«البيان» تنفرد بنشر «استراتيجية دبي للسلامة المرورية 2003 ـ2007»، العمل على خفض عدد وفيات حوادث الطرق إلى أكثر من 30%

السبت 9 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 10 مايو 2003 «الحد من حوادث السير» كان من بين الأهداف الاستراتيجية السبعة التي حددتها شرطة دبي. ورغم الجهود المبذولة للحد من الحوادث على الطرقات الا ان الاحصاءات الأخيرة تظهر ارتفاع في معدل الوفيات بالامارة، حيث يقدر بنحو 9,18 شخصا لكل 100 الف نسمة كما ان هناك ارتفاعا كبيرا في معدل وفيات المواطنين مقارنة مع الفئات السكانية الاخرى حيث يبلغ معدل الوفيات بين المواطنين 5,32 فردا لكل 100 ألف نسمة. كما ان قرابة 72% من وفيات المواطنين تنحصر في الفئات العمرية حتى 30 سنة وقرابة 34% من السائقين المتسببين في حوادث الوفيات هم من المواطنين. كما تشير الاحصاءات ايضا ان 42% من وفيات الحوادث المرورية تقع على الطرق السريعة وعلى الأخص في شارع الشيخ زايد وشارع الامارات وطريق دبي ـ العين . ونحو 29% من السائقين المتورطين في حوادث الوفيات هم من السائقين الجدد حديثي السواقة بين الفئة العمرية 1822 سنة. اذن.. ومع مراجعة وتحليل الأوضاع الراهنة «للحالة المرورية» بدبي يستدعي الامر التحرك المنظم لوضع الية واضحة لاعادة الانضباط والحد ـ او التقليل ـ من تلك الحوادث التي يذهب ضحيتها عشرات الابرياء سنويا. استراتيجية شاملة في ادارة مرور دبي كان الخبر السعيد.. حيث كشف لنا المسئولون في الادارة ان هناك استراتيجية وضعتها الادارة العامة لمرور دبي للخمس سنوات المقبلة تحت عنوان: «استراتيجية امارة دبي للسلامة المرورية 20032007»، وهي كما يقول العقيد مهندس محمد سيف الزفين نائب مدير ادارة مرور دبي عبارة عن وثيقة تخطيطية رسمية تشتمل على خطة متعددة السنوات تهدف الى ايجاد الاطار الاستراتيجي لتوحيد جميع البرامج والمبادرات واجراءات السلامة المرورية حتى العام 2007 وقام باعداد الاستراتيجية فريق فني مكون من نائب مدير ادارة المرور والمهندس سالم علي الشافعي والنقيب علي خلفان المنصوري والمدني خلفان محمد البرواني وارتكزت خطوات الاعداد للاستراتيجية على تحديد القضايا والمشاكل الاستراتيجية للسلامة المرورية، تحديد التوقعات المستقبلية لحالة ومشاكل تلك السلامة، صياغة الأهداف والسياسات للتصدي لقضايا ومشاكل السلامة المرورية وتحديد الرؤية المستقبلية لتوجيه جهود السلامة المرورية لتحقيق الاهداف والنتائج المرجوة، وتطوير اجراءات وبرنامج واساليب تنفيذ الاستراتيجية. ما استدعى ضرورة وضع استراتيجية، كما يشرح العقيد الزفين هو تلك المؤشرات المقلقة للحوادث فالخط البياني لعدد الوفيات نتيجة حوادث الطرق في امارة دبي خلال الفترة من 19922002 في تزايد سواء في عدد اجمالي الوفيات او وفيات المواطنين فالعام الماضي بلغ الاجمالي 190 وفاة منهم 42 مواطنا والعام السابق 2001 كان العدد 185 وفاة منهم 39 مواطنا.. واشار متوسط المتغيرات السنوية للمؤشرات المرورية الحيوية للفترة: من 98 ـ2001 ان هناك زيادة في عدد الوفيات بنسبة 7,8% سنويا وزيادة في عدد المركبات بنسبة 6,9% مقابل نمو في عدد