3 قتلى في عدوان على جنين ورايس تطالب بنزع أسلحة الفصائل

موفاز: لا حوار مع المقاومة حتى لو كانت منتخبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعدت اسرائيل من هجماتها على الضفة الغربية أمس واقتحمت مدينة جنين ولقي 3 فلسطينيين مصرعهم أحدهم فجر نفسه في جنود الاحتلال، وتزامن العدوان مع زيادة التصلب السياسي الاسرائيلي المدعوم أميركيا، حيث أكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في إشارة إلى حركة حماس والمقاومة انه لا يمكن إجراء حوار مع أي «سلطة فلسطينية إرهابية» حتى لو كانت منتخبة، مطالباً بنزع أسلحة فصائل المقاومة، وهو الشرط نفسه الذي وضعته أمس أيضاً وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مصادرة لحق الفلسطينيين في ممارسة حقهم الانتخابي، مطالبة بنبذ ما أسمته الإرهاب والعنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

وفي التفاصيل العسكرية أفادت مصادر أن قوة إسرائيلية معززة بآليات مدرعة اقتحمت مدينة جنين من شارع الناصرة وحاصرت عمارة الأنوار السكنية في المدينة. وشرعت في عمليات تحطيم لأبواب المنازل وتدمير لواجهة العمارة، وسمع دوي إطلاق نار كثيف في المنطقة المحيطة.

وأوضحت أن نحو 20 آلية وجرافة عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة وحاصرت عمارة حطين بشارع الناصرة بدعوى اعتقال أحد نشطاء سرايا القدس الجناح العسكري التابع لحركة الجهاد بداخله. وأورد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ان قوة إسرائيلية اقتحمت المدينة وحاصرت منزلاً كان يتحصن فيه ناشطون من حركة الجهاد الإسلامي.

وفي جنين أيضاً قال مصدر عسكري إسرائيلي ان انتحاريا فلسطينيا فجر نفسه قرب قوة إسرائيلية اقتحمت المدينة، وأضاف ان القوات كانت تنفذ عملية لاعتقال نشطاء في جنين عندما خرج فلسطيني من أحد المنازل وفجر نفسه.

وأوضحت المصادر ان «الفلسطيني خرج من أحد المنازل واقترب من القوة (الإسرائيلية) قبل ان يفجر نفسه إما بحزام ناسف وإما بعبوة ناسفة كان يحملها».

وفي حادث آخر في جنين ذكر المصدر الأمني الإسرائيلي ان جنوداً إسرائيليين أصابوا ناشطاً فلسطينياً بالرصاص خلال تبادل لإطلاق النار مع مسلحين. وقال مصدر أمني فلسطيني ان الرجل قتل.

وقال شهود عيان فلسطينيون ان فلسطينيا آخر قتل أيضا خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في المنطقة. سياسيا، استأنفت رايس الضغط على الفلسطينيين لنزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي يتوقع ان تسجل أداء قويا في الانتخابات التشريعية هذا الشهر.

وفي بيان يبدو انه يهدف إلى تخفيف مشاعر القلق لدى الإسرائيليين خشية ان تكون واشنطن تخفف موقفها من حماس أعادت رايس على أذهان الفلسطينيين انهم كانوا قد وافقوا على نزع سلاح حماس. وقالت رايس ان «رأي الولايات المتحدة لا يزال كما هو انه لا مكان في العملية السياسية للجماعات أو الأفراد الذين يرفضون نبذ الإرهاب والعنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ويجب نزع سلاحهم».

وأضافت: «وكما قال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «أبومازن» فان الانتخابات الديمقراطية يمكن ان تكون فاتحة للقوانين والسياسات التي تتبنى السلام وتستبعد المدافعين عن الإرهاب والعنف وتنفذ التزامات خطة خريطة الطريق لتفكيك البنية الأساسية للإرهاب».

في موازاة ذلك أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أمس ديفيد وولش مبعوث وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط أن إسرائيل لن تقبل تحت أي ظرف أن تتفاوض مع ما سماه بسلطة فلسطينية «إرهابية».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موفاز قوله خلال اللقاء مع وولش في القدس «نحن لن نقبل تحت أي ظرف سلطة إرهاب» في إشارة إلى مشاركة فصائل المقاومة الفلسطينية في الانتخابات التشريعية المقبلة. وأضاف: «نحن نطالب الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس أن يطرحوا خطة أمنية ترمي إلى اجتثاث البنية التحتية للإرهاب في مناطق السلطة الفلسطينية». وأكد أن هذه هي الطريقة الوحيدة «التي يمكن أن تمهد الطريق لاستئناف الحوار الإسرائيلي الفلسطيني في إطار تنفيذ خطة خريطة الطريق».

كما أعلن موفاز ان إسرائيل قررت عدم السماح بتشغيل الممر الآمن بين غزة والضفة زاعما ورود معلومات استخبارية حول نية فلسطينيين استغلاله لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل. وقال ان الفلسطينيين يحاولون نقل التكنولوجيا والأشخاص إلى الضفة لتطوير صناعة الصواريخ في الضفة المحتلة، زاعما ان العديد من المطلوبين الفلسطينيين يدخلون إلى قطاع غزة عبر معبر رفح إضافة إلى عمليات التهريب المستمرة.

من جهتها أدانت حماس تصريحات رايس، وقال مصدر مسؤول في الحركة «إننا في حماس ندين التصريحات التي تشكل مثالا وقحا لهذا التدخل السافر، وانتهاكا فاضحا للسيادة الفلسطينية التي نحرص عليها»، داعيا السلطة الفلسطينية «لرفض هذه التصريحات وإدانتها».

القدس المحتلة ـ «البيان» والوكالات:

Email