الداعية الدكتور صفوت حجازي:

صفات الرجولة لا تقتصر على الذكور دون الإناث

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع راعي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تواصلت أمس فعاليات الأنشطة الثقافية الدينية المصاحبة للمسابقة القرآنية الدولية بمحاضرة للدكتور صفوت حجازي بعنوان «كيف نكون رجالاً» أكد فيها أن صفات الرجولة الحقة أوضحها الله سبحانه وتعالى في كثير من آيات القرآن الكريم من سور التوبة والنور والأحزاب والقصص.

وقال إن صفات الرجولة هنا تشمل الذكر والأنثى وقد عرف التاريخ الإسلامي نساء أرجل من العديد من الرجال، ومن هؤلاء النساء أم عمارة نسيبة بنت كعب التي ضحت بنفسها من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، والسيدة خديجة التي وقفت بجواره صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة ومؤازرتها له في هذه الرحلة، مشيراً إلى أن «الرجولة» صفات وأخلاق وسلوك.

وأضاف ان السيدة نسيبة بنت كعب ضربت أروع الأمثلة في الفداء والتضحية والشهامة وهي كلها من صفات الرجولة الحقة، وهناك من النساء في فلسطين وفي العراق يحملن هذه الصفات ويكابدن من أجل لقمة العيش والثبات في هذا الجحيم وفي تربية أبنائهم.

وفي رحلة مع صفات الرجولة في القرآن الكريم بدأ الدكتور صفوت حجازي بسورة التوبة الآية 108 «لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين». وقال إن من صفات الرجال أنهم «يحبون أن يتطهروا» وكلمة رجال هنا «جمع نكرة منون» وهي صيغة للتعظيم أي أعظم الرجال مبيناً أن الرجال الحقيقيين نجدهم في المساجد ولا نجدهم في الشوارع أو النوادي، وإذا كانت هناك امرأة تحب أن تتطهر وترتاد المساجد فهي من الرجال.

وأضاف ان هناك حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه لبلال: «دخلت الجنة فوجدت خسف نعليك، فعلام سبقت المسلمين إلى الجنة»، فقال بلال: «كلما أحدثت توضأت وكلما توضأت صليت ركعتين». وقد سبق سيدنا بلال المسلمين إلى الجنة لحبه للوضوء وحبه للتطهر، ومعنى «يحبون أن يتطهروا» مبالغة في الطهارة.

ومع سورة النور في الآية رقم 36 و37 «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار».وأشار الدكتور صفوت حجازي إلى أن صفات الرجال في هذه الآيات تشتمل على أنهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة،

وإذا اتصف بهذه الصفات أي إنسان ذكراً كان أو أنثى كان من عظماء الرجال، وقد جاء «ذكر الله» وتكرر في هاتين الآيتين ثلاث مرات، إضافة إلى ذلك أنهم «يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار».مؤكداً أن الإنسان لو خاف من إنسان مثله خوف عبادة فليس برجل، فالخوف من الله عز وجل، أما الخوف الفطري فالإنسان مجبول عليه.

وقال إن رجال سورة النور يخافون من الله عز وجل ويخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، مشيراً إلى أن الفرد لو خاف من أحد يؤذيه في أمر كتبه الله عليه فليس من الرجال الذين تحدث عنهم القرآن.وعن رجال سورة الأحزاب تلا الدكتور صفوت حجازي قول الله عز وجل «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً»،

وأضاف ان هناك صفتين مهمتين من صفات الرجولة وردتا في هذه الآية وهما: الصدق والعهد، وتساءل هل المسلمون يعلمون علام عاهدوا الله، وهل صدقوا في هذا العهد أم لم يصدقوا؟ وقال إنه لا بد وأن يكون بينك وبين الله عهد وهو أن تؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ويجب أن تكون رجلاً فيما عاهدت الله من أجله.وأضاف ان الصفة الثالثة في سورة الأحزاب هي «وما بدلوا تبديلاً» أي لم يبدلوا دينهم لا بعادات أو بتقاليد أو بأعراف.

وفي سورة القصص الآية 20 «وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين» قال الدكتور حجازي إن من صفات الرجولة في هذه الآية السعي وبذل الجهد في النصيحة للناس، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن النصيحة قال: «النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، ومن الشهامة والرجولة بذل أقصى الجهد في النصيحة.

وأما في سورة يس يقول الله عز وجل: «وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون»، ويستطرد الدكتور صفوت حجازي بقوله: إن من صفات الرجولة لأي مسلم علم آية من كتاب الله أو حكماً من أحكام وجب عليه أن يعلمها ويبلغها بل ويسعى ويبذل أقصى جهده في هذا التبليغ، وهذا دلالة على حبه لقومه ولأهله. وحذر الدكتور صفوت الدعاة من اتهام الآخرين بالكفر والجهالة، وقال إنه لا يحق لهم ذلك.

وضرب مثلاً لذلك من قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما ذهب إلى الطائف ليبلغ رسالة الإسلام ولم يستجب أهل الطائف له، بل أغروا به صبيانهم وسفهاءهم فأدموا قدمه وجسمه، وجاءه جبريل ومعه ملك الجبال وقال له: يا محمد مرني أطبق عليهم الأخشبين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعل الله يخرج من أصلابهم من يؤمنون بالله ولا يشركون به شيئاً.

وقال: إن أعظم الرجال هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث جمع كل الصفات الطيبة التي وردت في القرآن الكريم من صدق ورحمة وسعي وبذل الجهد في دعوة قومه وحبه للتطهر وحفظ العهد والأمانة وقد قال عنه سبحانه وتعالى: «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً».

وأضاف ان من صفات الرجولة في السنة النبوية صفتين تحدث عنهما النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: «إن الأمانة نزلت في جذر قلوب رجال، الإيمان في قلوبهم كالجبال الرواسخ، لو أرادوا أن يطولوا الثريا لطالوها بأيديهم وبأيمانهم».وقال الدكتور صفوت حجازي إن «رجال» في الآيات وفي الأحاديث ليست للجنس بل للصفات وتشمل الذكر والأنثى إذا كان متصفاً بها.

كتب السيد الطنطاوي

Email