د. كلداري: المرض عبارة عن فيروس يظهر على شكل طفح جلدي يشبه عناقيد العنب

أطباء الأمراض الجلدية يؤكدون ارتفاع نسبة الإصابة بالحزام الناري

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرة هي الأمراض التي نسمع عنها دون أن نعرف أسبابها ومسبباتها ولا طرق الوقاية منها إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس كما يقال . ومن ضمن الأمراض الجلدية المؤلمة لا بل والخطيرة على كبار السن ومرضى السكر تحديدا مرض يطلق عليه الحزام الناري أو ما يعرف بالعامية «بالعنقز». ويقول أطباء الأمراض الجلدية إن هذا المرض الفيروسي مرض معدٍ ينتقل من شخص إلى آخر وينتشر بكثرة في المجتمع الإماراتي خاصة في هذا الوقت بالذات ،

وغالبا ما تكون له أعراض تظهر على شكل طفح جلدي مؤلم جدا وحارق يتكون على شكل حبوب صغيرة مجتمعة ومصطفة بجانب بعضها البعض تشبه عناقيد العنب تختفي عادة خلال عدة أسابيع من الإصابة ومن النادر جداً أن تعود للمريض نفسه مرة أخرى لأن الإصابة ينتج عنها مناعة دائمة للحزام الناري .

ويؤكد أطباء الأمراض الجلدية أن النسبة العالمية للإصابة بالمرض على المستوى العالمي تصل إلى 80 شخصا من بين كل مئة ألف نسمة من السكان ، فما هي طبيعة هذا المرض وما هي أعراضه وهل ينتقل من شخص إلى آخر وهل هناك من طرق للوقاية ؟

الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة الإمارات يعرف الحزام الناري بالتهاب فيروسي يسببه نفس الفيروس المسبب للعنقز، لذلك من الممكن لأي شخص قد أصيب بالعنقز أن يصاب بالحزام الناري في فترة من فترات عمره، حيث يظل الفيروس كامناً وغير نشط في بعض خلايا العقد العصبية في جسم الإنسان وعند ثورانه ومعاودة نشاطه يصاب بهذا المرض.

ويضيف الحزام الناري ينتج عن نقص مقاومة الالتهابات أو لوجود أمراض مرافقة مثل السكري أو الأورام أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة. ويصيب المرض الذي ينتج عن نوع معين من الفيروسات تدعى «Varicella- Zoster Virus»

وهو الفيروس نفسه المسبب لمرض (جدري الماء) الذي يعرف بالعامية (العنقز)80 شخصا من بين كل مئة ألف شخص ، والغالبية منهم ولحسن الحظ لا يصابون به إلا مرة واحدة. وبالرغم من أن الأطفال قد يصابون بهذا المرض إلا انه ومما لاشك فيه ينتشر أكثر بين كبار السن (فوق الخمسين).

وحول أعراض المرض يقول أعراض المرض تكمن في الشعور بالألم أو الحرقان في سطح الجلد وقد يكون كالتقريص أو التحسس المفرط، وكل ذلك يكون متركزاً في منطقة محددة بأحد جانبي الجسم (الأيمن/ الأيسر) وقد يطول هذا الإحساس لفترة تصل إلى ثلاثة أيام قبل أن يبدأ الطفح الجلدي على شكل احمرار التهابي في نفس المنطقة

وقد يصاحبه صداع شديد مع ارتفاع في درجة الحرارة.ويتطور هذا الاحمرار إلى مجموعات من البثور الجلدية (مماثلة لبثور العنقز لكن عددها أكبر ومجتمعة) ويبدأ الصديد والدم بالتجمع داخل تلك البثور والفقاعات الجلدية، ومن ثم يبدأ بالجفاف ثم لا يلبث أن يبدأ بالزوال والتطاير مخلفاً بعض الإحساس بالألم أو الحرقة الجلدية التي قد يطول بقاؤها بعد الشفاء.

ويقول الدكتور أنور العطاري طبيب الأمراض الجلدية والتناسلية في إحدى العيادات الخاصة بدبي الحزام الناري يظهر على شكل طفح جلدي على الجسد والوركين وقد يصيب الوجه والذراعين والساقين ، لكن من الممكن أن يصيب أي جزء من الجسم البشري لكنه غالباً ما يكون في أحد الجانبين فقط ، وفي بعض الحالات قد يصيب العين ما يسبب ألماً شديداً وقد يؤدي إلى مضاعفات من الصعب علاجها، لذلك من الأفضل متابعة العلاج لدى اختصاصي العيون .

ويضيف الألم العصبي أو الحرقان على سطح الجلد بعد الشفاء من البثور هو أكثر ما يؤذي المرضى والذي قد يمتد لأسابيع وربما لأشهر ، ويصيب الأكبر عمراً بين المرضى، لذلك يجب الحرص على علاج ومتابعة الحالات مبكراً ما أمكن حتى نتجنب ذلك.

