«التربية» تبرر قرارها بقلة الامكانات ونقص الكادر

إلغاء تقويم «العربية والاسلامية» الموحد يواجه اعتراضات

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدق الفاروق عمرعندما قال: اتقنوا العربية فانها تزيد في تعلم المروءة . وصدق مدير هيئة الاذاعة البريطانية عندما أحيل للمعاش قبل سنوات وسئل عن أهم لغة لفتت نظره، فأجاب الرجل: إنها اللغة العربية .

ولكن يبدوأن وزارة التربية والتعليم لها رأي آخرباعلانها إلغاء التقويم الموحد لمادتي «اللغة العربية والتربية الاسلامية» للصفين العاشر والحادي عشر في المدارس الأجنبية الخاصة، معللة قرارها بعدم وجود الامكانات والكوادر الكافية، لكنه في الواقع أساء الى عملية «التقويم» العادلة والدقيقة لطلبة المدارس الخاصة الأجنبية في المادتين،

فضلا عن تضييقه الخناق على طلبة الصف الثاني عشر، وإعطائه صلاحية واسعة، للمدارس لوضع «امتحانات» على هواها، مايعني أنه خير أريد به باطل ! طالبة مواطنة في مدرسة خاصة من أم أجنبية استنكرت قرار «التربية» إلغاء الامتحانات الموحدة في العربية والاسلامية،

مشيرة الى أنها تحب لغتها الجميلة الى حد الولع بها بفضل جهود معلمتها معها رغم أن والدتها أجنبية ،ولاتجد صعوبة في استيعاب المادة وأيضا التربية الاسلامية، فيما أكدت معلمتها أن الطالبة فائقة في المادة لاسيما في فرع «العروض» موسيقى الشعر العربي الذي يصعب على الكثير من المتخصصين في العربية.

مسؤولة لغة عربية وتربية اسلامية في احدى المدارس الخاصة كشفت عن أن القرار يطلق يد المدارس الأجنبية الخاصة في وضع امتحانات توافق أهواءها دون مراعاة طرائق المادتين وأهميتهما، اضافة الى تضييق الخناق على طلبة الصف الثاني عشر بعد تفريغ المادتين في الصفين السابقين.

واشارت المسؤولة الى أن تقليص حصص اللغة العربية والتربية الاسلامية لمختلف الصفوف وتم تطبيقه في المدارس الخاصة الاجنبية وفق نظامها انعكس على المخرجات التعليمية للطلبة، فجاءت متفاوتة نظرا لعدد الحصص وطرائق الأداء من قبل المعلمين .

واضافت أن ذلك التفاوت جعل من مسألة الامتحان الموحد مشكلة مؤرقة للمدارس نظرا لتباين مستويات الطلبة التي ماعاد من العدل أن يعمم هذا الامتحان على جميع المدارس، مؤكدة أنها ليست مع قرار الغاء الامتحانات الموحدة للغة العربية والتربية الاسلامية في المدارس الخاصة الاجنبية.

وفندت معلمة لغة عربية في مدرسة خاصة القرار وقالت إنها ليست معه ، فإما أن يكون موحدا للمرحلة بكاملها أو لايكون، منوهة بمستويات طالباتها في لغتنا الأم خاصة اللائي من أمهات غير عربيات وفي قواعد النحو تحديدا التي يعاني منها معظم طلبتنا، لافتة الى أن المشكلة أساسا في المتعلم وممكن أن تؤثر الأم بلغتها ولكن هذا الشيء لايؤدي لأن يكون الطالب ضعيفا في اللغة .

* تعلم هزيل

وقال الدكتور هاشم دويدري منسق اللغة العربية بتعليمية دبي : ارتأت الدولة قبل سنوات طوال أن يكون تعليم لغتنا الجميلة في المدارس الأجنبية الخاصة اجباريا ولم يأت هذا القرار من فراغ وإنما جاء نتيجة حرص الدولة على اللغة واعتزازها بمكانتها، لكن هل يتم التطبيق فعليا وفق مايجب أن يكون.

وتابع : في الواقع أن تعليم العربية في المدارس الأجنبية يبدو هزيلا وذلك لأنه لايمارس بالصورة الصحيحة التي نتطلع إليها وهذا يعود في بعض منه الى طبيعة المناهج المطروحة في تلك المدارس كما يعود الى الطريقة التي تعلم بوساطتها اللغة العربية وقلة الاشراف على تلك المدارس من قبل المتخصصين باللغة، علما بأن هناك صعوبات حقيقية تعاني منها المدارس الأجنبية في هذا المجال من أهمها: مجيء أعداد من طلبة الصفوف المتقدمة اليها ولايمتلكون خلفية عن اللغة العربية.

اضافة الى ضعف الاشراف الاداري من قبل المناطق التعليمية بسبب قلة العاملين في ادارة التعليم الخاص واقسامه في المناطق ، من هنا عمدت بعض المناطق الى ترك شؤون الامتحانات الى المدارس نفسها ظنا منها أن تلك المدارس أقدر على معرفة قدرات الطلبة وامكاناتهم،

ومن هنا جاءت فكرة الغاء الامتحانات الموحدة التي تعد من الوجهة الفنية الأقدر على قياس مستويات الطلاب وتقويم أدائهم بشكل عادل وصحيح ، معتقدا أن الحل لايكون بإلغاء توحيد الامتحانات في هذه المدارس وإنما يكون بإيجاد حلول أخرى من مثل تأمين الكوادر والآليات المناسبة لاجراء تلك الامتحانات في المناطق التعليمية المختلفة لاسيما التي تحوي أعدادا كبيرة من المدارس الخاصة تفوق أعداد المدارس الحكومية مثل تعليمية دبي.

* عدالة وتقويم

ولفت الدكتور دويدري الى أن المشكلة في تعليمية دبي تكمن في قلة أعداد الموظفين المشرفين على قسم التعليم الخاص وبخاصة أولئك المشرفين على الامتحانات كما أن المنطقة لاتملك مطبعة سرية وكادرا خاصا بذلك مما يجعلها غير قادرة على اجراء امتحانات موحدة تضمن العدالة والتقويم الدقيق لطلاب المدارس الخاصة،

مؤكدا أن الامتحانات الموحدة تعد ضرورة أولا وإذا ما أردنا معالجة قضيتها فعلينا أن نعالج المشكلات التي تحول دون تحقيقها اضافة الى أن مشكلة الطلاب الذين يفدون الى الدولة وهم في صفوف متقدمة يمكن أن يعلموا في صفوف خاصة مبادئ اللغة ولايشترط أن يلتحقوا بزملائهم الذين في صفوف متقدمة،

مؤكدا على أن تمسكنا بتعاليم العربية ليس هدفا خاصا وإنما هدف عام لأنها جزء من أصالتنا وتمثل قيمنا كما أنها تمثل وجودنا لذا يبدو من المعيب أن يلجأ بعضنا الى تعلم لغات أجنبية ليجاري بعض الادارات المدرسية التي لاتنطق بالعربية والأجدر بنا أن نلزمها على تعلمها لأن القائمين عليها يقيمون على أرض عربية تعتز بعروبتها وقيمها ولغتها ودينها.

كتب يحيى عطية:

Email