السكان بنسبة 2,5%. مسئوليات مشتركة كل ذلك دفعنا الى اعادة الهيكلة ووضع استراتيجية تركز على قضايا مرتبطة بالنظم والاجراءات والاساليب المتعلقة بالسلامة المرورية وهي تنفيذ وتطبيق القوانين المرورية، فهناك حاجة الى بلورة الرؤية الواضحة للادوار والمسئوليات الملقاة على عاتق الجهات المعنية بتطبيق القوانين، كذلك هناك حاجة الى توحيد مهام ومسئوليات تنفيذ قوانين المرور بين العديد من الوحدات الادارية وغياب التنسيق المؤسسي المنتظم والمستمر في التخطيط والتنفيذ، كذلك الحاجة الى التأهيل المهني والتدريب المتخصص لدى المعنيين بأعمال تنفيذ قوانين المرور على مستوى الافراد والاشرافيين، وتقوية الاداء وتعزيز الفاعلية في تنفيذ القوانين المرورية برفع المعنويات في الوظيفة. القضية الاخرى هي التثقيف والتوعية المرورية.. والتي تتطلب بلورة الرؤية الواضحة للأدوار والمسئوليات الملقاة على عاتق ادارة الاتصال الجماهيري في التثقيف والتوعية والسلامة المرورية، والحاجة الى تقوية التنسيق بين الادارة العامة للمرور وادارة الاتصال الجماهيري في توجيه أعمال التوعية والتثقيف المروري، كذلك الحاجة الى خطة طويلة او متوسطة المدى لتوجيه مجهودات التوعية والتثقيف للسلامة المرورية، واعداد الكفاءات الفنية والاعلامية المتخصصة في مجالات التوعية للسلامة المرورية. اما على مستوى قضية الهندسة المرورية فتعترف الاستراتيجية بغياب الاسلوب المنهجي الشامل في معالجة المواقع الخطرة مروريا كما ان مشاريع الطرق لا تتناول اجراءات ومتطلبات السلامة المرورية بالشكل المنهجي الشامل اثناء مراحل التخطيط والتصميم والتنفيذ. قوة وضعف وترصد «استراتيجية دبي للسلامة المرورية» نقاط قوة متعددة في الامارة متعلقة بوجود شبكة طرق ذات صيانة جيدة، وقاعدة معلومات الحوادث المرورية مفصلة ومتطورة ومستوى سلامة مرورية متقدم مقارنة مع باقي امارات الدولة ولكنه دون المستوى المطلوب بالنسبة لمقاييس الامارة. في الوقت ذاته هناك نقاط ضعف تتمثل في تشتت مؤسسي في جهود السلامة المرورية بين مختلف الادارات المعنية، عدم وجود خبرة سابقة في التخطيط طويل الأمد في السلامة المرورية، ووجود نسبة عالية من حركة السير تنشأ من خارج الامارة ونقص في الكادر الفني المتخصص في السلامة المرورية في مختلف القطاعات وغياب اجراءات تلك السلامة في مشاريع الطرق الجديدة وفي الطرق القائمة، وطرق لا تستوعب حركة السير. كما ترصد الاستراتيجية الفرص والمخاطر في السلامة المرورية فعلى مستوى الفرص فهناك دعم كبير من الجهات الرسمية العليا، وتركز اهم مشاكل السلامة المرورية في عدد محدد من المجالات القابلة للمعالجة مثل الطرق الخارجية، كما ان هناك فرصا كبيرة للاستفادة من الامكانات المتوفرة لتعزيز جهود السلامة المرورية الطويلة الامد مثل تواجد الاقسام والادارات المعنية بالتوعية والضبط وهندسة المرور. وعلى جانب المخاطر فهناك معدل وفيات الحوادث المرورية المرتفع في فئة الشباب المواطنين الذكور، ارتفاع التكلفة الاقتصادية والمالية لحوادث السير، وطول شبكة الطرق وزيادة في المركبات المسجلة وفي الحجم المروري، والاعتماد الكبير على السيارة