده عن الجامعة أن طلاب الجامعة ينتمون إلى دول افريقية عدة منها أوغندا، كينيا، تنزانيا، مالاوي، جنوب افريقيا، بورندي، ارتيريا، الصومال، أثيوبيا، السودان، كاميرون، نيجيريا، غانا، سيراليون، ومالي.

وفي مساهمة ايجابية مع الخطط التنموية التي وضعتها الحكومة الأوغندية، بدأت الجامعة في تنفيذ مشروع «المزرعة المتكاملة» في قرية جامي بمقاطعة «باليسا» (pallisa) لدعم سياسة الدولة في مجال تطوير الزراعة.

وتعتزم الجامعة تطوير هذه المزرعة بدرجة تسمح لها بأن تتحول فيما بعد على المنظور القريب لتصبح كلية للزارعة والطب البيطري.

وحول التطورات التي شهدتها الجامعة تشير الإحصائية الرسمية للجامعة أن طلابها في العام 2004/ 2005م قد بلغوا (2682) من ست عشرة دولة افريقية، يمثل الشباب نسبة 8 .66% بواقع (1792) طالباً، فيما تبلغ نسبة الفتيات 18 .33% بواقع (890) طالبة، ويتوزّعون بين الكليات المختلفة، حيث يوجد (760) طالباً في كلية التربية، و(92) طالباً في كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية،(422) طالباً في كلية العلوم الإدارية و(95) طالباً في كلية العلوم، و(79) طالباً في مركز خدمة المجتمع والدراسات التكميليّة، و(155) طالباً ينتظمون في الدراسات العليا بالجامعة، عن أعضاء هيئة التدريس فقد بلغوا (148) عضواً، ما بين أساتذة متفرغين وغير متفرغين ومعاونيهم من المساعدين والمحاضرين والمعيدين، فيما بلغ إجمالي كبار الإداريين (27) إدارياً والموظفين العاديين (102) موظف.

على الرغم من هذا التقدم والتطور النوعيين اللذين حققتهما الجامعة، فإن هناك بعض المشكلات التي تواجهها، والتي تمثل تحدّيات أمامها، ومن بينها مشكلة التمويل نظراً لعدم كفاية الموارد المالية المتاحة لتسيير شؤونها والقيام بمهامها، كذلك عدم توفر المرافق من المنشآت والبنى التحتية، إذ لم تكن هناك جهة معينة تقوم بتحمل أعباء الميزانية الخاصة بالجامعة، مما يجعلها تعتمد على ما يرد إليها من تبرّعات وإعانات ورسوم دراسية، الأمر الذي يعرّضها في بعض الأوقات لظروف مالية صعبة، ولذلك اضطّرت إلى اتخاذ إجراءات لتأمين مصادر خاصة للتمويل الذاتي.

وينبغي أن نشير إلى أن الجامعة الإسلامية في أوغندا قد حظيت، ولا تزال تحظى باهتمام ورعاية كريمة، وبمساعدات مالية من كثير من البلدان العربية والإسلامية والمنظمات والهيئات، وتحظى بدعم كبير من منظمة المؤتمر الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(إيسيسكو).

ومن الهيئات الخيرية مثل : الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وبيت الزكاة، ومؤسسة الشيخ زايد الخيرية، ورابطة العالم الإسلامي، ولجنة مسلمي افريقيا، ويتجاوز هذا الاهتمام الإطار المادي إلى الإشراف المباشر لها، حيث يتولى منصب رئيس الشرف للجامعة حالياً الدكتور عبد الله عمر نصيف نائب رئيس مجلس الشورى السعودي السابق خلفاً للشيخ يوسف جاسم الحجّي رئيس الهيئة الإسلامية الخيرية العالمية بالكويت، والذي قدّم خدمات جليلة لهذه الجامعة طوال فترة رئاسته الشرفية لها، ومنحته الدكتوراه الفخرية تقديراً واعترافاً بتلك الجهود.

Email