«البيان» ترصد عملية الكشف على القادمين في مطار دبي الدولي، د. عدنان جلفار: نركز على القادمين من شرق آسيا ونحجز أي راكب لديه أعراض الـ «سارس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 2 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 3 مايو 2003 اثار اكتشاف وانتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي «سارس» في بعض دول شرق آسيا حالة من الهلع والفزع في كافة دول العالم، ومنها من قام بحظر السفر والرحلات من والى تلك الدول ومنها من قام باتخاذ اجراءات وتدابير احترازية صارمة لمنع دخوله. دائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي وبتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة رئيس دائرة الصحة والخدمات الطبية قامت وبالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية باتخاذ سلسلة من الاجراءات الاحترازية المشددة لمنع تسرب المرض، حيث كان آخر هذه الاحتياطات تركيب جهاز متطور يطلق عليه «تيرمال سكان» لفحص القادمين من بعض الدول. وبعد حصولنا على تصريح لدخول المطار، انطلقنا الى قاعة القادمين لمراقبة ما يجري على الارض عن كثب. جلسنا ما يقارب ثلاث ساعات، وكانت الحركة طبيعية ولكن وبمجرد الاعلان عن وصول احدى الرحلات الجوية القادمة من هونج كونج تغير كل شيء، حالة من الاستنفار وانتشار مكثف للأطباء والممرضين العاملين بعيادة المطار التابعة لدائرة الصحة وبعض المسئولين بالدائرة وعلى رأسهم الدكتور عدنان جلفار مدير ادارة الرعاية الصحية الأولية ويقوم هو بنفسه وبعد التنسيق مع المسئولين في المطار بالطلب من جميع ركاب تلك الرحلة بمن فيهم طاقم الطائرة بالوقوف في صف واحد معتذراً لهم عن اي تأخير قد تتسبب به هذه الاجراءات الاحتياطية. عملية الفحص سارت بسرعة وسلاسة، ولا يستغرق فحص الراكب سوى خمس ثوان فقط، يتم فيها الكشف عن درجة حرارته، وهو الاجراء المتبع حالياً في المطارات العالمية، ولم يتم ايقاف اي من ركاب تلك الرحلة. وقال الدكتور جلفار «ان الاجراءات التي قامت باتخاذها دائرة الصحة والخدمات الطبية وبالتعاون مع طاقة الجهاز المعنية بالامارة بمن فيهم دائرة الطيران المدني بدبي وطيران الامارات ودناتا وادارة الجنسية والاقامة والجمارك ودناتا وشرطة دبي ومنذ الاعلان عن اكتشاف المرض نجحت وبفضل الله في منع دخول وتسرب مرض الالتهاب الرئوي الحاد الـ «سارس» لامارة دبي. واضاف بأن جهاز «الثيرمال سكان» الذي تم تركيبه في وقت مبكر من صباح اليوم هو نفس الجهاز المستخدم في المطارات العالمية، وهو جهاز متطور يقوم بفحص حرارة الشخص ويعطي نتائج دقيقة وبسرعة فائقة حيث لا يستغرق الفحص سوى خمس ثوان فقط. واشار الى انه في حالة تبين ان حرارة الشخص غير عادية اي فوق المعدل الطبيعي للجسم يتم اخذه الى مستشفى راشد في القسم الخاص للعزل وهناك تجرى له كافة الفحوصات والتحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ذلك، مشيراً بهذا الصدد الى ان اعراض المرض هي الحرارة والزكام والصحة وهي نفس الاعراض التي تصاحب الانفلونزا او امراض الجهاز التنفسي، مشيراً الى ان اي راكب يعاني من هذه الاعراض يتم التحفظ عليه للتأكد من خلوه من مرض الـ «سارس» والحمد لله لغاية الآن لم يتم الاشتباه سوى في حالة واحدة وهي التي اعلن عنها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة رئيس دائرة الصحة والخدمات الطبية، وقد تبين بعد التحاليل والفحوصات ان الشخص كان يعاني من انفلونزا حادة. ومن ضمن الاجراءات المشددة الأخرى قال الدكتور عدنان جلفار هناك بالطبع تعليمات شددة لأطقم الملاحة الجوية، حيث تم الطلب من جميع المضيفين والمضيفات بمراقبة الركاب عن كثب، ولمجرد اكتشاف اي شخص على الرحلة يشكو من اي من الاعراض السابقة يتم عزله في مقعد خاص ويتم توزيع الكمامات الواقية على جميع الركاب وفور وصوله المطار يتم اصطحابه لعيادة المطار واذا كانت الاعراض مشابهة لمرض السارس يتم التحفظ عليه في قسم العزل بمستشفى راشد حتى يثبت العكس. واشار الدكتور عدنان جلفار الى ان هناك فرقاً بين الحالة المشتبهة بها والحالة المحتملة والحالة