قيم زرعها الآباء ليمتد العطاء إلى ربوع الوطن بغير حدود

النشيد الوطني لحن أصالة وقصة صمود

ت + ت - الحجم الطبيعي

النشيد الوطني لحن أصالة وقصة صمود تجسد الارتباط بالوطن واستلهام القيم التي زرعها الأجداد والآباء ليبقى العطاء للوطن بغير حدود ويبقى العلم خفاقا والنشيد يطرب الآذان صباح كل يوم، فالتربية الوطنية تبدأ من ترديد النشيد ومعرفة معانيه التي ينبغي أن تتحول إلى سلوك وعمل بعيدا عن كونها مجرد كلمات أو شعارات، بل يجب أن يتحول النشيد الوطني إلى منهاج واقعي بين أفراد المجتمع بأكملهم ليحكم بكلماته سلوكنا جميعا.

النشيد الوطني عنوان للحرية والاستقلال نردد كلماته وعباراته في شموخ وإباء مايعكس عمق الانتماء لجذور الوطن الغالي، ولان الوطن كلمة جبارة فان الإنصات واحترام النشيد في المناسبات الوطنية والعسكرية وفي أي احتفال كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من احترامه والانتماء إليه.

أردنا من خلال هذا الاستطلاع أن نتعرف بصورة حقيقية على مدى تقبل الطلبة لكلمات النشيد الوطني من جهة وهل ترديده يعتبر لمجرد التعود عليه أم يغرس بداخلهم حسا وطنيا ونوعا من المسؤولية من جهة أخرى، إضافة إلى أننا أردنا معرفة الأسباب التي يلجأ إليها بعض الطلبة من خلال تصرفاتهم غير المقبولة أثناء فقرة النشيد الوطني أثناء الطابور الصباحي

وتقول الطالبة آمنة أحمد من مدرسة أسماء بنت النعمان ان النشيد الوطني يضفي على الطالب الكثير من الحيوية والنشاط والمسؤولية، إضافة إلى أنها وأثناء ترديدها للنشيد خلال الفترة الصباحية تشعر بالطمأنينة والحماس تجاه الوطن وتشعر بمدى الإخلاص الذي بذله حكام الدولة من أجل توحيد الإمارات، معربة عن استيائها لوجود الكثير من الطالبات اللواتي يرددن النشيد الوطني بنوع من اللامبالاة لمعانيه ويعتبرنه بمثابة فقرة عادية من فقرات الإذاعة المدرسية وليس له أهمية ويلقى الجهل والصد منهن.

وأضافت أنه من الضروري على أولياء الأمور زرع الحس الوطني بأبنائهم منذ الصغر وقبل دخولهم الروضة في ترديد النشيد الوطني على مسامعهم ثم يأتي دور إدارات المدارس والمعلمين القائمين أثناء الطابور الصباحي بمعاقبة الطلبة الذين يتجاهلون ترديد النشيد الوطني. وأرجعت آمنة الفضل في غرس الحماس الوطني بداخلها منذ الصغر وقبل دخولها الروضة إلى عمتها التي حرصت على ترديد النشيد الوطني أمامها وتعليمها أسس الإلقاء الصحيحة أثناء ترديده خاصة أنه جزء لا يتجزأ من وطننا الغالي.

غيرة وطنية

وأشارت أميرة عبدالله إلى أن الكثير من الطالبات أثناء ترديدهن للنشيد الوطني تظهر منهن تصرفات غير مقبولة تشعرها بالغضب والغيرة على الوطن، ويرددن بطريقة مختلفة أو بصوت أدنى، مشيرة إلى أنها في حال محاولتها إسكات زميلاتها أثناء هذه التصرفات تلقى ردود فعل واستهجاناً منها: ما شاء الله من متى صرتي وأيد وطنية. وأوضحت أن للنشيد الوطني مكانة غالية وكلماته لها معان عظيمة تحمل في طياتها قيماً متعددة تدعو في بدايتها بأن يعيش الوطن ويبقى اتحاد الدولة على مر السنين.

