لا يجوز وضع المصاحف في السيارات للتبرك بها أو حفظها في المكتبات للزينة

المصاحف التالفة وبقايا الصحف مشكلتان تنتظران الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الصحف المتراكمة في المنازل، وبخاصة تلك التي تحتوي على إعلانات تعازٍ وآيات من القرآن الكريم، والمصاحف التالفة أو الزائدة، تشكل مشكلة يعاني منها كثيرون، إذ يحتارون في كيفية التخلص منها، ما لم يرمونها في حاويات القمامة، أو يسيئون استخدامها كسفرة للطعام، أو لف الطعام والخبز والبقول والخضروات بها، أو استعمالها في الكراجات والورش بغرض التنظيف وصبغ السيارات.

في الاستطلاع التالي نحاول إلقاء الضوء على خطورة تلك الاستخدامات على الإنسان، وموقف الدين منها، وتجارب البلديات في حل هذه المشكلة المتفاقمة.

يقول علي مشاعل (مفتي في دائرة الأوقاف والعمل الخيري بدبي) عن المصاحف الزائدة عن حاجة الإنسان في منزله، انه ينبغي إعادتها إلى المساجد، حيث يستفيد منها المسلمون في قراءتها وحفظها، كما يمكن اهداؤها إلى من يحتاج إليها من المسلمين، وأي تقصير في استعمالها يتحمل وزره مَنْ قصَّر وليس من طبع أو أهدى.

وأضاف .. بالنسبة للمصاحف الصغيرة التي تهدى مع بطاقات الدعوة للأعراس بهدف التبرك والتيمن، فهذا شئ طيب وجيد، ولكن نتائج أي تقصير إزاء المصحف، تظل على من يتلقى الدعوة ويتسلم المصحف، فمن المفروض ان يصون كتاب الله، ويحترمه ويجله، ويستفيد منه ويفيد الآخرين لا أن يضعه في المكتبة أو المخزن.

وقال مشاعل: انه توجد مراكز لتحفيظ القرآن في الإمارة والدولة منتشرة في الأحياء ويقصدها أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات ومن المناسب ان نقدم نسخاً من القرآن إلى تلك المراكز وإذا لم تكن هذه المراكز بحاجة لها هناك بلدان حولنا ربما تكون محتاجه إلى نسخ من القرآن الكريم فلا مانع من تقديمها لها ولو بأعداد قليلة وعلى شكل هدايا.

حرق المصحف

وأوضح انه لا يجوز حرق المصحف إلا اذا تمزق وخفنا عليه من الضياع، أو اطلعنا على أخطاء مطبعية فيه، وعندها يحرق وتدفن المادة الناتجة عنه أو ترمى في البحر.

وأشار الى المصاحف التي تطبع بأحرف صغيرة جداً يصعب على المرء قراءتها، فإنه يكره حملها لمجرد الحمل أو وضعها في السيارات بقصد التبرك بها، وأكد ان في ذلك خطأ كبيراً، لا ينبغي على المسلم ان يقع فيه.

التخلص والترميم

ـ اذا ما العمل إزاء الكميات الكبيرة جداً من المصاحف التالفة؟

ـ يقول علي الصلي رئيس قسم الخدمة والنظافة بإدارة الصيانة العامة التابعة لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي ان الآليات التي يتم من خلالها ترميم المصاحف والكتب القديمة والتخلص من التالف منها تتمثل في استلام البلاغات بإدارة الصيانة العامة، ثم يتم الكشف عليها عن طريق زيارات ميدانية على المساجد أو من قبل المفتشين أو من خلال عمال النظافة التابعة لقسم الخدمة والنظافة ثم ترحل الى إدارة الصيانة العامة عقب وضعها في أكياس بلاستيكية خاصة تابعة لبلدية دبي لتجري عليها عمليات فرز، يليها تصنيف المصاحف الى نوعين نوع قابل للترميم ويجري ترميمه في المطبعة وفق آليات وفنيات محددة، وتوزع على المساجد مرة أخرى داخل الدولة أو خارجها.

أما النوع الثاني فهو غير قابل للترميم ويعتبر تالفاً ويتم وضعه في مخزن مخصص لحفظه وعندما تبلغ كمية التالف 2 ـ 5 أطنان نقوم بمخاطبة بلدية دبي لاستلامها ومن ثم تتصرف بها وفقاً لإجراءاتها.

إجراءات البلدية

وقال حسن مكي مدير الإدارة ان بلدية دبي قامت بوضع حاويات لجمع أوراق الصحف في عام 1998 وتم توزيع 100 حاوية في المدينة عند الجمعيات السكنية والمساجد والحدائق وحصلت الحملة على الإعلان والدعم الإعلامي ولكن لم تكن هناك مشاركة فعلية من الجمهور.

ولم تنجح الحملة رغم وضع العبارات اللازمة والإرشاد ولم توجد مشاركة جدية أو التزام من ناحية الجمهور وتعرضت الحاويات لسوء استخدام حيث قام الجمهور بالرسم عليها وكسرها وأثرت بذلك على المظهر الحضاري للمدينة فأزيلت في العام 2001.

وأضاف مكي ان هناك مبادرات من المصانع منها الاتحاد لصناعة الورق، الذي يوفر خدمات ايجابية للحفاظ على البيئة في حال الإبلاغ عن الصحف أو الكتب غير المرغوب فيها، أو الاتصال بمكاتب البلدية التابعة لإدارة البيئة وإحضار هذه الصحف للمكاتب المنتشرة في المدينة.

وقال: هناك 20 مركزاً لفصل النفايات وفرتها البلدية موجودة منذ عام 1999 في الكرامة والصفا والراشدية وهي ثلاث حاويات في كل مركز للمخلفات الورقية والبلاستيكية وغيرها. وهناك تجاوب من الجمهور ولكن ليس على المستوى المطلوب، واعتقد ان الجمهور محتاج إلى جهود أكثر في مجال التوعية بهذا الأمر لأن التحديات كبيرة والجمهور في حالة تغير بسبب الانفتاح الاقتصادي والسياحي الكبير الذي تعيشه البلاد.

وأكد الصلي ان هناك فكرة ودراسة ميدانية لوضع حاويات للتخلص الصحيح من الكتب الدينية والصحف التي تحمل عبارات دينية، وتم وضع تصميم مبدئي للحاويات وسيتم تطبيقها خلال العام الحالي آخذين بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة، والاستفادة من تجارب الإمارات الأخرى، وسيتم التنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية للاستفادة من خبراتها بحيث تتم بلورة الفكرة وفق ما يخدم المجتمع.

استطلاع: خولة محمد

Email