خطة لإصلاح مجمع الفقه الإسلامي الدولي

سيدعو البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لاجتماع موسع مع كل الهيئات والمؤسسات المنتمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في شهر مارس 2006م، للنظر في برنامج عمل الخطة العشرية الذي أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة في مكة المكرمة.

جاء هذا في حديث أدلى به السفير عطا المنان البخيت، الأمين العام المساعد والمتحدث الرسمي للمنظمة، لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) وقال: إن هذا الاجتماع مهم لأنه ستحدد فيه آليات تنفيذ الخطة على مستوى المؤسسات التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وستدرس كل جهة كيفية تنفيذ القرارات الخاصة بها بشكل تدريجي على مدى السنوات العشر للخطة.

مشيرا إلى أن المنظمة بدأت فعلا في بحث كيفية التنفيذ، والموضوع في مرحلة التشاور بين الأمين العام والدول الأعضاء في المنظمة وعن تعديل ميثاق المنظمة قال: لا أتوقع أن ينجز ميثاق المنظمة في خلال الثلاث سنوات المقبلة، لأنه سيمر بمراحل عدة قبل أن يجاز.

وأكد السفير عطا المنان أنه لم تشكل أية لجان للنظر في برنامج عمل الخطة العشرية ، بل جرى لقاء بين الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، دار الحديث خلاله حول النظر في تنفيذ ما صدر عن القمة الإسلامية من قرارات، واتفق في الاجتماع أن هذه الخطة هي خطة عمل عشرية، لهذا فإنه في إطار التنفيذ متاح لنا وقت يمتد على مدى عشر سنوات، هذا جانب، والجانب الثاني أن وضع الخطة لم يمض عليه إلا وقت قصير، وتحتاج الأمانة العامة أن تدرس هذه الخطة بشكل أعمق، وتتأمل فيها.

لهذا فإن الإدارات المتخصصة في الأمانة العامة للمنظمة، بدأت كل منها في دراسة برنامج العمل العشري حتى تحدد الكيفيات والوسائل الممكنة لتنفيذ هذا البرنامج. كما أن البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام للمنظمة، خاطب رسميا جميع المنظمات المنتمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، منها البنك الإسلامي للتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، والمراكز الإسلامية المختلفة، بالإضافة إلى الجامعات الإسلامية، وأرسل لهم نسخاً من برنامج عمل الخطة العشرية، وطلب منهم ان ينظروا في هذه الخطة، وأن يضع كل منهم تصوراً للجانب الذي يليه من هذه الخطة وكيف ينفذ.

وعن مشروع إصلاح مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ذكر السفير عطا المنان البخيت، أن البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام للمنظمة، سيشكل لجنة لوضع خطة لإصلاح المجمع بعد التشاور مع أمين عام المجمع، وبعد أن تجتمع اللجنة وتقدم دراستها، تحول لمؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي، وإذا أجاز المؤتمر الدراسة سيتم تشكيل لجنة متخصصة للبدء في التنفيذ مباشرة، مبينا أن المبتغى أن يصبح مجمع الفقه الإسلامي مؤسسة مرجعية في مجال الفتوى، لكن على المجمع أن يتخطى صعاباً كثيرة حتى يصل لهذه المرحلة، منها مشاكل تنظيمية ومالية، والمرجعية الفكرية (المرجع والتصور له)، كل ذلك يحتاج لتصور لإصلاح المجمع.

مضيفا أن القمة الإسلامية لم تفت في إصلاح المجمع، بل قالت ان إصلاحه يحتاج لمتخصصين لهم إلمام بمجمع الفقه الإسلامي، ومعرفة بمعالجته، من أجل ذلك سيدعي هؤلاء المتخصصون إلى اجتماع، لوضع تصور لكيفية إصلاح المجمع، أي لوضع خطة مكتملة للإصلاح، ومن ثم ترفع لوزراء خارجية الدول الإسلامية.

وقال السفير عطا المنان، إن قيام مجمع الفقه الإسلامي لا يلغي وجود المجامع الفقهية في الدول الإسلامية أو هيئات الإفتاء فيها، لكن المجمع سيكون مرجعية ذات تأثير اكبر من حيث الاختصاص ومن حيث التكوين وعدد العلماء الموجودين فيه وتمثيل العلماء أنفسهم من كل مدارس الفكر والفقه الإسلامي من كل الدول الإسلامية، لذلك فالفتوى التي يخرجها ستكون ذات تأثير أكبر، وهذا هو المقصود أي أن يصبح المجمع مرجعا متاحا لأي دولة إسلامية احتاجت لرأيه في مسألة معينة. ولكن حتى الآن لا نستطيع أن نقول أنه عندنا مؤسسة مرجعية في الفتوى بإمكانات مادية وفكرية كبيرة تستطيع أن تكون مرجعية بالنسبة للدول الإسلامية كلها. (إينا)