«فتح» تتهم دحلان بالابتزاز و«المستقبل» تتعهد بهزيمة «حماس»

قدومي يدعم «ثورة البرغوثي البيضاء»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى رئيس حركة «فتح» فاروق القدومي بثقله خلف «قائمة المستقبل»، التي شكلها الأسير مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، والتي يراها البعض بمثابة «ثورة بيضاء» ضد قائمة «الحرس القديم» وتردد اتهام لوزير الشؤون المدنية المستقيل وأحد وجوه «المستقبل» محمد دحلان بابتزاز الحركة عبر تشجيع البرغوثي على تشكيل قائمته المنفصلة، التي تعهدت بمحاربة الفساد وهزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية المقبلة، فيما استقال رئيس الوزراء أحمد قريع من منصبه ليتمكن من خوض الانتخابات.

وقال قدورة فارس الناطق باسم مروان البرغوثي إن الانقسام الانتخابي في الحركة نهائي ولا رجعة عنه.

وكان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس (أبومازن) تحدث هاتفياً لمدة 3 ساعات مع البرغوثي في سجنه الليلة قبل الماضية محاولاً ثنيه عن قراره خوض الانتخابات على رأس قائمة منفصلة عن قائمة الحركة. وفيما قالت مصادر مقرّبة من أبومازن إن البرغوثي وعد بدراسة الأمر، أكد قدورة لـ «البيان» أن «الوقت أصبح متأخراً جداً ونحن ماضون إلى الانتخابات». وضمّت قائمة البرغوثي 35 مرشحاً من قيادات الجيل الشاب في «فتح» مثل محمد دحلان وجبريل الرجوب وسفيان أبو زايدة وقدورة فارس وأحمد غنيم.

وكان أبومازن سجل قائمة «فتح» الرسمية وأبقى البرغوثي على رأسها، كما أبقى عدداً من مؤيديه في مواقع مضمونة في محاولة أخيرة لثنيهم عن خوض الانتخابات في قائمة مستقلة عن الحركة غير أنهم رفضوا ذلك بشدة. واعتبر فارس خطوة البرغوثي ورفاقه احتجاجاً على ما سمّاه «الانقلاب ضد الديمقراطية في فتح»، مشيراً إلى تعيين مرشحين في القائمة الرسمية للحركة ممن فشلوا في الانتخابات الداخلية.

وحاول رئيس «فتح» فاروق قدومي الالتحاق بركب سفينة الشباب عندما أعلن أمس عن دعمه لهم. ونقل جبريل الرجوب عن قدومي قوله إنه يدعم قائمة البرغوثي ولا يعتبرها انشقاقاً عن الحركة.

ويرى مراقبون في خطوة قدومي محاولة لتصفية حسابه مع أبومازن الذي سحب سلطاته على السلك الدبلوماسي وأحالها إلى وزير خارجيته ناصر القدوة. وقال قدورة فارس إن القائمة ستهزم «حماس» وستحارب الفساد، وتعمل على إعادة النظام والقانون والتمسك بالانتفاضة والمقاومة. لكنه لم يستبعد التعاون مع «حماس» وقوى المعارضة الأخرى في البرلمان المقبل.

وبلغ عدد القوائم المسجلة للانتخابات الفلسطينية 12 قائمة تتنافس على 66 مقعداً فيما بلغ عدد المرشحين في الدوائر 400 مرشح يتنافسون على 66 مقعداً. ومن القوائم الجديدة «قائمة الحرية» برئاسة وزير المالية المستقيل سلام فياض، التي احتلت الدكتورة حنان عشراوي المقعد الثاني فيها.

من ناحيته، قال جمال محيسن، منسق «فتح» للانتخابات التشريعية المقررة في 25 يناير لوكالة «فرانس برس» إن «وجود لائحتين يعكس الأزمة الكبيرة التي تعيشها الحركة». وأضاف: «واجهنا في السابق مشكلات من هذا النوع (تعدد اللوائح) خلال الانتخابات البلدية والأمر يتكرر اليوم مع الانتخابات التشريعية».

واتهم محيسن أشخاصاً في محيط البرغوثي لم يسمهم، باستخدامه «كوسيلة ابتزاز» ضد قيادة «فتح». وقال إن «بعض الذين زاروه ـ في إشارة إلى محمد دحلان ـ أقنعوه بأنه ليس على رأس قائمة فتح. إنهم يريدون ابتزاز فتح لتحقيق أهداف شخصية».

لكن قدورة فارس قال في المقابل إن اللجنة المركزية للحركة قررت تعيين البرغوثي على رأس القائمة في اللحظة الأخيرة «بعدما أدركت أننا عازمون على تقديم لائحة أخرى». وأضاف: «عملوا على تصحيح الوضع، لكن بعد فوات الأوان».

في هذه الأثناء، قال أبومازن إن قريع قدم استقالته ليرشح نفسه في الانتخابات المقبلة. وتعين على قريع وفقاً للقانون أن يترك منصبه قبل الانتخابات. واسم قريع مسجل على القائمة التي قدمتها حركة «فتح»، وسيخلفه في ترؤس حكومة تسيير الأعمال نائبه نبيل شعث.

رام الله ـ محمد إبراهيم والوكالات:

Email