استهتار ولامبالاة

وأرجعت الطالبة نوال أحمد عدم اهتمام الطلبة أثناء ترديد السلام الوطني إلى غياب دور الأسرة خاصة في السنوات القليلة الماضية في تنشئة أبنائهم بطريقة وطنية صحيحة نظرا لانشغالاتهم في أعباء الحياة والضغوطات اليومية التي خلقت أسر متشتتة تعاني من الاضطرابات، فتكون الضحية الطفل الذي يعيش تائها وسط هذه الأسرة.

وأشارت إلى انه من الضروري أن تغرس الأسر بداخل أطفالهم منذ الصغر وقبل دخولهم الروضة حماسا وطنياً من خلال تعليمهم النشيد الوطني حتى يتسنى لهم بعد الالتحاق بالمدرسة وترديده في الطابور الصباحي أن يكونوا حريصين على أدائه بالطريقة المثلى خاصة أننا نفتقد في مدارسنا أثناء ترديد النشيد بالإلقاء السليم والوقفة الصحيحة التي تعكس احترام الكلمات وعلم الدولة والانتماء للوطن.

آلات موسيقية

وبينت الطالبة حليمة أحمد ان النشيد الوطني له هيبة ومكانة مميزة عند أفراد الدولة يتطلب منا أثناء ترديده بأن ينبع من أعماقنا، مشيرة إلى أنه من الضروري إدخال الآلات الموسيقية خلال ترديد النشيد الوطني في المراحل المدرسية خاصة في «الحلقة الثانية من المرحلة الأساسية والمرحلة الثانوية بهدف إدخال عنصر المتعة عند الطالبات وجذبهن خلال الطابور الصباحي»،

موضحة أنه في المرحلة الابتدائية كان للنشيد الوطني اهتمام وقيمة كبيرة عند الطالبات والسبب يعود إلى استخدام معلمة التربية الموسيقية للآلات الموسيقية التي تحفز التلاميذ على الإنشاد، مشيرة إلى أن أحد أسباب عزوف الطالبات عن ترديد النشيد الوطني خلال الطابور الصباحي هو غياب الرقابة من قبل المعلمات وابتعادهن عن معاقبة المخالفات منهن.

تنشئة سياسية

وأوضحت الطالبة نعمة أحمد أن النشيد الوطني له قيمة خاصة تفتخر فيه خاصة أنه يمثل الدولة، وتشجع كلماته على الاتحاد والقوة وحب الوطن، مشاطرة زميلاتها الرأي بأن أعداداً كبيرة من الطالبات أثناء الطابور الصباحي وخلال فقرة النشيد الوطني يصدرن تصرفات سلبية ممزوجة باللامبالاة الأمر الذي ينعكس سلبا على الأخريات إما الصمت دون الترديد أو النشيد دون وعي حسي نحو الكلمات.

وأكدت نعمة على أن أولياء الأمور والمدرسة هما من يتحملان هذا الإهمال نظراً لابتعادهما عن غرس التنشئة السياسية البسيطة المرتبطة بخلق قيم وطنية عند الأفراد منذ الصغر، إضافة إلى ابتعادهما عن مبدأ المعاقبة خلال تصرفات الطلبة الخاطئة أثناء ترديد النشيد الوطني في الطابور الصباحي أو المناسبات المختلفة، مشيرة إلى أن المدرسة تعتبر أول مؤسسة رسمية يرتبط بها الفرد في حياته وهي مفتاح للتنشئة السياسية المهمة وأهمها كيفية احترام الوطن من خلال أداء النشيد الوطني بطريقة صحيحة واحترامه بشكل يليق به.

إجلال واحترام

ولطالبات المرحلة الأساسية «الحلقة الثانية» الرأي ذاته بأن النشيد الوطني لا بد أن تكون له طقوس خاصة أثناء ترديده وأن يحترم الفرد كلماته ويعاقب إذا صدر منه تصرفات خاطئة خلال النشيد، وترى الطالبة ميساء نادر أن النشيد الوطني الذي تشارك في إنشاده الطالبات صباح كل يوم مدرسي قد لا يعني للكثيرين شيئا لكن المتمعن في عباراته يلمس مقدار الإجلال والاحترام الذي يحظى به الوطن ورغم كوني من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة إلا أن جذوري وانتمائي لهذا البلد الذي ولدت وترعرعت فيه وعندما أردد النشيد فإنني أغني بوجداني لأنني اعتبر الإمارات وطني الثاني.

