كل جمعة

خير الناس أنفعهم للناس

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا العنوان هو جزء من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس)، وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على أناس جلوس فقال (ألا أخبركم بخيركم من شركم) قال : فسكتوا، فقال ذلك ثلاث مرات ، فقال رجل : بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا ، قال (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره).

وهناك العديد من الأحاديث التي تروى عنه صلى الله عليه وسلم تصب في هذا الاتجاه وتبين الأخلاق والمبادئ التي يجب أن يتخلق بها الإنسان المسلم المؤمن في أي مكان أو زمان وجد فيه، وهذه الأخلاق السامية لابد من التأكيد عليها وخاصة للمسلمين المقيمين في الدول الغربية والأجنبية، من جانب العلماء المسلمين المتواجدين هناك أو الزائرين ومعرفة المجتمع الذي يعيشون فيه وعاداته وتقاليده وتدريس فقه الأقليات المسلمة للجالية، هذا الفقه حرص على مراعاة جميع الجوانب في هذه البلاد.

ونفع المسلم للآخرين سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين يدعو إليها الإسلام ويؤكد عليها، وكم من غير المسلمين اعتنقوا الإسلام ليس عن طريق الدعوة المباشرة أو التعريف بالإسلام وإنما عن طريق المعاملة الطيبة التي يجدونها عند المسلمين، وما دخول الأجانب في الإسلام عن طريق دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي إلا أكبر دليل على ذلك.

ففي شهر رمضان حضرت مؤتمرا صحافيا في الدائرة للإعلان عن الفعاليات الثقافية الدينية خلال الشهر الكريم، كنا على موعد مع مفاجأة وهذه المفاجأة كانت عبارة عن إشهار حوالي عشرة أشخاص إسلامهم، أجمعوا كلهم على أن التعامل مع المسلمين والتواصل معهم كان من ضمن أسباب دخولهم في الإسلام واقتناعهم به، وتحدثت سيدة روسية فأشارت إلى أن جارتها المسلمة كان لها الفضل في الإقبال على الإسلام بتعاملها الإنساني الراقي.

وليعلم المسلم أن أي تعامل ايجابي يحسب للإسلام وأي تعامل سلبي يحسب ضده. وفي هذا الشأن أطلق الاتحاد الإسلامي في النمسا حملة إعلانية كبيرة تحت شعار قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس)، تهدف إلى التعريف بالمبادئ والأهداف السامية والإنسانية ومكارم الأخلاق التي دعا إليها نبي الإسلام وتوعية المواطنين النمساويين والأوروبيين من معتنقي الأديان الأخرى بتعاليم الإسلام.

ونحن بحاجة إلى مثل هذه الحملات الواعية في جميع دول العالم بمشاركة العلماء والدعاة المشهود لهم بالكفاءة والعلم.

Email