مأساة فلسطينية : شهيد شقيقه «يهودي»

مأساة فلسطينية : شهيد شقيقه «يهودي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه الادعاء الإسرائيلي، مؤخراً، إلى عساف بن ديفيد الذي يدين باليهودية ويحمل الجنسية الإسرائيلية منذ 15 عاماً تهمة مساعدة أخيه صلاح صوافطة في تنفيذ هجوم مسلح في إطار عملية لمقاتلي الجهاد الإسلامي.

وكشفت المحاكمة التي تجري في محكمة حيفا النقاب عن قصة حافلة بالغرائب المأساوية ، بدأت في أوائل التسعينات عندما ترك المواطن الفلسطيني حسام صوافطة داره في بلدة طوباس بالضفة الغربية للبحث عن عمل في إسرائيل، حيث استقر هناك واعتنق اليهودية وتزوج امرأة يهودية وأسدل ستار الصمت على ماضيه وحمل اسم عساف بن ديفيد.

ويقول حافظ صوافطة والد صلاح وحسام إنه عندما استشهد ابنه صلاح في اشتباك مع قوات الاحتلال، اتصل هاتفياً بابنه حسام (بن ديفيد) الذي جاء إلى طوباس وأقام ثلاثة أيام مع العائلة خلال الحداد التقليدي على أخيه الشهيد.

ويضيف الأب إنه لدى عودة حسام إلى إسرائيل قرر العودة إلى الإسلام واتصل بأبيه مؤكداً رغبته في التخلي عن الجنسية الإسرائيلية.

ويتابع مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية بادرت إلى اعتقال حسام في داره بإحدى ضواحي حيفا، ووجهت له اتهامات بالتعاون مع أخيه صلاح في إمداده بكميات كبيرة من حمض النتريك للقيام بعملية تفجير أعد لها رجال الجهاد الإسلامي.

وأوضح أنه علم بنبأ اعتقال ابنه من زوجته اليهودية سيما، التي عمدت عقب ذلك إلى قطع كل اتصال لها بعائلة صوافطة. وجاء في عريضة الاتهام أن حسام صوافطة أجرى على امتداد عدة أشهر اتصالات مكثفة مع أخيه صلاح، وغير رقاقة هاتفه النقال عدة مرات لتجنب إمكانية تتبعه وحاول مساعدته في الحصول على كميات كبيرة من حمض النتريك لتجهيز قنابل ناسفة.

وقال أميت روزينز محامي حسام صوافطة إن حسام أخبره أنه في المرات القليلة التي ذهب فيها إلى طوباس تعرض للانتقاد والتوبيخ باعتباره خائناً وأوشك أبناء القرية على إيذائه إلى حد أنه استعان بجنود الاحتلال.

وأضاف: إن الأخوين حسام وصلاح لم يلتقيا إلا مرة واحدة، وأن صلاح أعطى لحسام رسالة يطلب منه فيها مساعدته في الحصول على حمض النتريك، لكن هذا الأخير نحى الرسالة جانباً ونسيها تماماً، ولم يفكر جدياً في الاستجابة لطلب أخيه. وبعد شهرين استشهد صلاح، وقام رجال جهاز الشين بين باعتقال حسام واستجوابه لمعرفة سر اتصاله بأخيه.

وبالمقابل قال جورج شحادة المحامي الذي استعانت به عائلة صوافطة إنه من الممكن أن يكون صلاح صوافطة قد حاول استغلال وجود أخيه في إسرائيل لكن هذا الأخير لم يتعاون معه. وليس بإمكان إسرائيل محاكمة شخص لأنه تحدث مع أخيه.

Email