من جانبها تعتقد الطالبة ميثاء عبدالوهاب أن الانتماء للوطن ليس سوى سلسلة مترابطة الإطراف تبدأ باحترام نشيده وسلامه الوطني مروراً بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة وانتهاء بالتضحية له والنشيد والحديث ما زال يغرس بالطالبات كيفية الإخلاص للوطن، فإذا كان الانتماء والإخلاص حاضرين فانه لاشك سترتفع أهمية الدولة وستصبح على قائمة اكبر الدول وأكثرها تطوراً.

أما الطالبة هيفاء سلطان فان أكثر ما يزيدها حماساً أثناء ترديدها للنشيد الوطني مقطع «عاش اتحاد إماراتنا» حيث تشعر من خلاله بالفخر لأن الدولة تمكنت بفضل قيادتها الرشيدة أن توحد كافة إمارات الدولة من أجل الارتقاء بها إلى أعلى المستويات وتطوير مختلف القطاعات وتصبح الدولة من أهم الدول في العالم.

كلمات عظيمة

الطالبة لطيفة محمد تجد أن النشيد الوطني يعني الإصرار على النجاح وثبات الأمة، الأمر الذي يعكس الطمأنينة عند أفراد الشعب، فيجسد معاني الوطنية وحمل مسؤولية الدولة والدفاع عنها خاصة أنه يتضمن كلمات عظيمة تدور حول نقطة أساسية وهو التكاتف من أجل حماية الوطن.

وأرجعت الطالبة شهيرة إبراهيم أسباب التصرفات السلبية التي تصدر من قبل بعض الطالبات خلال ترديد النشيد الوطني إلى ابتعاد الأهالي عن غرس قيمة النشيد الوطني منذ الصغر في أبنائهم وتوضيح معانيه لأسباب عديدة تدعو إلى تعميق الانتماء والشعور الوطني في النفوس، مشيرة إلى أنها تجد بعنوان النشيد «عيشي بلادي» قيمة حقيقية بأن يدعو كل أفراد الدولة من مواطنين ومقيمين بأن تعيش الإمارات ويبقى علمها خفاقا إلى الأبد.

في الفجيرة

على الرغم من اتفاق جميع التربويين في مدارس الفجيرة على أهمية حفظ طلاب وطالبات المدارس النشيد الوطني «عيشي بلادي» كونه رمزاً من رموز الدولة التي يجب الاهتمام به إلا أن واقع الحال كان مخالفا لذلك، فقد اعترفت العديد من الإدارات المدرسية بأن 25% من الطلاب والطالبات في المدارس الثانوية لا يدركون الكثير من معانيه، وآخرون يعتقدون أنهم أصبحوا اكبر من أن يرددوا نشيدا ظل معهم منذ الصغر، مما استدعى مطالبة بعض التربويين بضرورة تدريس النشيد الوطني في المدارس، وشرحه بصورة تناسب كل مرحلة لتعميق الانتماء والشعور الوطني في نفوس الطلاب والطالبات.

وقالت فاطمة سهيل مساعدة مديرة مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي بالفجيرة ان معظم الطالبات يرددن النشيد الوطني في الطابور الصباحي دون أن يدركوا المعاني الجليلة التي يتضمنه مما ينم عن استهتار عند بعضهم بدليل القيام بأعمال لا تنم عن شعور وطني وغيرة وطنية كان من المفترض أن يكرسها النشيد الوطني، مشيرة إلى أن بعض الطالبات يقمن بالكتابة على جدران المدرسة وغيرهن يعبثن بالأجهزة والوسائل التي وجدت في المدرسة لخدمتهن.