المؤكدة، موضحاً ان الحالة هي التي تحمل اعراض الانفلونزا الحادة، والحالة المحتملة هي التي تبقى فيها الاعراض لمدة اطول وهذا يتطلب ارسال بعض العينات الى مختبرات منظمة الصحة العالمية وهو الاجراء الذي تقوم به كل الدول وفي حالة تبين في هذه المختبرات ان هذه الحالة هي سارس يتم الاعلان عنها على أنها حالة مؤكدة. وقال للأسف هناك شائعات كثيرة يروج لها البعض نتيجة عدم الوعي او ربما لخلق حالة من الارباك والقلق في المجتمع وشدد مدير ادارة الرعاية الصحية الأولية على ضرورة عدم الخلط بين المراضى الانفلونزا او امراض الجهاز التنفسي والسارس مهيبا بالجمهور بالابتعاد عن نشر الشائعات، ومؤكداً بالوقت نفسه على ما شدد عليه قاضي سعيد المروشد مدير عام دائرة الصحة والخدمات الطبية بأن الدائرة تتعامل وستتعامل مع هذا الموضوع بشفافية مطلقة. وأوضح الدكتور عدنان جلفار ان الرحلات التي يتم التركيز عليها في مطار دبي الدولي هي الرحلات القادمة من الصين وهونج كونج وفيتنام. واشار الى ان اللجنة العليا التي تم تشكيلها وتضم ممثلين عن جميع الجهات التي سبق ذكرها عقدت سلسلة من الاجتماعات لمراجعة توصيات منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة الامراض الأميركي للتأكد من تطبيقها بفعالية داخل المطار وتشمل الملاحظة الدقيقة التي يقدمها طواقم الملاحة الجوية لمعرفة ما اذا كان من بين الركاب من يشكو من اعراض تشابه اعراض السارس. مزيد من الأجهزة وقال سعيد الشامسي مدير ادارة الهندسة بدائرة الصحة الذي حرص ايضا على التواجد في مطار دبي الدولي للاطلاع على كيفية عمل الجهاز: الجهاز كما تلاحظون صغير الحجم ومتحرك يمكن نقله من مكان الى اخر، وموصل بجهاز حاسب آلي محمول يحتوي على برنامج لتوثيق جميع التحاليل التي يتم اخذها. فحص الراكب يتم في خمس ثوان فقط ويعمل على الاشعة تحت الحمراء وموثق من قبل الهيئة الأميركية. جهاز «الثيرمال سكان» يعمل على قياس الحرارة المنبعثة من جسم الشخص وتظهر النتيجة الحرارة المنبعثة من جسم الشخص وتظهر النتيجة على الفور على الجهاز، فاذا كانت فوق 38 درجة مئوية تظهر النتيجة بالألوان وهناك يتم التحفظ على الشخص لإجراء مزيد من الفحوصات. وقال المهندس سعيد الشامسي بأن الدائرة تعتزم تركيب المزيد من هذا الجهاز في مطار دبي الدولي خلال الايام القليلة المقبلة لضمان عدم تأخير الركاب القادمين للمحافظة على الصور المشرقة لمطار دبي الذي يعد الوجه الحضاري للامارة. واشار الى انه تم تدريب عدد من المهندسين العاملين بالدائرة على كيفية تركيب الجهاز وصيانته وكيفية التعامل مع الاعطال بمساعدة خبير استرالي من نفس الشركة المصنعة للعمل على الجهاز طوال فترة الاستخدام. واكد حرص دائرة الصحة على ادخال احدث التقنيات العالمية للمستشفيات والمراكز الصحية التابعة للدائرة وذلك لتقديم خدمات علاجية متقدمة ومتطورة للمواطنين والمقيمين مشيراً الى جهاز «الثيرمال سكان» وهو آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا العالمية للكشف عن مرض السارس وهو نفس الجهاز المستخدم في مطار اكبر الدول المتقدمة في العالم. مضاعفة الكادر الطبي والتمريضي وقال الدكتور محمد اسماعيل مسئول عيادة المطار بأن الدائرة قامت ومنذ الاعلان عن اكتشاف المرض بمضاعفة اعداد الكادر الطبي والتمريضي في العيادة وصدرت لنا تعليمات مشددة من قبل مدير عام الدائرة بضرورة توخي الحيطة والحذر ومضاعفة الجهود لمنع تسرب اي حالة من مرض السارس، مشيراً انه اي قادم عبر مطار دبي الدولي يتم الاشتباه به حتى ولو لوجود اعراض الزكام يتم التحفظ عليه وارساله الى مستشفى راشد لمتابعة حالته من خلال اجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. واكد أنه لم يتم الاشتباه لغاية الآن سوى في حالة واحدة فقط وهي للشخص الأميركي الذي تم التحفظ عليه لمدة ثلاثة ايام في مستشفى راشد وتبين بعدها أنه يعاني من انفلونزا حادة. واشار الى ان الاجراءات التي تم اتخاذها في مطار دبي الدولي حالت حتى الآن دون دخول اي حالة من هذا المرض مؤكداً خلو امارة دبي حتى الآن من الحالات المشتبه بها. تحقيق: عماد عبدالحميد

Email