قمة «جلف ترافيك 2002» تنطلق بدبي اليوم بمشاركة دولية واسعة، انظمة مرورية ذكية تقلل الحوادث وتوفر 40 مليون درهم على مستخدمي الطريق

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 يفتتح قاسم سلطان البنا مدير عام بلدية دبي صباح اليوم فعاليات قمة «جلف ترافيك 2002»، التي تنظمها بلدية دبي بالتعاون مع شركة (اي أي آر للمعارض والمؤتمرات) بمشاركة 100 شركة من 15 دولة تتطلع للحصول على نصيب من الاستثمارات الضخمة التي تشهدها المنطقة بقطاع البنى التحتية للطرق والنقل العام. ويشارك في المؤتمر 200 مسئول حكومي وصناعي يمثلون قطاع المواصلات من خلال مناقشة تطوير سبل الادارة المرورية في المنطقة. وتشهد قمة «جلف ترافيك» التي تعقد في فندق كراون بلازا بدبي خلال الفترة من 26 ولغاية 29 اكتوبر الحالي، مؤتمراً دولياً يتحدث فيه نحو 26 خبيرا من 15 دولة، لالقاء الضوء على الموضوعات التي تهم هذا القطاع والتي تمتد من التخطيط الحضري وانظمة المرور الذكية الى المواصلات العامة. وتشارك ادارة الطرق في بلدية دبي في فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي الرائد لقطاع المرور والمواصلات بالشرق الاوسط، بأوراق العمل في الندوات العلمية التي سوف تركز على المواصلات العامة بما فيها القطارات الخفيفة والسريعة والأنظمة التقنية المرورية والتخطيط الحضري، فضلا عن مشاركتها بجناح في المعرض المرتبط بصناعة هندسة المرور والمواصلات والأنظمة التقنية المرورية. وأكد المهندس مطر محمد الطاير مساعد مدير عام بلدية دبي لشئون الطرق والمشاريع العامة انه في اطار سعي بلدية دبي الدائم لرفع مستوى السلامة المرورية وتحسين وتطوير الانظمة المرورية والارشادية على شبكة الطرق تستضيف مدينة دبي معرض ومؤتمر «جلف ترافيك 2002»، مشيراً الى أن هذا الحدث الدولي يأتي في الوقت الذي أدت فيه التنمية الصناعية والديموجرافية بالمنطقة الى تزايد الحاجة لتطوير وتوسعة البنى التحتية المرورية الحالية. واوضح ان عدد سكان منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ارتفع بنسبة 33% منذ العام 1999 ليصل الى نحو 30 مليون نسمة، الامر الذي ادى إلى تزايد الاستثمارات بمشروعات الطرق والمواصلات المطلوبة للايفاء بالاحتياجات المتنامية وتزايد معدلات حركة السير بالمنطقة. وقال مساعد مدير عام بلدية دبي لشئون الطرق والمشاريع العامة ان قمة «جلف ترافيك» تشهد مشاركة قوية لمهندسين دوليين واقليميين وخبراء في انظمة المواصلات الذكية، ومصنعي منتجات السلامة المرورية واضاءة الطرق واشارات الطرق المتطورة. وحول اختيار مدينة دبي لاقامة المؤتمر أكد المهندس مطر الطاير أنه بالإضافة إلى المكانة المتميزة التي تحتلها إمارة دبي كنقطة التقاء حضاري ووجهة اقتصادية سياحية متميزة فإننا نعتقد أن التقدم الكبير الذي شهدته مدينة دبي في مجال هندسة المرور والمواصلات قد شجعت منظمي المؤتمر على اختيار مدينة دبي فقد تم في هذا العام على سبيل المثال إنجاز دراسة «تقييم بدائل النقل الجماعي في دبي» ويجري حاليا تصميم مشروع القطارات السريعة استعدادا لتنفيذه خلال السنوات الخمس المقبلة. أما في مجال الأنظمة التقنية المرورية فقد تم إنجاز نظام التحكم الآلي بالإشارات الضوئية منذ العام 1996، كما وأننا الآن في مرحلة التصميم النهائي لمشروع «الأنظمة التقنية المرورية في دبي» والذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وهو يعتبر بحق من أهم مشاريع الأنظمة التقنية المرورية التي تصمم حاليا على مستوى العالم. وتحظى قمة «جلف ترافيك» بمشاركة اقليمية كبيرة من 13 وزارة في منطقة الشرق الاوسط بما فيها الامارات والمملكة العربية السعودية والكويت والاردن وقطر وسوريا وعمان والبحرين، بالاضافة الى 9 بلديات من الامارات وسوريا، إلى جانب دعم دولي من الاتحاد