وأضافت أن كافة الطالبات يحفظن النشيد من الصفوف التأسيسية لكن بعضهن لا يدركن الكثير من معانيه، منوهة بضرورة تدريس النشيد الوطني في المدارس، وشرحه بصورة تناسب كل مرحلة، لتعميق الانتماء والشعور الوطني في نفوسهن. وأوضحت سهيل أن 25% من طالبات الثانوية لا يرغبن في الوقوف بالطابور الصباحي، ويشعرن أنهن أصبحن اكبر من أن يقفن بالطابور أو يرددن نشيد الوطن لذلك يقفن باستهتار وبطريقة تنم عن عدم اكتراث في النشيد أو الإحساس بقيمته.

وقالت مريم راشد عبود أمينة سر مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي أن العديد من الطالبات يشعرن بالضجر أثناء وقوفهن بالطابور الصباحي بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي لا تساعد على وقوف الطالبات لفترات طويلة في الطابور الصباحي، لعدم وجود مظلات ومكيفات في ساحة المدرسة، حيث يظهر اثر التعب والإرهاق عليهم بعد لحظات من وقوفهن بالطابور الصباحي، موضحة أن ذلك يعتبر من العوامل الرئيسية التي تحول دون ترديد النشيد الوطني بشكل جاد وبصوت عال، وبإحساس وطني عميق.

اختلاف بين حفظ الأناشيد

أشارت آمنة الشرقي مديرة مدرسة البحر التأسيسية أن الطالبات في المرحلة التأسيسية يتعلمن النشيد الوطني ضمن حصص التربية الموسيقية، ويتدربن عليه باستمرار، كما يختلف حفظ الطالبات للنشيد من مدرسة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى، فبعض المدارس تدرك أهميته وتخصص حصصاً له، حيث تقوم معلمة الموسيقى بشرح معاني الأبيات الشعرية المكونة له ضمن حصص التربية الموسيقية، لكن هناك مدارس أخرى لا تهتم به، بل إنها أيضا لا تهتم بالطابور الصباحي وإجراء بعض التمارين الرياضية للطالبات وخاصة في المدارس الثانوية فضلا عن مطالبة بعض أولياء الأمور بعدم تعريض بناتهم للحر أثناء الطابور الصباحي.

وأكدت ليلى شاهين مساعدة مدير جويرية بنت الحارث على ما جاءت به مدير مدرسة البحر بان الاهتمام بالنشيد يتفاوت من مدرسة إلى أخرى حسب نظرة الإدارة وإمكانيات المدرسة، مشيرة إلى أن طالبات مدرسة جويرية يرددن النشيد الوطني باهتمام شديد ويتنافسن برفع أصواتهن به في الطابور الصباحي، وذلك عائد إلى اهتمام الإدارة به، ووجود المشرفات ومعلمات الرياضة اللواتي ينشدن معهن ويحفزهن لرفع أصواتهن به.

شعور بالمعاني الوطنية

شدد عبيد راشد اللاغش مدير مدرسة محمد بن حمد الشرقي على أن الدافعية نحو النشيد الوطني ينبع من داخل الطالب، لذلك فهناك العديد من الطلبة لديهم الدافعية في إنشاده، والشعور بالمعاني الوطنية التي تغرسها كلماته، لإيمانهم بان النشيد هو رمز من رموز الدولة لذا يجب حفظه وترديده وإدراك معانيه، مشيراً إلى أن الدافعية والحافز على حفظها وإدراك معانيه يجب أن ينبع ويبدأ من الصغر ومن الصفوف التأسيسية التي تعاني من قصور في هذا الجانب.

وأوضح اللاغش أن هناك بعض الطلبة يشعرون بأنهم اكبر من أن يرددوا نشيداً ظل معهم منذ الصفوف الدنيا، لهذا لا يكترثون به، كما أن هناك مسؤولية تقع على أولياء الأمور الذين لا يتابعون أبناءهم ومستواهم الدراسي فكيف سيوجهونهم نحو حفظ النشيد الوطني وإدراك معانيه.

استطلاع ـ فراس العويسي ومنال خالد:

Email