الخاصة في الانتقال وقلة استخدام وسائل النقل الجماعي. التوقعات المستقبلية ووفقا لتوقعات استراتيجية السلامة المرورية خلال اعوام 20032007 فان عدد سكان دبي سيصل الى مليون و176 الفا و12 نسمة والمتوقع ان يصل العام الجاري الى مليون و3 آلاف و536 نسمة والعام 2004 الى مليون و46 الفا تقريبا في العام 2005 الى مليون و89 الفا و77 نسمة والعام 2006 الى مليون و132 الفا و893 نسمة. اما التوقعات بالنسبة لنمو العدد الاجمالي للمركبات المسجلة بدبي فتشير الى انه من المتوقع ان يصل عدد المركبات في العام 2007 الى 563 الفا و414 مركبة مسجلة فيما من المتوقع ان يصل عدد المركبات المسجلة في العام الجاري 2003 الى 422 الفا و562 مركبة مسجلة في دبي في حين من المقدر ان يبلغ العدد في العام المقبل الى 457 الفا و775 مركبة وفي العام 2005 الى 482 و988 مركبة وفي العام 2006 نحو 528 الفا و201 مركبة. وبالنسبة لتوقعات معدل وفيات حوادث الطرق في امارة دبي في خلال الفترة من 2003 ـ 2007 فتتوقع الاستراتيجية ان يصل اجمالي الوفيات في عام 2007 الى 268 وفاة منها 57 وفاة. ويتوقع العام الحالي ان يصل العدد الاجمالي الى 213 حالة وفاة منها 45 مواطنا. الاهداف وتهدف الاستراتيجية الى تحقيق عدة اهداف وصولا الى العام 2007 وهو تخفيض اجمالي عدد الوفيات بمقدار 30% أو أكثر. وتخفيض معدل اجمالي الوفيات للامارة من 9,18 فردا الى 13 فردا لكل 100 الف من السكان او اقل وتخفيض معدل الوفيات بين المواطنين من 5,32 الى 18 فردا لكل 100 الف نسمة من السكان أو أقل. وتشير التوقعات ان عدد الوفيات المتوقعة بدبي نتيجة لحوادث السير ستصل الى 268 وفاة في حين الوفيات المستهدفة 153 وفاة العام 2007. اما المتوقعة في العام الحالي فهي 213 حالة وفاة والمستهدفة 187 وفاة. وبرصد اجمالي عدد الوفيات من عام 2003 الى 2007 فسوف يصل وفقا لتوقعات مرور دبي الى 1201 حالة وفاة كعد اجمالي والمستهدف ان يصل الى 841 او اقل. في حين المتوقع عن عدد الوفيات بين المواطنين خلال تلك السنوات 255 مواطنا والمستهدف أن يصل الى 178 أو اقل. ويشتمل الاطار المؤسسي العام لتنفيذ استراتيجية السلامة المرورية على قسم هندسة المرور وادارة الاتصال الجماهيري وادارة ترخيص السائقين وادارة الضبط والرقابة المرورية ومؤسسات خارجية والدوائر الحكومية والدوائر الحكومية الاتحادية والقطاع الخاص. اما بالنسبة للتنظيم الداخلي لقسم هندسة المرور لتنفيذ الاستراتيجية فيشمل قسم هندسة المرور يتبعه منسق للتوعية والتثقيف المروري ومنسق الاجراءات الهندسية والتقنيات ومنسق القوانين والتشريعات واللوائح والضبط والمراقبة المرورية. كما ان هناك تنظيما داخليا لادارة الضبط والمراقبة المرورية تشمل على تبعية عدة اقسام للادلة هي قسم دوريات ورقباء سير وقسم امن الطرق وقسم تنسيق الضبط المروري مع مراكز الشرطة وقسم الرادار«قسم تقنيات الضبط والمراقبة». وقد تم وضع مراحل الاستراتيجية وتشتمل اعداد الخطة ثم اعتمادها اما المرحلة الثالثة فهي عبارة عن متابعة تنفيذ وتقييم وتحديث الخطة عبر مراحل متواصلة من العمل تبدأ بعد اعتماد خطة الاستراتيجية مباشرة.