الدولي للمرور والاتحاد الفيدرالي الاوروبي للمرور وجمعية مهندسي الطرق في الخليج واتحادي الاوروبي والاسترالي لانظمة المرور الذكية. وفي هذا الاطار أكد المهندس ناصر احمد سعيد مدير ادارة الطرق في بلدية دبي انه على الرغم من أن المؤتمر يركز في الأساس على تجارب دول الشرق الأوسط إلا أنه استقطب الكثير من المؤسسات الحكومية من مختلف دول العالم، كما تشارك عشرات الشركات الكبرى من القطاع الخاص، منوها بأن المؤتمر يعد فرصة فريدة للاطلاع على تجارب وممارسات الدول المشاركة والاستفادة منها وتبادل الخبرات ووجهات النظر. وأضاف ان العالم شهد تطورات مذهلة في سائر العلوم الطب، الفلك، الزراعة والاقتصاد، وغيرها، أما في مجال هندسة المرور والمواصلات فقد تقبل العالم وحتى عهد قريب أن تبقى أداة التحكم الرئيسية هي الإشارة الضوئية والتي لم تطور بشكل جذري منذ بداياتها الأولى، مشيرا إلى ان هذا الوضع قد تغير منذ عدة سنوات حيث تطورت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال الأنظمة التقنية المرورية بشكل هائل وخصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة حيث تم استخدام الكثير من التقنيات العسكرية في المجال المدني مثل استخدام الأقمار الصناعية لتوجيه حركة المرور وازدادت منافسة الموردين لتطوير منتجاتهم وتقليل السعر تماما كما حصل في حالة أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت رخيصة جدا مقارنة ببدايات الإنتاج وقد أصبح من الضروري بل والمحتم استخدام التكنولوجيا المتوفرة لزيادة السلامة المرورية وتقليل الازدحام المروري وقد اتخذت بلدية دبي قرارا استراتيجيا باستخدام أحدث التقنيات المتوفرة في مجالات المواصلات العامة والأنظمة التقنية المرورية. وذكر انه من المهم ملاحظة أن التوسع في شبكات الطرق ليس هدفا بحد ذاته بل المهم هو خدمة مستخدمي الطريق، وزيادة مستويات الخدمة والسلامة المرورية، إذ انه في كثير من الأحيان تؤتي التقنيات المرورية بنتائج ممتازة وفي أحيان أخرى، لابد من التوسع في شبكة الطرق، وما مشاريع الطرق الكبرى التي سوف تقام على شارع الشيخ زايد وتوسعة جسر القرهود والطريق الخلفي إلا دليل على التزام البلدية بتقديم أفضل الخدمات لمستخدمي الطريق باستخدام جميع الوسائل المتاحة. كما وأنه من المهم ملاحظة أن إدارة شبكة الطرق ومعرفة ما يدور بشكل لحظي على الشبكة والتدخل عند الحاجة يتم من خلال التقنيات المرورية، وبالتالي فإن العمل يتم بشكل متكامل وكل العناصر مكملة لبعضها البعض. وأوضح إن من أهم فوائد هذا المشروع هو الرصد الفوري للمشاكل المرورية في مناطق محددة ومدروسة على الطرق الحرة مثل شارع الشيخ زايد، وشارع الاتحاد، وشارع المطار، وجسري ال مكتوم والقرهود، ونفق الشندغة، وعلى جميع تقاطعات الإشارات الضوئية عن طريق مجسات إلكترونية وكاميرات ومن ثم تحويل هذه المعلومات بشكل فوري إلى مركز التحكم المروري، حيث يظهر الحادث فورا على شكل معلومة وصورة على خريطة إلكترونية ذات حجم كبير، حيث يتم تحليل المعلومات بشكل تلقائي من قبل أنظمة مرورية متطورة ومن ثم يتم اختيار الطريقة المثلى للتعامل مع الوضع المروري من قبل مهندسين متخصصين، كأن يتم البدء بتنفيذ أحد خطط العمل المعدة سلفا للتعامل مع الأوضاع المرورية المختلفة أو أن يتم تشغيل اللوحات الإلكترونية المرورية المتغيرة التي توجه مستخدمي الطرق إلى الطرق البديلة قبل الوصول إلى المنطقة المزدحمة أو أن يتم تشغيل لوحات التحكم بالمسارات المرورية والتي يتم من خلالها إغلاق المسارات وفتحها للمرور بالتدريج أو أن يتم تشغيل لوحات التحكم بالسرعة المتغيرة لزيادة السلامة المرورية في حالة حصول حوادث على سبيل المثال كما وسوف يتم تصميم النظام اللازم لإعطاء الأولوية لمركبات الطوارئ على الإشارات الضوئية. كتب خالد درويش:

Email