إعمار المخيم بتكلفة مئة مليون درهم، جنين تحظى باهتمام خاص ضمن مشاريع الهلال الأحمر الاماراتي في الضفة الغربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 تحظى مدينة جنين شمال الضفة الغربية بنصيب الاسد من مساعدات ومشاريع الهلال الاحمر الاماراتية تماما مثلما تحظى به من حصار خانق وبطش على ايدى قوات الاحتلال الاسرائيلى. ولم تقتصر تلك المساعدات على اعمار مخيم جنين الذى بادرت اليه الهلال الاحمر الاماراتية والذى يتكلف نحو مئة مليون درهم لكنها امتدت الى المساعدات الاغاثية للاسر المحتاجة والايتام والعمال العاطلين ومراكز المعاقين وذوى الحالات الخاصة. وتعد لجنة اموال الزكاة ومستشفى الرازى فى المدينة من بين الجهات الاكبر المتلقية للمعونة الاماراتية بعد مخيم جنين حيث يبلغ عدد الايتام الذين تتكفلهم الامارات نحو 220 يتيما بالاضافة الى 150 اسرة محتاجة نصيب الهلال الاحمر منها اكثر من النصف. ويتحدث المسئولون فى قطاعات العمل الخيرى فى جنين عن مساعدات الامارات لمؤسساتهم ويقولون انها من اكبر وافضل المساعدات التى وصلتهم حتى الان. ويرى فواز حماد مدير مستشفى الرازى ان دولة الامارات العربية المتحدة وهيئة الهلال الاحمر الاماراتية تعد اول دولة وجهة عربية تتبنى مشاريع العون الاغاثى والانشائى فى جنين وتصل الى مواقع الاحداث فى حينها وتقدم العون لاهل المدينة بلا تردد او تأخير. وفى لقاء مع بعثة وكالة انباء الامارات يقول حماد ان اسلوب العمل الذى تتبعه الهلال الاحمر الاماراتية فى ارسال الوفود الى مواقع الاحداث والوصول اليها لتقييم الاضرار والاسراع فى تقديم المعونات يعتبر مثلا فريدا فى العمل الخيرى يسبق أى عمل اخر ولا يوجد هناك حديث بين اهالى المدينة وقراها ومخيمها سوى الحديث عن الهلال الاحمر فى الامارات الذى يصل ممثلوه ووفوده تباعا الى مدينتهم قبل واثناء الاجتياحات المتعددة للمدينة خاصة اثناء معركة المخيم حيث كان متطوعو الهلال الاحمر الاماراتى اول من وصل الى المدينة والمخيم واطلعوا على حجم الدمار الذى لحق بمنازله وبنيته التحتية وتشريد اهله. وقد بادر الاماراتيون الى نصب الخيام اولا واستئجار الشقق ثانيا لايواء المشردين وتقديم العون الطاريء لهم كما تفقدوا المستشفيات وزودوها بالاجهزة الطبية والادوية وطلبوا منها علاج المتضررين من اهالى مخيم جنين بل وكل ابناء المخيم مجانا وعلى نفقة الهلال. وقال مدير مستشفى الرازى ان وفدا من الهلال الاحمر زار المستشفى وطلب كشفا باحتياجاته وقد لبى على الفور تلك الطلبات وزود المستشفى بجهاز لجراحة الفكين هو الاول من نوعه فى فلسطين حيث كانت الحالات المستعجلة من هذه الاصابات تحول الى المستشفيات الاسرائيلية وهذه مستحيلة بالنسبة لجرحى الانتفاضة ولذلك كانت الضرورة ملحة لهذا الجهاز الذى لبى الهلال الاحمر طلب المستشفى وزوده به وتبلغ تكلفته اكثر من 300 الف درهم. وخلال تواجد بعثة «وام» فى المستشفى شاهدت عملية جراحية لجريح فى الانتفاضة اصيب فى وجهه وقد اجريت له باستخدام جهاز جراحة الفكين وكانت العملية التى استغرقت ثلاث ساعات ناجحة تماما حيث اكد الاطباء الذين اجروا العملية ان هذه الحالة وكثير مثلها كانت لا تجرى فى المستشفى نظرا لعدم وجود هذا الجهاز الذى سهل عليهم عملهم وبالتالى انقاذ المرضى والجرحى من الشلل او الوفاة حسب نوع الاصابة والمرض. واوضح فواز حماد ان المستشفى وضع برنامجا للتأمين الصحى على اهالى مخيم جنين خاصة الذين دمرت منازلهم على نفقة الهلال الاحمر الاماراتى ويبلغ عددهم اكثر