كما أن التهاب البثور بالبكتيريا قد يسبب تأخر الشفاء، لذلك ننصح في بعض الأحيان بعمل مزرعة وإعطاء المضادات الحيوية اللازمة. وعند انتشار البثور والفقاقيع المرضية على سائر الجسم لدى مرضى نقص المناعة يحتاج إلى عناية خاصة ومكثفة.

وحول طرق تشخيص المرض يقول التشخيص يعتمد على الصورة السريرية بشكل كبير، وقد يقوم طبيب الجلدية بعمل مسحة جلدية لفحصها تحت الميكروسكوب، أو يفرغ أحد محتويات البثور والفقاعات الجلدية لعمل مزرعة للفيروسات وهو بالتأكيد فحص لا يجدي نفعاً في الكثير من الحالات .

ويضيف من المعروف أن الفيروس المسبب للحزام الناري ينتقل للآخرين الذين لم يصابوا في صغرهم بداء العنقز مسبباً لهم الإصابة بالعنقز فقط، لذلك يعتبر الحزام الناري (H.zoster) أقل عدوى من العنقز، لكن قد يعدي عند محاولة إفراغ أو إزالة بعض بثور وفقاقيع الحزام الناري،

كما يجب الحرص بإبعاد الرضع والأطفال ضعيفي المناعة من الاحتكاك بالمرضى المصابين بالحزام الناري وقد يترك آثاراً أو ندباً في مكان الإصابة إذا صاحبها التهاب بكتيري عميق يصل إلى طبقات الجلد (لذلك يجب الحرص على معالجة الالتهاب البكتيري لمنع تكون تلك الندب.

الم شديد

وحول الفترة الزمنية التي يحتاجها المريض للشفاء من هذا المرض يقول «الحزام الناري غالباً ما يشفى خلال أسابيع ولكن قد يخلف الإحساس بالألم العصبي، ولكن إذا تم تشخيص الحالة مبكراً فمن الأفضل البدء في العلاج بمضادات الفيروسات والمسكنات والكريمات الخاصة لتخفيف وتقليل مدة الإصابة

ولمنع تكون المضاعفات ما أمكن ذلك، وكلما كان مبكراً كان أفضل ، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى إضافة الكورتيزون لتخفيف الألم الشديد وبخاصة في الإصابة بمنطقة العينين أو العصب الوجهي، وربما يحتاج إلى إضافة أدوية وعلاجات للقضاء على الألم والإحساس بالحرقان على سطح الجلد».

وأشار الدكتور العطاري إلى أن الظروف المناسبة لنشاط الفيروس هي ضعف المقاومة العامة للجسم أي نقص مقاومة الإنسان للالتهابات كما هو الحال عند الأشخاص المتقدمين في السن، أو عند وجود أمراض مرافقة مثل السكري، الإصابة بالأورام، أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة.

ويصيب هذا المرض مختلف الأعمار، وتغلب الإصابة لدى البالغين وكبار السن، وبشكل عام نستطيع القول إن 20% من الأشخاص الذين أصيبوا بالجديري المائي سابقا يمكن أن يصابوا بالحزام الناري مستقبلا.،

وينتقل الفيروس من المصاب بالحزام الناري إلى الأشخاص الذين لم يصابوا سابقاً بالجديري المائي وقد ينتقل أيضا من طفل مصاب بالجديري إلى الأب أو الأم لذلك ينصح باستخدام مناشف خاصة للطفل المصاب بالجديري أو الشخص المصاب بالحزام الناري من باب الإجراءات الاحترازية .

وأوضح أن التشخيص يتم عادة بناء على القصة المرضية، والفحص السريري للطفح ، لافتا إلى أن الألم المصاحب للمرض يشبه إلى حد كبير القرحة الهضمية، والتهاب البنكرياس، التهاب الزائدة الدودية.

وأوضح أن هناك عدة حوادث سابقة تتعلق بآلام البطن الشديدة في منطقة الزائدة الدودية تم تشخيصها على أنها التهاب في الزائدة الدودية،

وتم بناء على ذلك فتح البطن، بعدها يفاجأ الجراح بأن الزائدة الدودية غير ملتهبة ولا يلبث الطفح الجلدي المميز للحزام الناري بالظهور تدريجيا خلال عدة أيام بعد العمل الجراحي.، وقد يضطر الطبيب لإجراء بعض الفحوص الطبية مثل تعداد الكريات البيضاء، أو صورة شعاعية للصدر أو فحص سائل الحويصلات تحت المجهر للكشف على الفيروس.

دبي ـ عماد عبد الحميد

Email