بصائر الزوجة الصالحة

بصائر الزوجة الصالحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزوجة الصالحة هي أساس السعادة في البيت، والإنسان الموفق هو الذي يوفقه المولى عز وجل لاختيار الزوجة الصالحة التي تعينه على طاعة الله وتقف بجواره عند الشدائد والمحن، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم: (والطيِّباتُ للطيِّبين) والمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)، ويقول: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرَّته وإن أقسَمَ عليْهَا أبرته وإن غاب عنها حفظتهُ في نفسها وماله).

ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سَعَادة ابن آدم: المرأة الصالحة »أي التقية الطاهرة العفيفة« والمسكن الصالح والمركب الصالح). وفي رواية: (أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الوطيء).

فسعادة الإنسان تبدأ من بيته، ومن لم يسعد في بيته فلن يسعد في أي مكان، وأنسَب مكان لراحة النفس وهدوء البال هو بيت الإنسان، حيث الزوجة الصالحة التي تعمل على إسعاد زوجها في حدود ما أحله الله وهي التي تعرف ظروف زوجها من الناحية المالية، فتنفق في حدود إمكاناته ولا ترهقه بكثرة الطلب حتى لا يضطر إلى الاستدانة، فالدَين هم يلازم الإنسان حتى يُقضى، وتكتمل سعادة الزوج بالذرية الصالحة الموفقة، والتي تضفي عليه وعلى البيت السعادة الحقيقية في الحياة ويمتد أثر تلك الذرية الصالحة بعد الوفاة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (وولد صالح يدعو له). وفي البيت الصالح ترويح للنفس وإيناس لها بالمجالسة والنظر إلى ما يسعدها ويسرها.

قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ـ21.

وفي الاستئناس بالنساء من الاستراحة ما يزيل الكرب ويروح القلب، وينبغي أن يكون لنفوس المتقين استراحات بالمباحات.

قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا). »الأعراف 189«.

والمرأة الصالحة المُصلحة للمنزل عون للزوج كي يحافظ على عبادته ويتفرغ لعمله وعمله.

قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: الزوجة الصالحة ليست من الدنيا فإنها تفرغك للآخرة وإنما تفريغها بتدبير المنزل وبقضاء الشهوة جميعاً. وجاء في بعض التفاسير في قوله تعالى: (فلنحيينه حياة طيبة) »النحل 97«.

قال: الزوجة الصالحة

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ما أعطي العبد بعد الإيمان بالله خيرا من امرأة صالحة.

والمرأة الصالحة هي التي تعمل جاهدة على إسعاد زوجها وأهلها فتعرف حقوقهم وتقوم بها خير قيام وهي التي تصبر على أخلاقهم واحتمال الأذى منهم وتسعى في إصلاحهم وإرشادهم إلى الطريق المستقيم وهي التي تحث زوجها دائماً على الكسب الحلال وتقول له اتق الله فينا، والزوج الصالح هو الذي يحسن القيام على بيته، على زوجته وأولاده، يصبر عليهم ويحسن معاملتهم وتربيتهم وينفق عليهم من حلال ولا يتركهم عالة يتكففون الناس.

روي عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهلهِ وذوي رحمه وقرابته فهو لهُ صدقة). »رواه الطبراني في الأوسط وشواهده كثيرة«.

وروي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت). »رواه أبوداوود والنسائي والحاكم إلا أنه قال: من يَعُول. وقال: صحيح الإسناد«.

وقد أوصى المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في حجة الوداع بالمرأة خيراً. روي عن عمرو بن الأحوَص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ، ثم قال: (ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هن عوانٌ عندكم، وليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون إلا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن) »رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح«.

حامد واكد

Email