من الف شخص بالاضافة الى مرضى اخرين وايتاما ومحتاجين وجرحى الانتفاضة الذين يعالجون مجانا. وتحدث حماد عن خدمات المستشفى المقدمة للمرضى فقال ان المستشفى مكتفى ذاتيا من ناحية العمليات الجراحية فهو يجرى جميع العمليات ما عدا مرضى القلب ويتقاضى من اصحاب العمليات الجراحية رسوما رمزية لا تتعدى 30 بالمئة من تكاليف العملية الجراحية. واشار الى ان المستشفى مزود بكافة الاجهزة والمعدات الطبية الحديثة وكذلك الادوية التى لا تبخل الجهات المانحة واولها الهلال الاحمر الاماراتية عن تقديمها لكن المشكلة المستعصية التى يعانى منها المستشفى هى تغطية تكاليف الكادر الادارى والطبى حيث تشكل هذه التكاليف اكبر عائق فى تطوير نوع الخدمة التى يقدمها للمرضى مؤكدا انه لو تمت تغطية تكاليف الجهاز الطبى والادارى لأمكن للمستشفى ان يقدم خدماته مجانا لكل الذين يطلبونها. كما تحدث الشيخ زيد زكارنه رئيس مجلس ادارة المستشفى ورئيس لجنة اموال الزكاة فى جنين عن مستشفى الرازى وخدماته العلاجية فقال ان أى جريح او فقير فى منطقة جنين وخارجها يتلقى العلاج المجانى وشبه المجانى للذين تسمح حالاتهم المادية بدفع الحد الادنى من تكاليف العلاج. وقال الشيخ زيد ان هيئة الهلال الاحمر الاماراتية تعتبر الهيئة الافضل من بين جمعيات الخيرالعربية والاسلامية المانحة التى تبادر الى تقديم العون للمحتاجين والمتضررين فى فلسطين. وقد جاءت وفود هلالية عديدة الى مناطقنا وكانت من اوائل الجهات التى تقدم العون بلا حساب بل وتطالب بوضع كشوفات باحتياجات مؤسسات العمل الانسانى والعلاجى لتقوم بتغطيتها. وذكر انه ناشد كل السكان فى المساجد والاماكن العامة بأن يقدموا معلومات عن المحتاجين والمتضررين وابلغهم بأن اخوانهم فى الامارات مستعدون لمساعدتهم وعليهم التوجه الى لجنة الزكاة لتقوم بايصال العون للمحتاجين من المساعدات التى تقدمها الهلال الاحمر. وقال احمد سلاطنة مدير لجنة الزكاة من جانبه ان المساعدات الاماراتية التى تصل الى منطقة جنين هى مساعدات شاملة لكل المجالات سواء كفالة الايتام او الاغاثية او الانشائية او العلاجية مشيرا الى ان هناك مساعدات اماراتية فريدة تقدمها الهلال الاحمر منها المساعدات الموسمية مثل مشروع الاضاحى حيث تذبح الخراف ايام عيد الاضحى وتوزع لحومها على الفقراء والمساكين والايتام وكسوة العيد وصدقة الفطر ومشروع الطرود الغذائية وهدية العيد والحقائب المدرسية. واضاف ان مشروع الاضاحى هو مشروع كبير تستفيد منه عائلات فلسطينية كثيرة غير قادرة على شراء احتياجاتها ايام الاعياد لغلاء الاسعار التى لا تقدر عليها. وقد قدمت الهلال الاحمر مبالغ كبيرة زادت عن مئة الف درهم فى مشروع الاضاحى للعام الماضي كما قدمت اكثر من مئة الف درهم اخرى لمشروع الحقيبة المدرسية وكذلك مبلغا مماثلا للطرود الغذائية. وذكر ان الاماراتيين سباقون بسخاء الى تقديم المعونات العينية والنقدية فى فترات متعددة لأهالى جنين المحتاجين والاسرى الذين يقبعون فى السجون الاسرائيلية وللاسر المحتاجة والمشردين الذين هدمت بيوتهم وللمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة. وقال ان لجنة اموال الزكاة تقوم الان ببناء دار للايتام لتأوى نحو 800 يتيم وتقديم المأكل والمشرب والتعليم والعلاج المجانى لهم كما ترعى مشروعا قائما وهو عبارة عن مدرسة ابتدائية يبلغ عدد طلابها نحو الف طالب وطالبة تقدم الخدمة التعليمية للايتام والاسر المحتاجة مجانا فى حين تقدم للاسر الاخرى الخدمة التعليمية برسوم رمزية. وام

Email